المواقف الإنسانية للمملكة لن ينساها الشعب اليمني

ثقة اليمنيين في المملكة تدفع بقرب انتهاء الحرب

الأحد ١٦ أبريل ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٣١ مساءً
ثقة اليمنيين في المملكة تدفع بقرب انتهاء الحرب
المواطن - فريق التحرير

أكد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الزميل خالد بن حمد المالك أن ثقة اليمنيين بالمملكة، والعلاقة التاريخية التي تجمعهم بجارتهم الكبرى، واستمرار دعم الرياض لهم حتى خلال اشتعال المعارك بينهم، وفتح منافذها لقبولهم للعمل فيها في موقف إنساني لن ينسوه للمملكة، كل ذلك – مع الجهود الدولية – يدفع بقرب انتهاء الحرب.

وأوضح الكاتب في مقال له بصحيفة “الجزيرة”، بعنوان “تصفير السجون في اليمن”، أن هناك توجهاً نحو الحلول الدبلوماسية للقضايا الشائكة وإنهاء الخلافات العالقة بينهم، فالآن يتم تبادل الأسرى، وتمديد مهلة إيقاف الحرب، وقريباً – إن شاء الله- يستكمل الاتفاق على كل شيء.. وإلى نص لمقال:

أجواء ومؤشرات إيجابية

يخيم على اليمن بشماله وجنوبه منذ اتفاق المملكة وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما أجواءٌ تعطي مؤشرات على أن اليمن مُقدِم على خطوات للقضاء على الفتنة، والتوجه نحو المصالحة، والعمل على ما يعزز أمن واستقرار اليمن الشقيق.

* *

لقد أنهكت الحروب اليمن بشرياً واقتصادياً، وأصبح المواطن يئن من الجوع والفقر وانعدام فرص العمل، وزاد على ذلك اختفاء الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب التنمية بكل تفاصيلها ومجالاتها، حتى المساعدات الإنسانية أصبحت لا تصل إلى مستحقيها.

* *

إنه وضع مأسوي اكتوى بناره كل مواطن يمني، وتأثرت المباني والمنشآت بفعل التخريب وآثار الحرب، وغياب الصيانة، وانصراف الجميع إلى المشاركة في الحرب بإراداتهم أو مجبَرين عليها، وبتشجيع ودعم خارجي لا يهمه مصلحة اليمن واليمنيين، بقدر ما يهمه مصلحته باستخدام اليمن ليؤذي جيرانه.

* *

ومع هذه الأجواء الجديدة، بوصول وفود من المملكة وسلطنة عُمان ومن الشرعية إلى صنعاء والاجتماعات التي تمت مع الحوثيين، وما تم التوصل إليه بأن الخطوة الأولى في المصالحة بين الشمال والجنوب تبدأ بتبادل الأسرى فوراً، بأمل الوصول إلى توافق في إعادة هياكل الدولة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ليصبح اليمنيون بذلك على موعد لإصلاح ما أفسدته الحرب.

أخبار سارة ونوايا طيبة

في سجون الحوثيين، أعداد كبيرة من العسكريين والمدنيين لدى كل الأطراف، وإذا ما تم الإفراج عنهم جميعاً، وتصفير السجون لدى الجانبين، معنى هذا أن النوايا الطيبة سوف تقود إلى إحلال السلام في اليمن، وأن اليمنيين سوف يكونون على موعد مع الأخبار السارة.

* *

كل الانقلابات في اليمن من السلال إلى الحميدي، ومن الغشمي إلى علي عبدالله صالح، ثم الحوثيين، لم تقد اليمن إلا إلى الدمار والتخلف، ولم تمنح اليمنيين غير الفقر والفاقة وعدم الاستقرار، وها هي الفرصة تُتاح لهم لإلقاء السلاح، والعمل على تنمية البلاد في ظل أجواء من الأمن والاستقرار.

* *

هناك اهتمام دولي بإنهاء الحرب في اليمن، ووفود بدأت تصل تباعاً إلى المنطقة للمشاركة والمساعدة في تقريب وجهات النظر، وإذا ما توقفت مساعدات إيران للحوثيين لمواصلة القتال فهذا إيذان على أن ما يمر به اليمن الآن أصبح من الماضي، وأنه مقبل على الجديد الذي جد بروح من الأخوة والرغبة الصادقة للقبول بما يساعد على توفير الرخاء لليمنيين.

تبادل الأسرى

وإذا كان هناك مصلحة لليمنيين من بدء الحوار لإحلال السلام في بلادهم، فإن هذه المصلحة تشارك فيها مع اليمنيين كل دول المنطقة، وامتداداً كل دول العالم، لأن اليمن يشكِّل حالة من عدم الاستقرار، ومن استعداده لاستخدامه ليؤذي غيره بالوكالة، مثلما يؤذي نفسه.

* *

وإذا سارت الأمور بتبادل الأسرى بين الجانبين بانسيابية وعدم تعقيد كما حدث في اليومين السابقين، فإن تشكيل حكومة تمثل كل الكيانات قد يتم تحقيقها، وسيتعاون الجميع من أجل مرحلة البناء القادمة التي سيكون لدول الخليج الاستعداد لتمويل كل احتياجات اليمن.

ثقة اليمنيين في المملكة

وما هو واضح لي أن إيران تدعم التوجه الجديد في اليمن، وليست على استعداد للتضحية بمصالحها مع المملكة ودول الخليج باستمرار دعمها للحرب في اليمن، خصوصًا أن هذه الحرب لم تخدم إيران، ولم تقوِ شوكتها ضد غيرها في المنطقة وخارجها، وإنما استنزفت الكثير من خزينتها ومخازنها دون أن تحقق أي مكاسب مهمة.

* *

كما أن ثقة اليمنيين بالمملكة، والعلاقة التاريخية التي تجمعهم بجارتهم الكبرى، واستمرار دعم الرياض لهم حتى خلال اشتعال المعارك بينهم، وفتح منافذها لقبولهم للعمل فيها في موقف إنساني لن ينسوه للمملكة، كل ذلك – مع الجهود الدولية – يدفع بقرب انتهاء الحرب، والتوجه نحو الحلول الدبلوماسية للقضايا الشائكة وإنهاء الخلافات العالقة بينهم، فالآن يتم تبادل الأسرى، وتمديد مهلة إيقاف الحرب، وقريباً – إن شاء الله- يستكمل الاتفاق على كل شيء.