ليفربول يواصل تألقه ويعبر ريال مدريد بثنائية سكني: 3 حالات يحق فيها استرداد رسوم الحجز السديس يوجه بالتهيئة الدينية الإثرائية لصلاة الاستسقاء بالحرمين الشريفين غدًا الحد الأقصى لصرف الدفعات المعلقة في حساب المواطن بعد اعتزاله.. توني كروس يحصد جائزة جديدة بثنائية في الخالدية.. التعاون ينفرد بالصدارة الآسيوية ماتياس يايسله يُطالب إدارة الأهلي بحكام أجانب السند: مشروع قطار الرياض يعكس مدى تطور السعودية ورؤيتها الطموحة التذاكر تبدأ من 4 ريالات.. تعرف على آلية استخدام قطار الرياض وظائف شاغرة لدى البحر الأحمر للتطوير
قال الكاتب والإعلامي د. بدر بن سعود إن تغول مؤثري السوشيال ميديا على المستوى المحلي لم يأتِ من فراغ، فقد كانوا قبل ضبط هذه المسألة وجهة مفضلة لبعض الأجهزة الحكومية.
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “الرياض”، بعنوان “تغول مؤثري المحتوى الفارغ”، أنه حتى القنوات الفضائية بما فيها المحسوبة على هيئة الإذاعة والتلفزيون التي حرصت على استضافتهم، رغم أنهم في معظمهم يعظمون الكماليات ويستجدون الرضا عن الذات من الآخرين، وليس لديهم تاريخ أو خبرة أو مؤهلات، باستثناء أعداد متابعيهم على المنصات التي ينشطون فيها.. وإلى نص المقال:
هيئة المرئي والمسموع في المملكة نشرت تعديلات مهمة قبل أيام، وكانت على بنود المادة الخامسة في اللائحة التنفيذية لنظامها، واشتملت على شروط وضوابط خاصة بترخيص موثوق لمؤثري السوشيال ميديا، من أبرزها، عدم الإضرار بسمعة الشركات والمؤسسات وآحاد الناس، والبعد عن استغلال الأطفال في الإعلانات، وضرورة خلوها من التحريض على ارتكاب الجرائم وتحريك النعرات، والالتزام باتفاق مكتوب في أمور التسويق والإعلان والترويج، ويضاف لما سبق، عدم التعرض لكرامة الأشخاص وحياتهم الخاصة، والامتناع عن عرض المحتوى الذي يظهر مشاهد التعري واللبــــاس غير المحتشم واللغة المبتذلة،، ومسودة تعديلات المادة الخامسة احتوت على 25 بنداً سيتم تطبيقها في الفترة القادمة، وأجد أنها تنطوي في مجملها على محرمات متعارف عليها ولا نقاش حول الالتزام بها، واحترام ما يصاحبها من قيم وعادات وأعراف اجتماعية، وكلها تدخل في نسيج وهوية المجتمع السعودي وتاريخه وثقافته.
تغول مؤثري السوشيال ميديا على المستوى المحلي لم يأتِ من فراغ، فقد كانوا قبل ضبط هذه المسألة وجهة مفضلة لبعض الأجهزة الحكومية، وحتى القنوات الفضائية بما فيها المحسوبة على هيئة الإذاعة والتلفزيون التي حرصت على استضافتهم، رغم أنهم في معظمهم يعظمون الكماليات ويستجدون الرضا عن الذات من الآخرين، وليس لديهم تاريخ أو خبرة أو مؤهلات، باستثناء أعداد متابعيهم على المنصات التي ينشطون فيها، وهؤلاء وبنسبة عالية إما أطفال أو مراهقون، بخلاف أن المؤثرين أنفسهم لا يقدمون شيئاً مفيداً للمشاهد عند استضافتهم، وبالتالي فالإعلام المحلي يعتبر مساهماً بقصد أو بدون في إشاعة التفاهة وتصدير مهرجي السوشيال ميديا، ولعل الاحتفاء الإعلامي بأصحاب المحتوى الفارغ لا يحدث إلا في دول الخليج، بينما في المنطقة العربية والمجتمعات الغربية لا ينظر إلا للمؤثرين أصحاب الإنجازات الفكرية والمعرفية والإبداعية ممن يستحقون الإبراز.
