أكثر من 6 ملايين عملية إلكترونية عبر أبشر في نوفمبر 2024 استدعاء 6789 مركبة هوندا لخلل خطير القتل حدًا لباكستاني قتل بنغلاديشي ضربًا ونحرًا ودفن جثته في القصيم تجربة نوعية.. أسفلت بارد في طرق الشماسية نيوم تُشكل أكبر تحالف عالمي لتطوير تقنيات البناء المتطورة تدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية بالمحكمة العامة جازان تتزين بحروفها الأبجدية في اليوم العالمي للغة العربية تركي الفيصل يفتتح مبنى كلية الطب بجامعة الفيصل بتكلفة 160 مليون ريال إحباط تهريب 180 كيلو قات في عسير ضبط 6 أطنان مواد غذائية فاسدة في مستودع بجدة
أكدت الكاتبة والإعلامية بشرى فيصل السباعي، أهمية اعتماد تجارب المحاكاة للكوارث المختلفة واعتبارها جزءاً من ثقافة الإدارات الحكومية في جميع المجالات، لتفعيل آلية التعامل مع الكوارث والتطورات الطبيعية، ومثال على ذلك سيول جدة.
وقالت السباعي، في مقال لها بصحيفة “عكاظ” بعنوان “إجراء.. سيضمن عدم تكرار سيول جدة”: إنه مع تكرار حصول أضرار واسعة بسبب السيول في مدينة جدة وغيرها من المدن فغير التساؤلات عن الأسباب وعدم وجود أثر واضح لمنظومات تصريف مياه السيول المفترض وجودها، فهناك تساؤل عن كيف يمكن التأكد من إنجاز الإجراءات التصحيحية اللازمة، وأن تلك المنظومات باتت جاهزة لتؤدي دورها بنجاح عندما تقع سيول جديدة؟
وتابعت “في الواقع هناك طريقة للتأكد أنه في السيول القادمة لن تحصل أي أضرار وستكون البنية التحتية المعدة لتصريف مياه السيول جاهزة وفاعلة وذلك عبر إجراء شبه دوري تلجأ إليه العديد من دول العالم في الشرق والغرب التي تعاني من غزارة الأمطار الموسمية وهو ما يسمى «تجارب محاكاة للسيول- Flood Drill» وتتضمن عدة مجالات ومراحل وأهمها تلك الخاصة بالبنية التحتية الهندسية لتصريف مياه السيول للتحقق من جاهزيتها وكفاءة عملها، بالإضافة لخدمات الطوارئ المختلفة وما شابه، وتقام تجارب محاكاة دورية لتكرار التأكد من جاهزية أنظمة تصريف السيول وإصلاح أي مشاكل تشغيلية تكون قد طرأت عليها وتجربة المستجدات التي تم تطويرها بها”.
وأضافت “بالعموم تعتبر تجارب المحاكاة للكوارث المختلفة جزءاً من ثقافة الإدارات الحكومية في جميع المجالات في عديد من دول العالم للتحقق من جاهزية البنية التحتية المادية والبشرية والإدارية للتعامل مع الكوارث المختلفة، وحتى يتم إنجاز وتشغيل الأنظمة الهندسية اللازمة لتصريف مياه السيول ومنع حدوث أضرار وخسائر مادية بسببها، يجب أن تتضمن تجارب محاكاة السيول لدينا على الأقل خلال فترة إنجاز البنية التحتية لتصريف السيول تدريب المواطنين على الإجراءات المساعدة على تقليل أضرار السيول مثل وضع سياراتهم في أماكن مرتفعة بعيداً عن مسار السيول عند صدور تحذيرات من الجهات المعنية تتوقع كثافة هطول الأمطار”.
وواصلت الكاتبة قائلة “بالإضافة لتوعيتهم بالسلوكيات التي تقلل فرص تعرضهم للأخطار عند حدوث السيول وكيفية التصرف عندما تداهمهم السيول بخاصة ركاب السيارات، ومن تقع بيوتهم في مسار السيول تتم توعيتهم بخيارات السلامة الوقائية مثل الانتقال مؤقتاً للإقامة لدى الأقارب عند صدور التحذيرات بالأمطار الغزيرة لكي لا يتعرضوا لمحاصرة السيول”.
وتابعت أنه بالإضافة للتدريب على السلوكيات الصحيحة لإنقاذ من تعرضوا لطوارئ ناتجة عن السيول، مع تدريبات متخصصة للمرافق الحيوية كالمستشفيات لضمان عدم تأثرها حتى في ظل وقوع أسوأ الاحتمالات مثل انقطاع الكهرباء وخدمات الإنترنت بسبب السيول، واعتماد مبدأ تدريبات التجارب المحاكية لاختبار جاهزية البنية التحتية وكفاءتها في كل المجالات بشكل عام لمكافحة ثقافة ترك الأمور على البركة والأداء العشوائي والتسويف والإهمال وعدم الكفاءة وتعثر إنجاز المشاريع وكشف الفساد وتصحيح الخطأ والقصور ومحاسبة المقصرين واستبدالهم بالأكفاء قبل أن تكشفهم الكوارث بعد فوات الأوان، وأوجه القصور التي يتم كشفها في تجارب المحاكاة الدورية تتم دراسة الأسباب المولدة لها لمنع تكرار حصولها وخلق آلية لرصدها تلقائياً وليس فقط العمل على إصلاح القصور والخلل المباشر.
وختمت الكاتبة بقولها “فالفارق الأوحد في كفاءة الخدمات العامة وبنيتها التحتية وما يترتب عليها من ارتفاع في جودة الحياة العامة بين الدول المشهورة بها وبين الدول التي تعاني من تعثرات مزمنة فيها رغم كل ما تصبه عليها من ميزانيات كبيرة وخطط وخبراء ولجان هو فقط في محاربة مبدأ العشوائية وترك الأمور على البركة، فجودة وكفاءة وفاعلية الخدمات والبنية التحتية تعمد على درجة انضباط عسكري في التقييم العملي المستمر لها على أرض الواقع وليس على الورق وعروض البوربوينت والتصريحات الإعلامية والصحفية دون انتظار أن تمتحنها الكوارث الواقعية وتكشف أوجه القصور فيها، وأول خطوة عملية بهذا المجال هي تحديد موعد لإجراء تجارب محاكاة واقعية لاختبار أنظمة تصريف مياه السيول”.