المرأة وذوو الدخل المحدود.. من أسرار #الرؤية_السعودية_2030

في الإطار الرمزي يرمي الكثير من الباحثين الاجتماعيين والعلماء والمفكرين بجملة متفق عليها، تقول إن “المرأة نصف المجتمع”. إلا أن هذه الجملة تشابه الواقع كثيرًا في المجتمع السعودي، حيث أثبت آخر تعدادين للسكان في عامي 2004 و2010، أن نسبة أعداد النساء قريبة جدًا من نسبة أعداد الذكور في السعودية.

وفي أغلب بلدان العالم، تكون الشريحة الغالبة في المجتمع هي الشريحة المسماة بـ”الطبقة المتوسطة”، والتي يتعارف عليها المجتمع السعودي والباحثين تحت مسمى “ذوي الدخل المحدود”، والتي تنقسم إلى جزأين: فئة الدخل المحدود الدنيا، وفئة الدخل المحدود العليا، من خلال تقديرات رقمية متفق عليها في الدخل. ولعل هذه الفئة بجزأيها، تمثل النسبة الأغلب من المجتمع السعودي.

قد يهمّك أيضاً

ترامب يعلن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران: تدعم الإرهاب وكاذبة

حرمان سيدة من الجنسية السويسرية بسبب “أجراس البقر”

لهذا اهتم ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهو يبشّر بتقديم “الرؤية السعودية 2030” في 25 أبريل، بالحديث عن المرأة، وعن ذوي الدخل المحدود.

ضرورة إنصاف “نصف المجتمع”

حينما تحدث الأمير محمد بن سلمان في المقابلة الأولى مع موقع “بلومبيرج”، أصرّ على إيضاح الجزئية الاجتماعية المهمة من “الرؤية السعودية”، والمتعلقة بنظرة المجتمع للمرأة، والقيد الذي يلغي الكثير من حقوقها في المجتمع.

يعلم محمد بن سلمان أن البلاد لا يمكنها أن تزدهر وهي تحد من حقوق “نصف المجتمع”، لذلك أوحى في حديثه بدعم المزيد من حقوق المرأة، وقال بوضوح: “نعتقد أن المرأة لديها حقوق في الإسلام لم تحصل عليها بعد”.

ولي ولي العهد قال ما قاله عن حقوق المرأة، لأنه يدرك أن هناك صناعات واستثمارات أجنبية على وشك الدخول إلى البلاد، لدعم الرؤية الاقتصادية الجديدة. وبكل شفافية، يتخوف مسؤول ملف الاقتصاد عبر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، من إحجام أصحاب الصناعات والاستثمارات الأجنبية من أن يأتوا إلى دولة تقيد على المرأة، كما في وصف مقابلة “بلومبيرج”، وأشار إلى أن هؤلاء لا يهمهم المال فقط في السعودية، وإنما يفضلون العيش في دبي (في إشارة إلى البحث عن وضعية مشابهة نوعًا ما).

لهذا اهتم محمد بن سلمان بحقوق المرأة، وقال لـ”بلومبيرج”: “مشكلتي ليست مع المؤسسة الدينية الرسمية، وإنما مع أولئك الذي يشوهون الحقائق عليها، كي لا تحصل النساء على حقوقهن الكاملة، التي كفلها لهن الدين الإسلامي”.

السعوديات نصف المجتمع رسميًا

من وحي آخر تعداد سعودي للسكان، تم الإعلان عنه في 23 نوفمبر 2010، اتضح أن نسبة النساء بين السكان السعوديين بلغت49.1%، بينما بلغت نسبة الذكور 50.9%، بينما بلغت نسبة النساء 49.9% في تعداد 2004، والذكور 50.1%. وهذا يعني أن النسبة متقاربة ما بين التعدادين، وتشير إلى تقارب بين أعداد الإناث والذكور في المجتمع السعودي، بما يشير إلى أن النساء نصف المجتمع تقريبًا.

