طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
من السهل قتل إرهابي لكن ليس من الصعب قتل فكرة.. بهذه المعلومة المباشرة الموجزة، لخّص أحدُ رجالات الأمن الذين تصدّروا للظهور في مقدمة الحلقة الأولى من الحلقات الوثائقية التي بثتها قناة “العربية” على ثلاثة أجزاء من الأربعاء إلى الجمعة، بعنوان “كيف واجهت السعودية القاعدة؟”.
في أعقاب “11 سبتمبر” بأسابيع، غزت أمريكا أفغانستان لمطاردة تنظيم القاعدة؛ فأوعز أسامة بن لادن لكبار مساعديه بالعودة إلى السعودية وشن حرب دامية هناك.. من هنا بدأت فصول الإرهاب في عدة مدن سعودية، وبدأت أيضاً فصول تجنيد الشباب بطريقة سرية، باستخدام مقاطع أفلام فيديو، لكن المدهش أن الجزء غير المُمنتَج من تلك المقاطع جاء الوقت لتبث لاحقاً، عبر الحلقات الوثائقية أعلاه.
تجنيد الضعفاء.. و”حدثاء الأسنان”
من وجهة نظر الجهات الأمنية، بحسب مدخل الحلقة الأولى، أن تجنيد “القاعدة” للشباب السعودي يأتي من خلال اختيار الضعفاء والمطيعين ومسلوبي الإرادة، ومن ثمّ استخدام صغار السن كأدوات خطرة وبأفكار هدّامة غير مرئية، للوصول إلى ما هو أبعد. هذا بحسب ما قاله العميد عبدالله العمري من أمن المنشآت، الذي استشهد بحديث شريف، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرميّة”.
بالفعل انصاع عددٌ من الشباب “الضعفاء والانفعاليين” لرغبات تنظيم القاعدة، ليكون بعض هؤلاء نواة لنشر أول قائمة لـ19 مطلوباً أمنياً في وسائط الإعلام السعودي، وذلك في أعقاب كشف خلية في حي الجزيرة بالعاصمة الرياض، في أعقاب تفجير عرضي في أحد مقار الإرهابيين هناك، والعثور على عدد مهول من الأسلحة والمتفجرات، حيث تلت ذلك الحدث عمليات تفجير المجمعات السكنية الثلاثة الشهيرة.
الكلمة الشهيرة.. واختيار محمد بن نايف
عبر الحلقات الوثائقية، وبعد أول العمليات التي شهدت زيارة من وزير الخارجية الأمريكي آنذاك “كولن بأول” إلى الرياض، قال ولي العهد آنذاك (الملك عبدالله رحمه الله) كلمته الشهيرة: “إن الإرهابيين مجرمون سفاحون، تجرّدوا من كل القيم الإسلامية والإنسانية، وخرجوا عن كل القيم الأخلاقية، وأضحوا وحوشاً ضارية، لا همّ لهم سوى سفك الدماء وترويع الآمنين”.
لهذا اختار ولي العهد في ذلك الوقت، الأمير محمد بن نايف بصفة شخصية لقيادة كافة الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية من أجل مواجهة الإرهاب. وبالفعل شرعت “الداخلية” في عمليات إعادة تدريب موسَّعة وشاملة، شهدت بها أجهزة الإعلام العالمي، حينما اعترفت بصرامة السعودية لمواجهة الإرهاب.
وعبر الحلقات الوثائقية، اتضح الخط الزمني للعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في السعودية، والمواجهات الشرسة بين قوات الأمن وأعضاء التنظيم في مختلف مناطق المملكة، عبر لقطات حصرية صوِّرت بكاميرات أفراد “القاعدة” ورجال الأمن، حيث بُثّت للجمهور لأول مرة.
