طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
قال العرب قديمًا: إن مصائب قوم عند قوم فوائد، وينطبق هذا على كل شيء في العالم حتى في الصراع بين الدول، فبينما تُعد الأزمة الروسية الأوكرانية وبالًا على سكان البلدين، كما أنها سببت أزمات اقتصادية للعديد من الدول الأخرى، فإن هناك مجموعة تستفيد من ذلك، يُطلق عليهم اصطلاحًا مقاولو الحرب، وهم متعاقدو الأسلحة في البنتاجون.
وبحسب مجلة Responsible Statecraft التابعة لمعهد كوينسي الأمريكي المعني بالإدارة السياسية والأزمات الدولية، فإن الأزمة الروسية الأوكرانية أثارت دعوات لزيادة الإنفاق العسكري في كلٍّ من الولايات المتحدة وأوروبا، وهو أمر في صالح مقاولي الأسلحة الأمريكيين.
في الواقع، أشار التقرير إلى أنه حتى قبل اندلاع الصراع الدولي، تحدث الرؤساء التنفيذيون لشركات الأسلحة الكبرى عن كيف يمكن للتوترات في أوروبا أن تُعزز أرباحهم، يبدو الأمر كما لو أنه من نظريات المؤامرة قليلًا، لكن هذا ليس كلامًا مسترسلًا، بل إن هناك دليلًا عليه يتجلى في مكالمة في يناير 2022 بين جريج هايز، الرئيس التنفيذي لشركة رايثيون تكنولوجيز، مع مستثمري شركته، قال: إن احتمال نشوب صراع في أوروبا الشرقية وغيرها من النقاط الساخنة العالمية سيكون مفيدًا لأعمالهم.
وأضاف: نرى فرصًا للمبيعات الدولية في كل من التوترات في أوروبا الشرقية، والتوترات في بحر الصين الجنوبي، كل هذه الأشياء تضغط على بعض الدول لزيادة الإنفاق الدفاعي، ولذلك أتوقع بكل تأكيد أننا سنرى بعض الفائدة منها.
هل هذا فقط؟ أجاب التقرير على ذلك قائلًا: لا، ففي أواخر مارس، في مقابلة مع هارفارد بيزنس ريفيو، بعد بدء الصراع، دافع هايز عن الطريقة التي ستستفيد بها شركته من هذا الصراع قائلًا: لن نعتذر عن ما هو رأس مالنا عملنا، الحقيقة أننا سنرى في النهاية بعض الفوائد بمرور الوقت، فكل ما يجري شحنه إلى أوكرانيا اليوم، بالطبع، يخرج من المخزونات، إما من وزارة الدفاع أو من حلفائنا في الناتو، وهذه كلها أخبار رائعة للعمل.
وقال التقرير: إن الصراع في أوكرانيا سيكون بمثابة ثروة لأمثال شركات رايثيون ولوكهيد مارتن، حيث سيكون هناك عقود لإعادة إمداد أسلحة مثل صاروخ رايثيون ستينجر المضاد للطائرات وصاروخ جافلين المضاد للدبابات من إنتاج شركة رايثيون/ لوكهيد مارتن والذي قدمته واشنطن بالفعل إلى أوكرانيا بالآلاف.
هل تتوقف الأرباح بعد انتهاء الصراع؟ كلا، بل إن انهيال الثروة الأكبر سيأتي بعد انتهاء الصراع، وذلك من خلال الزيادات في الإنفاق على الأمن القومي في الولايات المتحدة وفي أوروبا بحجة تأمين البلاد ضد أي صراع آخر محتمل.
وقد التزمت الولايات المتحدة بتقديم ما يقرب من 3.2 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا؛ وما زالت الأرقام في زيادة.
ويتطلع المتعاقدون العسكريون للمزيد، وذلك في ضوء تخصيص أكثر من نصف حصة البنتاجون البالغة 6.5 مليار دولار من حزمة الإنفاق الطارئ لأوكرانيا لمجرد تجديد مخزونات وزارة الدفاع، ليس هذا فقط، بل جادل بعض نواب الكونجرس بأن أمريكا تحتاج أيضًا إلى مزيد من خطوط الإنتاج الساخنة للقنابل، والصواريخ، والطائرات المسيَّرة، بزعم مواجهة التحدي الطويل الأمد الذي تُشكِّله الصين، وفي حين أنه تهديد مبالغ فيه إلى حد كبير، إلا أنها ميزة أخرى تنتظر المتعاقدين الرئيسين للأسلحة.
يُعد ذلك التهافت لجني الثروات من الإنفاق الدفاعي على الأسلحة كارثة، لكن ليس لمتعاقدي الأسلحة في البنتاجون الذين جنوا مليارات الدولارات، ولا زال هناك مكان في جعبتهم للمزيد، والمفارقة هو أن ذلك يأتي في وقت تعهدت فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بوضع الدبلوماسية أولًا.