وفي مطلع العام الماضي، برهنت الإعلامية بدرية البشر عبر برنامجها التلفزيوني الاجتماعي في قناة “إم بي سي”، من خلال تقرير مصوّر من داخل قاعة دراسية نسائية على لسان باحثة سعودية، أن عدد النساء السعوديات يفوق الرجال قليلاً، وبرهنت ذلك من خلال عدة محاور.

ما يهم أن المرأة تمثل ثقلاً سكانيًا في المجتمع السعودي، مثلما تمثل ثقلاً في إمكانية دفع عجلة التنمية، من خلال مشاركتها في مسيرة التعليم والعديد من الوظائف الحكومية والخاصة، خصوصًا مع فتح التوظيف في عدة مسارات بالقطاع الخاصة في السنوات السابقة.

الاهتمام بالشريحة الغالبة

وأيضًا ضمن مقابلة “بلومبيرج”، استشعر ولي ولي العهد بأهمية الشريحة الغالبة من المجتمع السعودي، والتي تختص بذوي الدخل المحدود، حينما قال إن الحكومة ستقوم بوضع آلية لتوفير النقد لذوي الدخل المحدود والمتوسط من السعوديين، الذين يعتمدون على الدعم، وذلك في إطار خطط لترشيد الدعم لا تمس هؤلاء.

وأوضح بقوله: “نحن لا نريد تغيير حياة المواطن السعوي العادي، نحن نريد أن نحد من الأثرياء الذين يستخدمون الموارد بشكل مكثف”، وأضاف: “دعونا نقول إن السعر العالمي للكهرباء هو 1000 ريال وتقوم بدفع 50 ريالاً فقط، سنعطيك 1000 ريال وسنرفع أسعار الكهرباء. سيكون لديك خياران: إما أن تنفق 1000 ريال على فواتير الكهرباء كما اعتدت، أو يمكنك خفض استهلاك الكهرباء واستخدام المال في شيء آخر.”

وبنفس القدر، تحدث عن فاتورة المياه، وأشار إلى أن تطبيق تعرفتها الجديدة تم بطريقة “غير مرضية”، مشيرًا إلى أنه سيتم تصحيحها، وقال بوضوح: “بصراحة، ما حدث لم يكن متوافقًا مع الخطة التي وافقنا عليها. نحن الآن نعمل بجد على إصلاحات داخل وزارة المياه حيث ستكون الأمور متوافقة مع الخطة المتفق عليها.”

وفي عهد الحزم، لم يطُل أمد التصحيح والإصلاحات، حينما صدر أمر ملكي بإعفاء وزير المياه والكهرباء.

هل تصل نسبة محدودي الدخل إلى 87%؟

من خلال مسح قديم جرى قبل دخول الألفية الثالثة، لدراسة الأحوال المعيشية للأسر السعودية، قامت به وزارة تم تغيير مسماها وخياراتها، هي “وزارة الأشغال العامة والإسكان” آنذاك، واتضح من المسح أن 51٪ من الأسر السعودية لا يوجد لديها دخل ثابت، و40٪ لا يزيد دخلها الشهري على 6 آلاف ريال، في حين يرتفع الدخل إلى حدود مفتوحة لدى 9٪ من الأسر السعودية.

كما أن هناك معايير أخرى أجرتها دراسة لاحقة، صنفت الأسر السعودية التي يقل إجمالي دخلها الشهري عن 2000 ريال بأنها فئة الدخل المحدود الدنيا، وهذ تمثل 37% من الأسر السعودية، بينما الأسر التي يبلغ دخلها بين 2000 و 8000 ريال تمثل 50 % من الأسر السعودية، وصنفتها الدراسة في فئة الدخل المحدود العليا، وهذا يعني أن نسبة الأسر السعودية ذات الدخل المحدود %87 من عدد السكان في المملكة، فهل هذه النسبة صحيحة وفقًا لتلك الدراسة؟