فيتور بيريرا مدربًا لـ وولفرهامبتون رسميًا هييرو: أعمل على تعزيز القيم الرياضية عمر السومة يختار الأفضل بين رونالدو وميروفيتش بحضور وزير الإعلام.. ملتقى صناع التأثير يشهد توقيع عدة اتفاقيات إنقاذ حياة 25 مريضًا بتبرع 11 متوفى دماغيًا بأعضائهم طيران ناس يطلق رحلات بين الدمام ومطار البحر الأحمر الدولي نيمار: أحب أن أكون قدوة لكل الأجيال عملية نوعية تحبط تهريب 300 ألف قرص مخدر في عسير السيف بملتقى صناع التأثير: الذكاء الاصطناعي لا يعني الاستغناء عن البشر هيئة السوق المالية تطلق الدفعة الرابعة لبرنامج الأجندة البحثية
أكد الكاتب الدكتور سعود كاتب أن جماهير الأندية الرياضية والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي يعبرون عن أشكال متباينة من التعصب والتشدد؛ ما يعزز حالة التشرذم والانتقائية في التعامل مع أنديتهم أو الأندية المنافسة أو الشخصيات والكيانات التي يتابعونها عبر منصات التواصل.
وقال الدكتور كاتب في مقال له اليوم نشرته الزميلة “المدينة ” : دارَ جدلٌ -مؤخَّرًا- حولَ انزعاجِ مشجِّعِي بعضِ فرقِ كرةِ القدمِ ممَّا قِيلَ بأنَّه: محاولةُ أحدِ الأنديةِ الكبيرةِ استقطابَ مشجِّعِي الأنديةِ الأُخْرَى؛ لمتابعتِهِ وتشجيعِهِ والتَّخلِّي عن فرقِهم، مستفيدًا في ذلكَ من ظروفِ تفوُّقِهِ الحاليَّةِ. ولوْ صحَّ ذلكَ، فأنَا من ناحيةٍ أرَى بأنَّ مَا يقومُ بهِ هُو ذكاءٌ وحقٌّ من أبسطِ حقوقِهِ، طالمَا أنَّه يتمُّ بعدالةٍ ونظامٍ.
كمَا أنِّي مِن ناحيةٍ أُخْرَى لَا أجدُ مبررًا لقلقِ الأنديةِ الأُخْرَى، فجمهورُ الأنديةِ العريقةِ الوفيَّة لا يمكنُ أنْ تتخلَّى تحتَ أيِّ ظرفٍ عن فرقِهَا، ولوْ حصلَ وفعلَهَا قلَّةٌ لا تُذكرُ منهُم، فهُم قطعًا لا يمثِّلُونَ خسارةً لمدرَّجِ فريقِهِم، كمَا أنَّهُم لا يمثِّلُون مكسبًا لمدرَّجِ الفريقِ الآخر؛ الذِي لنْ يثقَ في متابعتِهِم لهُ، وسيكونُونَ دومًا كمَن أضاعَ مشيتهُ، فلَا هُم مِن هؤلاءِ، ولَا مِن هؤلاءِ..!
هذَا الجدلُ حولَ ولاءِ متابعِي ومشجِّعي الأنديةِ ذكَّرنِي بمقالٍ كتبتهُ قبلَ سنواتٍ في صحيفةِ الشَّرقِ، قلتُ فيهِ:
التَّابِعُ في اللُّغةِ لهُ معانٍ عديدةٌ، وردَ منهَا في قاموسِ «المعانِي الجامعِ»: الموالِي، المؤيِّد، المُشايع، التَّالي ومنَ يكونُ في الخلفِ والمؤخِّرةِ.
يُقالُ تَابَعَ الأهواءَ، أي انقادَ لهَا، وتبعَ التَّعليماتِ، أي التزمَ بهَا، ويُقالُ أيضًا تَابَعهُ، أي سارَ في أثرهِ واقتفاهُ.
ويقولُ البعضُ إنَّ التَابعةَ هِي «أُمُّ الصبيانِ».. وكنتُ في صغرِي في مدينةِ الطَّائفِ أسمعُ أحدَ جيرانِنَا يدعُو دومًا على الأولادِ الذِينَ يزعجُونَهُ بلعبِ الكرةِ أمامَ منزلِهِ بقولِهِ لهُم: «جعلَكُم بأُمِّ الصبيانِ».
وعرفتُ لاحقًا أنَّ «أُمَّ الصبيانِ» هِي من الجنِّ العاشقِ الذِي يدخلُ في جسدِ أحدِهِم ويتملَّكهُ ويُسيطرُ عليهِ، وقِيلَ إنَّهَا أُنثَى غولٍ بشعة تتنكَّرُ بشكلِ امرأةٍ جميلةٍ، وتخطفُ الرِّجالَ وتتزوَّجهُم.
وبعدَ أنْ أطلَّ علينَا تويتر (X حاليًّا)، أصبحنَا جميعًا تَابعِينَ ومَتبوعِينَ. والمُتَابِعُ (بكسرِ الباءِ) هُو مَن يقتفِي أثرَ (تغريداتِ) شخصٍ آخرَ لغرضٍ معيَّنٍ. وبعضُ المُتَابَعِينَ (بفتحِ الباءِ) لدينَا؛ وصلَ عددُ مَن يُتابعهُم مئاتُ الآلافِ، وأكثر.
ورغمَ أنَّ ترجمةَ كلمةِ تَابِعٍ أو مُتابِعٍ بالإنجليزيَّةِ هِي « Follower»، إلَّا أنَّ هذهِ الكلمةَ الإنجليزيَّةَ تفتقدُ للثراءِ اللُّغويِّ الذِي تحملهُ نظيرتهَا العربيَّةُ متعدِّدةُ المعانِي، كمَا أشرتُ سابقًا.
وكما أن لكل شخص من اسمه نصيباً، فإن لكل تابع من لغته نصيباً أيضاً، حيث انسحبت معاني الكلمة على بعض المتابعين على منصة «X» وغيرها، فبتنا نرى بعضهم لا يقتفون تغريدات الغير بغرض الفائدة والعلم والمعرفة، لكنهم تحولوا إلى مشايعين متعصبين، أو منقادين حائرين، أو متربصين حانقين.
وأصبح لدينا أيضاً أفواج من المتابعين شبيهي «أنثى الغول»؛ بجمالها وسحرها الزائف!.
جعلَنَا اللهُ وإِيَّاكُم مِن التَّابعِينَ المُتَابَعِينَ الذِين يفيدُونَ ويستفيدُونَ، دونَ أنْ يكونُوا قطعانًا منقادِينَ، ولَا أنْ يسمحُوا لأيِّ «أُمِّ صبيان» من مشاهيرِ وأنصافِ مشاهيرِ شبكاتِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ باستئجارِ عقولِهِم، وتلبُّسِ عواطفِهِم.