لم يعثر الهنود على أماكن لدفن الموتى

بداية وباء الكوليرا وتأثيره على البشرية 

السبت ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٨:٠٤ مساءً
بداية وباء الكوليرا وتأثيره على البشرية 
المواطن- ترجمة: منة الله أشرف

رصدت وزارة الصحة الكويتية، أمس الجمعة، إصابة مواطن بمرض الكوليرا بعد أن ظهرت عليه الأعراض بعد عودته من إحدى الدول المجاورة، فما أصول ذلك الوباء وكيف أثر على البشرية حينها؟

وُجدت الكوليرا منذ قرون عديدة لكن برز الوباء في القرن التاسع عشر عندما حدث تفشٍ مميت في الهند، ومنذ ذلك الحين كان هناك العديد من حالات التفشي وأصابت 4 ملايين شخص حول العالم وقتلت ما بين 21 إلى 143 ألف شخص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

ما هي الكوليرا؟

الكوليرا مرض معد تسببه بكتيريا تسمى ضمة الكوليرا تعيش عادة في مياه مالحة ودافئة إلى حد ما مثل مصبات الأنهار والمياه على طول المناطق الساحلية ويُصاب الناس بها بعد شرب السوائل أو تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا مثل المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا.

وهناك المئات من السلالات لكن أبرزهم O1 و O139 وهما السلالتان الوحيدتان للبكتيريا المعروف أنها تسبب تفشي الأوبئة.

وهاتان السلالتان تنتجان سمًا يجعل الخلايا المبطنة للأمعاء تطلق كميات متزايدة من الماء مما يؤدي إلى الإسهال والفقدان السريع للسوائل والأملاح ويمكن أن تتسبب نوبة إسهال واحدة في زيادة أعداد البكتيريا في البيئة بمقدار مليون ضعف، وفقًا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية.

أعراض الوباء 

حوالي 80% من الأشخاص الذين يصابون بالبكتيريا لا تظهر عليهم الأعراض وتُشفى العدوى من تلقاء نفسها لكن الـ 20% المتبقين يعانون من أعراض حادة تشمل الإسهال الشديد والقيء والتشنجات، ويمكن أن تسبب هذه الأعراض الجفاف والصدمة الإنتانية وحتى الموت في غضون ساعات قليلة.

أصول الوباء

ليس من الواضح متى بالضبط أصابت الكوليرا الأشخاص لأول مرة، لكن في القرن الخامس قبل الميلاد ذُكرت في نصوص هندية وفي القرن الرابع قبل الميلاد وُجدت في اليونان في نصوص أبقراط حيث وصف حالات منعزلة من الأمراض الشبيهة بالكوليرا.

في عام 1817 ظهرت بكثافة في الهند بسبب الأرز الملوث ويقال إنه قتل الضحايا في غضون 8 ساعات من ظهور الأعراض وكان معدل الوفيات مرتفعًا لدرجة أن السكان المحليين كافحوا لإيجاد مكان لدفن جميع الموتى.

بداية وباء الكوليرا وتأثيره على البشرية 

وانتشر المرض بسرعة في معظم أنحاء الهند وميانمار الحديثة وسريلانكا الحديثة عن طريق السفر على طول طرق التجارة التي أنشأها الأوروبيون.

وبحلول عام 1820 انتشرت الكوليرا إلى تايلاند وإندونيسيا مما أسفر عن مقتل 100 ألف شخص في جزيرة جاوة وحدها ثم الفلبين والصين واليابان، بعد ذلك نقلت القوات البريطانية التي كانت مسافرة من الهند إلى عمان الكوليرا إلى الخليج العربي ووصل المرض في النهاية إلى الأراضي الأوروبية ثم تركيا وسوريا وجنوب روسيا الحديثة.

تلاشى الوباء بعد 6 سنوات من بدايته ويرجع الفضل في ذلك على الأرجح إلى الشتاء القارس في 1823-1824 الذي قتل البكتيريا التي تعيش في إمدادات المياه.

بدأت جائحة الكوليرا الثانية حوالي عام 1829 ومرة أخرى جاء من الهند وانتشر على طول الطرق التجارية والعسكرية إلى شرق ووسط آسيا والشرق الأوسط وموسكو.

تباطأ انتشار المرض مؤقتًا خلال فصل الشتاء لكنه عاد مرة أخرى في ربيع عام 1831 ووصل إلى فنلندا وبولندا ثم انتقل إلى المجر وألمانيا وانتشر المرض لاحقًا في جميع أنحاء أوروبا ثم الأمريكتين.

ظل الأمر على هذا المنوال وشهد العالم بين 1852 و1923 أربعة أوبئة أخرى للكوليرا، وكان أشدهم وطأة وأكثرهم دموية ذلك الذي امتد بين 1852-1859 ودمر آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا.

وتؤثر الكوليرا الحالية على حوالي 120 دولة وتنتشر إلى حد كبير في الدول الفقيرة والأقل نموًا، وفي السنوات الأخيرة، كان هناك عدد من التفشيات المدمرة مثل زيمبابوي في الفترة 2008-2009 الذي أثر على حوالي 97 ألف شخص وتفشي هايتي في الفترة 2010-2011 وأثر على 500 ألف شخص، وفي عام 2017 تفشى وباء الكوليرا في الصومال واليمن.

علاج الكوليرا

اليوم، يتم علاجها من خلال وضع سوائل والمضادات الحيوية وتتوفر لقاحات لها لكنها توفر مناعة بنسبة 65% فقط وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

إقرأ المزيد