أرقام وتفاصيل ميزانية 2025 .. النفقات 1,285 مليار ريال والعجز نحو 2.3% من الناتج المحلي التشكيل الرسمي لمباراة السد والهلال الهلال يسعى لمواصلة تألقه ضد السد ولي العهد: ميزانية 2025م تؤكد التزام الحكومة بكل ما فيه منفعة للمواطن وتؤكد تعزيز قوة ومتانة الاقتصاد السعودي برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية السعودية 2025 بإيرادات تريليون و184 مليار ريال المرور: 5 تعليمات مهمة لقيادة الدراجات الآلية بأمان إنذار أحمر لأهالي الرياض والمدني يدعو لتوخي الحذر توضيح مهم من هيئة الزكاة والضريبة بشأن البيان الجمركي تسجيل 89 هدفًا في بطولة وزارة الداخلية الـ 14 لكرة القدم للقطاعات الأمنية هدافو دوري روشن.. ميتروفيتش يتصدر وآل سالم يقتحم المنافسة
علق الكاتب والمحلل السياسي بسام بربندي، على جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخارجية، والتي بدأت بمصر ثم الأردن وأخيرًا تركيا.
وجاء في نص مقال الكاتب الذي نشرته العربية بعنوان “دبلوماسية محمد بن سلمان.. و”الأوراق التائهة” بمجلس الأمن، ما يلي:
تشهد منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية خصوصاً حراكاً دبلوماسياً غير عادي هذه الأيام، إذ تستعد المنطقة لإقامة مؤتمر إقليمي مع “الدولة العظمى” في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية، وسط ما تشهده الساحة الدولية من اضطرابات وصراعات لم تكن جديدة، بل زادت تعقيداتها مع الحرب الروسية – الأوكرانية.
المنطقة التي لطالما عُرفت بـ”حمامات الدم” ومشاهد العنف الملازمة لها، ترغب اليوم في خلع هذا “الرداء البائس”، ومواجهة العالم بمشكلاته، والتأكيد على أن هذا “الإقليم المضطرب” لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنه، كما يمكن له أن يغير موازين القوى في الغرب والشرق.
أحد مشاهد الحِراك السياسي والدبلوماسي اليوم، هو تحركات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المنطقة، إذ صادف هبوط طائرته في مصر، انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا، ومشاورات حول موضوع تجديد قرار مجلس الأمن باستمرار إدخال المساعدات عبر البوابة الوحيدة مع تركيا.
تحدّث ممثلو أعضاء مجلس الأمن الـ 15 عن الوضع الإنساني، والصعوبات المالية والإنسانية، وغيرها من الأمور المتعلقة بهذه القضية، لكننا لم نسمع من الأعضاء أن استمرار الوضع الإنساني هو تهديد لاستقرار المنطقة العربية، ولم نسمع من الأعضاء عن دور “إيران التخريبي” في سوريا، ولم نرَ اعتراضاً من أعضاء المجلس عن حضور إيران الجلسة ودفاعها عن النظام، وهي سبب أساسي في مصائب السوريين وتعاستهم، وأحد أسباب هذه الجلسة الأممية تحديداً.
في نفس الوقت لم نسمع أيضاً، من أعضاء المجلس أن سبب المشكلة سياسي وأن النظام، الذي استضافوا ممثله، يرفض تقديم أي خطوة إيجابية لحل هذه الأزمة السياسة ذات البعد الإنساني، الذي يعاني منه السوريون داخل سوريا والسوريون في دول الجوار.
لم يكن مع السوريين أحد، الجميع كان يتحدث عنهم أو يتاجر بهم أو يتحدّى الآخر بمصائبهم أو يتملق للقوي الظالم فيهم.
السؤال الحقيقي هو، هل لا تزال دول المنطقة العربية تهتم بما يحدث في أروقة مبنى الأمم المتحدة وجلسات مجلس الأمن؟ هل أوقفت تلك الجلسات صوت الرصاص ووابل الصواريخ في سوريا وليبيا وأوكرانيا؟ هل استطاع المجلس وقف شحنات الأسلحة الإيرانية ومخططات الدمار في اليمن والعراق ولبنان؟
الجواب معروف: فقدت شعوب المنطقة وكذلك العالم أجمع الثقة في تلك القوى الدولية ومخرجاتها.
لم نشعر بوجود الدول العظمى التي تدافع عن القيم والمبادئ وتعلن عنها في كل مناسبة وبلا مناسبة، كان الصوت العربي يعكس الواقع العربي، لا يريد أن يكون طرفاً بالحرب بين الكبار، وللسوريين خصوصاً لم يكن هناك صوت منصف قوي لهم.
ومن أجل ذلك وإدراكاً لحجم المسؤولية والثقل السياسي للسعودية في المنطقة، وفي ظل هذا الجو الدولي المأساوي بمجلس الأمن، يجري ولي العهد السعودي جولة دبلوماسية سياسية تشمل مصر والأردن وتركيا، أعتقد أنه يريد من خلال هذه الجولة صياغة حلول حقيقية لمشاكل وأزمات المنطقة العربية التي تهدد الوجود العربي نفسه، والأزمة السورية من أهم تلك الملفات.
واضح جداً أن السعودية تعمل على إيجاد “صوت عربي واحد”، منسق فيما بينهم لطرح حلول وتصورات عربية لحل الأزمات التي تعصف بالإقليم بما يتناسب مع المصالح العربية، وليس كما يراها أعضاء مجلس الأمن كما جرى في جلسة مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا.
هذه الزيارات السعودية تسبق زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة وحضوره قمة مع الدول الخليج ومصر والأردن والعراق، والمتوقع أن تناقش الكثير من القضايا الاستراتيجية بين المنطقة العربية والضيف الأميركي.
استمرار وتقوية العلاقات الاستراتيجية السعودية – العربية مع الولايات المتحدة ضرورة استراتيجية للطرفين، وذلك يشمل واجبات وحقوقاً ومبادرات من الطرفين، لمناقشة القضايا المشتركة ومشاكل المنطقة، نريد الواقعية في الحلول ولكن نريد في الوقت نفسه حلولاً تحفظ الشعوب العربية وبلدانها، وتوقف التمزق الحاصل في خرائطها، حلولًا تحقق المصالح على المدى القصير والطويل، قد تعيد مجلس الأمن لرشده وأخلاقه.