الصين تعتبر من الدول الحازمة في موضوع الإنترنت واستخداماته، ولديهم تطبيقات محلية يمنع استخدامها لأكثر من أربعين دقيقة في اليوم، والألعاب الإلكترونية ممنوعة في أيام الأسبوع، وإذا أردت أن تلعب في أميركا من الصين تسجل رقم الهوية أو السجل المدني، وتحصل بموجبه على ثلاث ساعات استخدام، وفي كوريا الجنوبية يتم ربط متاجر التطبيقات بالسجل المدني، ويلزم مصممو التطبيقات بإدراج إشعارات تنبه الشخص إذا طالت فترة استخدامه، ومن ثم يتوقف التطبيق عن العمل، بالإضافة إلى إيقاف الألعاب الإلكترونية بعد ساعة معينة من الليل.
هذه الإجراءات تحيد احتماليــة التعلق، وقد تكلم عنها نير ايال، أستاذ التصميم في جامعة ستانفورد الأميركية، في كتابه (هوكد) أو استراتيجية التعلق، وتفوم فكـــــرته التي تعمل عليها شركات السوشيال ميديا، على المحفزات الخارجية والداخلية والفعل والمكافأة العشوائية بأرقام الإعجابات والمشاهدات والتعليقات، والتي لوحظ بالتجـربة أنها أكثر استمالة للمستخدمين من المكافأة المالية، وأيضاً الاستثمار في وقت المستخدم، بمعنى أنه كلما زاد استخــــدام التطبيق زادت نسبة التعلق به، ولدرجــــة تطويرهم لغرسة دماغية تمكن المصابين بالشلل من تصفح السوشيال ميديا بعقولهم، وفي المقابل طورت شركات غربية برنامجاً ذكياً يحجب تلقائياً المشاهد غير اللائقة بما فيها مقاطع العنف والتعري.
استخدام الشبكات الاجتماعية بشكل متكرر في مرحلة المراهقة، قد يؤدي إلى تغيرات واضحة في اللوزة الدماغية أثناء نموها، ودورها المركزي في التعلم وضبط السلوك العاطفي، وقد يمتد التأثير إلى القشرة المخية التي تتحكم في الانفعالات، ونشـــــرت صحيفــــة وول ستريت جـورنال، بحثاً علمياً في عام 2021، جاء فيه أن متابعي المؤثرين على الشبكات الاجتماعية، يعانون من المشاعر السلبية المرتبطة بصورة الذات، والانشغال الكامل بالسوشيال ميـديا أثر في قابلية التركيز عند مستخدميها، وتراجعت قدرتهم على التركيز منذ ابتكارها من 90 ثانية إلى 12 ثانية.
غالبية ما يشاهده المتابعون من محتويات سلبيـــة على السوشيال ميديا، تدخل في أعراض الإدمان الرقمي، كسرعة الغضب وقلة الصبر والميل إلى العزلة والانفراد بالنفس، ومعه تراجع القدرة على الكتابة السليمة أو المفهومة، وإطلاق كلمات متداخلة وألفاظ مبتذلة، وعدم القدرة على التركيز، والأخيرة تشبه حالات فرط الحركة وتشتت الانتباه، وقد أوضحت دراسة ألمانية أجريت على مدمني الشبكات الاجتماعيــــة، بأن لديهــــم نقص في المــــادة الرمادية المــوجودة في الفص الأمامي للدماغ وبنسبة 20 %، مقارنة بالمعتدلين والمتوازنين في الاستخدام، وبما لا يزيد على ساعة واحدة موزعة على كامل اليوم، وهذا الجزء من الدماغ مسؤول عن تحديد الأولويات واتخاذ القرارات، وفي اعتقادي، إن السابق قد يقف خلف أكثر تجاوزات الشبكات الاجتماعية، ومعه المكافأة العشوائية التي توظف الأرقام في التفضيلات والتعليقات والمشاهدات، ودورها الإدماني الخطير، وهناك مراكز لمكافحة الإدمان الرقمي في بريطانيا والصين وكوريا الجنوبية، والمفروض أن تعمل المملكة على تجربة مشابهة لمعالجة مؤثري السوشيال ميديا المحليين ومتابعيهم، وبمشاركة المركز الوطني للصحة النفسية، الذي سجل اعترافاً بأن الإدمان الرقمي يعادل في خطورته إدمان الكوكايين.