طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
أكد مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، على فضل العمل في خدمة ضيوف الرحمن، ونشر رسالة الإسلام من خلال الدروس والبرامج العلمية التي تقام داخل المسجد الحرام، مشيدًا بجهود العاملين في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الرامية إلى نشر العلم النافع والحكمة والموعظة الحسنة؛ إرشادًا لوفود الحجاج وتعليمًا لهم بأمور دينهم والآداب والأخلاق التي دعت إليها الشريعة الإسلامية من الكتب والسنة.
وجاء في كلمة توجيهية لسماحته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد خلال انطلاق الدورة العلمية مساء اليوم- بُلْغة الناسك إلى فقه العقيدة والمناسك-، في المسجد الحرام.
وتابع سماحته قائلًا: إن اغتنام هذه الأيام في أقدس بقعة على وجه البسيطة لمما يتنافس عليه أهل الأرض قاطبة؛ كيف لا وهو اجتماع للشرف من عدة أوجه: شرف المكان وهو البيت العتيق، وشرف الزمان وهو موسم الحج الذي يفد فيه الناس إليه من كل فج عميق، وشرف المعلوم وهو تعلم ما علَّق الله به السعادة للبشرية في الدارين فنعم المنهج ونعم الطريق، وإنه لمما يوجب الشكر المتواصل والحمد المتتابع لله سبحانه وتعالى اختصاصه لنا في أحب البلاد إليه وأكرم البقاع عليه بالسعي في خدمة الحجاج في بيته المعظم، خير بيت وضع للناس.. وأردف سماحته قائلًا: “إنه يوم بهيج سعيد، يشهد باكورة سلسلة من النور والهداية، تشع من جنبات المسجد الحرام متسللة إلى قلوب وبصائر المسلمين باختلاف بلدانهم ألسنتهم وألوانهم، معبّرة للدنيا أجمع عن رسالة الإسلام في كل زمان، منذ أن رفع إبراهيم القواعد من البيت، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
وحث سماحته المسلمين على التقوى قائلًا: اتقوا الله تعالى حق التقوى اتقوا ربكم فإن تقوى الله خير وصية أوصى الله بها الأولين والآخرين، فاتقوا الله عباد الله فبتقوى الله تنالون السعادة في الدنيا والآخرة، واعلموا أن الله عز وجل خلق الخلق لحكمة عظيمة ليعبدوه وحده لا شريك له، وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين ليردوا العباد إلى فطرة الله التي فطرهم عليها، بعد ما انحرف العباد عن فطرة الله، فالله- عز وجل- قد فطر الخلق على عبادته فلما انحرف العباد عن هذه الفطرة أرسل الله الرسل ليردوا العباد إلى فطرة الله السليمة، وأن دعوة جميع الرسل دعوة واحدة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه، هذه طريقة أنبياء الله ورسله من لدن نوح إلى سيدهم وأعظمهم وأكملهم وأفضلهم محمد- صلى الله عليه وسلم.
وأوضح سماحته أن في مناسك الحج عبرًا وعظات، منها: التقاء المسلمين واجتماعهم في صعيد واحد، غاية واحدة، لرب واحد يعبدون، وبكتابه يأتمون، ولرسول واحد يتبعون، شعارهم واحد، هدفهم واحد، هيئتهم واحدة، حقًّا إنها تمثل أخوة الإسلام في أسمى وأرفع معانيها.
وأكد سماحته أن موسم الحج لمؤتمر عظيم يدعو الله تعالى إليه المسلمين، {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}، والتي أصلها وأساسها انطلاق القلب إلى الله، وانجذابه إلى طاعته، حيث يفارق المسلم وطنه وأهله وبلده استجابة لنداء الله الذي فرض عليه ذلك، والتقاء المسلمين بعضهم ببعض، وتعارفهم وتآلفهم وسيلة قوية إلى قوتهم واستقامة حالهم، وفق الله المسلمين لما يحبه ويرضاه.
وبين سماحته أن حسد أعداء الله تعالى الأمة الإسلامية على هذه النعمة العظمية فأخذوا في بث الدعوات المضللة والأفكار الهدامة بين المسلمين، والله يعلم أن الإسلام منهم بريء بمساعدة الأئمة المضلين الذين تظاهروا بالإسلام في دعواتهم، وإذا تأمل المسلم البسيط تلك الدعوات رآها جهالات وضلالات وخداعًا للأمة وتضليلًا لها، ذلك أن أرباب هذه الدعوات لهم علاقة قوية بأعداء الإسلام، يرسمون لهم الطريق ويخططون لهم المخططات، ليضربوا أهل الإسلام بعضهم ببعض، فجعلوا منهم جسرًا يعبرون عليه لنيل أغراضهم وأهوائهم، فهم إنما يدعون لأنفسهم وأغراضهم وأهوائهم، ودعواتهم مشبوهة، وليست إلا لأغراض دنيوية لأحزاب، أو عصبية جاهلية أو دعوات قطرية وعرقية، وقد وصفهم الله تعالى فقال: {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}، وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ}.