الممر الاقتصادي سيسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي وسيوفر فرص عمل طويلة الأمد

مخرجات قمة العشرين.. ولي العهد يضرب موعد “جيو – اقتصادي” جديداً .. “دبلوماسية الممرات”.. تسهيل سلاسل الإمدادات العالمية

الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:١٥ مساءً
مخرجات قمة العشرين.. ولي العهد يضرب موعد “جيو – اقتصادي” جديداً .. “دبلوماسية الممرات”.. تسهيل سلاسل الإمدادات العالمية
أستمع للمقال بالصوت

المواطن - كتب : فهيم الحامد - نيودلهي

عظّم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاذبية ومحورية انفرادية المملكة في صناعة القرار الاقتصادي العالمي، عندما أبهر قادة قمة العشرين في نيودلهي، عندما كشف في كلمته الافتتاحية للقمة عن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا؛ مؤكدًا أن الممر الاقتصادي سيسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي وسيوفر فرص عمل طويلة الأمد.

قمة مخرجات قمة العشرين

وبإعلان ولي العهد توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا؛ فإن سموه يضرب موعداً جديداً لاختراقات جيو- اقتصادية عالمية ستغير قواعد اللعبة عبر دبلوماسية الممرات الاقتصادية العالمية، بما يحقق مصالح المملكة وجعلها محط أنظار العالم، خصوصا أن الممر الاقتصادي يعد خطوةً استثماريةً ذات أبعاد اقتصادية إيجابية للغاية نحو تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي وتعزيز التكامل الاقتصادي والمساهمة في توفير فرص عمل جديدة ونوعية بما يحقق مكاسب طويلة الأمد على امتداد الممرات الجديدة العابرة للحدود.

del>

تسهيل دبلوماسية الممرات

وأكد خبراء هنود أن الممر الاقتصادي سوف يوفر فرص عمل طويلة الأمد، كما سيزيد من التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وسيُسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي، إضافة إلى أنه سيضم مد كابلات لنقل البيانات، وكذلك سيربط موانئ الشرق الأوسط وأوروبا والهند وسيعزز الاقتصاد في المنطقة، ويخلق آفاقًا اقتصادية استثمارية جديدة وضخمة بين الهند ودول المنطقة والشرق الأوسط وأوروبا بما يُحقق مصالح المملكة المشتركة، ويعزز الترابط الاقتصادي مع شركائها من الدول الأخرى، وبما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد العالمي بصورة عامة.

وكان سمو ولي العهد قد أوضح أن الممر الاقتصادي سيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين، وسيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

وتعد المملكة عضواً فاعلاً في مجموعة العشرين الـG20، ولعبت دوراً هاماً في جميع الاجتماعات السابقة للمجموعة، وترتبط رؤية المملكة 2030 ارتباطاً وثيقاً بجوهر وأهداف مجموعة العشرين، من حيث التركيز على الاستقرار الاقتصادي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، وتعزيز رأس المال البشري، وزيادة تدفق التجارة والاستثمارات، كما تعد المملكة لاعباً رئيساً في المنطقة، وتؤدي دوراً مهماً في استقرار الاقتصاد العالمي.

 

واعتبر خبراء أوربيون أن إعلان الأمير محمد بن سلمان عن مشروع الممر الاقتصادي يعد من أهم المشروعات الجيواستثمارية العالمية الطويلة المدى التي سيشهدها العالم أجمع، ويعبر عن الأفكار الاستثنائية والخارجة عن الصندوق التي تُخطط لها المملكة لتعظيم المخرجات الاقتصادية في العالم . ويأتي إسهام المملكة في هذا المشروع انطلاقاً من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب ودورها الريادي عالمياً كمصدر موثوق للطاقة وما تمتلكه من ميزات تنافسية تجعل من مشاركتها في هذا المشروع محورية لإنجاحه.

وسيمتد الممر المقترح عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة والأردن قبل أن يصل إلى أوروبا.

وسيشمل المشروع أيضاً كابلاً بحرياً جديداً وبنية تحتية لنقل الطاقة، وفقاً لما ذكرته “فايننشال تايمز”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: إن المشروع “سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%”.

تسهيل سلاسل الإمدادات العالمية

والممر هو عبارة عن مشروع نقل لوجستي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، ويشمل هذا الممر الاقتصادي، موانئ وسككًا حديدية وخطوط أنابيب، بما يُساهم في تطوير البنية التحتية بشكل ضخم لم تشهده تلك الدول من قبل إذ يساهم الممر في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، وتنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.

وستربط السكك تلك الدول بالهند من خلال خطوط للشحن متصلة بموانئ المنطقة، ويعتبر المشروع من المبادرات العالمية وتلعب السعودية دورًا فاعلاً في صياغة نظام اقتصادي عالمي، يسهم في تحقيق هدف مجموعة العشرين المتمثل في تشجيع النمو المستدام في إطار المحافظة على مصالح جميع الدول.

وسيسهم المشروع في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية وربطاً للموانئ لزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية ومد خطوط وأنابيب لنقل الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية.

وقالت مصادر هندية إن مشروع الممر هو نتاج ثمار حراك هادئ وجهود دبلوماسية استمرت أشهراً.