وهذا العمل الوثائقي نتاج عمل استغرق 3 سنوات، وحصيلة مواد فيلمية وتسجيلية تتكون من نحو 578 ساعة، اشتغل عليها فريق من الباحثين المختصين والتقنيين، وأجريت فيه مقابلات مع 62 ضابطاً وجندياً ممن شاركوا في المواجهات، يتحدثون فيه بشكل مباشر عن تجربتهم في تعقب التنظيم، وتبادل إطلاق النار معه، واعتقال أفراده، وفيه قصص عن إصاباتهم، وكيف أن أحدهم نجا بأعجوبة لأنه كان “قصير القامة” ورصاصة “الإرهابي” أتت فوق رأسه مباشرة.
قصة اللقطات الحصرية الـ47
بالفعل كانت عبر الحلقات الوثائقية 47 لقطة حصرية، تم استخراجها من كاميرات أعضاء في “القاعدة” أثناء مداهمات أمنية، حيث أرّخ من خلالها أولئك الإرهابيون لمعسكراتهم في البر والاستراحات والشقق والفلل المؤجرة، والتدريبات التي كانوا يقومون بها، وعمليات تفخيخ السيارات، وتصوير “الانتحاريين” قبل القيام بعمليات التفجير.
ومن اللقطات اللافتة، مقطع مصور يظهر سيارة تم تشريكها، ووضع عليها لوحة كتب عليها “ح و ر 72″، في إشارة لـ”الحور العين” اللواتي ينتظرن “الإرهابي” بعيد تنفيذ عمليته، فيما ذلك “الانتحاري” يحمل اللوحة ويقبلها وهو فرح ومستعد للقاء “الحور”!. فضلاً عما تظهره التسجيلات عن ضحالة ثقافة عدد من “الإرهابيين”، وضعف التزامهم الأخلاقي، ويصورهم وهم يلهون بطريقة أقرب إلى “الصبيانية”.
العمليات.. والقادة.. والتفاصيل
تفجير المجمعات السكنية، استهداف رجال الأمن، وضرب المنشآت النفطية، كل هذه العمليات التي قامت بها “القاعدة” يرصدها الوثائقي، مع تفاصيل كل عملية، ومنها عملية استهداف مصفاة “إبقيق” شرق السعودية، التي تمت في فبراير 2006، حيث يسرد الفيلم قصة تفصيلية عن العملية، وكيف خطط لها، والعقبات التي واجهت المنظمين، والمواجهات تالياً، وكل ذلك ضمن صور خاصة بكاميرات المنفذين والمخططين أنفسهم.
عبدالعزيز المقرن، عبدالله الرشود، صالح العوفي، تركي الدندني، فهد الجوير، وسواهم من قادة ومنظري “القاعدة”، شخصيات يستعرضها الوثائقي، ويرصد كيف تم قتل عدد منهم، وتعقبهم، ورصدهم استخباراتياً، وكيف فجّر بعضهم نفسه خشية إلقاء القبض عليه.
محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، يكشف الفيلم عن تفاصيلها، وكيف أن “الانتحاري” عبدالله العسيري قدم لملاقاة الأمير، وكيف تصرف، وكيفية حركته وجلوسه وصلاته بطريقة غريبة، ويكشف أين خبأ القنبلة، والمحادثة التي جرت بينه وبين الأمير. كلها تفاصيل يعرضها الفيلم لأول مرة.
ولم يخجل تنظيم القاعدة في السعودية من تبني عملية واحدة من عملياته في العقد الماضي، وأصدر المجلات الإلكترونية، والتسجيلات الصوتية والمرئية، وفاخر فيهم بكل اعتداءاته على الممتلكات والأبرياء. وأصدر التنظيم مجلة “صوت الجهاد” الإلكترونية، عبر 16 عدداً، ضمت تعليمات لاستخدام الأسلحة والطب في حال إصابة أحد أفراد التنظيم، حيث قام بتأسيسها عيسى آل عوشن، الذي كان يرأس تحريرها، وقد قُتل في مداهمة أمنية في حي الملك فهد بالرياض 2004.
وقائع قاسية
وكشفت الحلقات الوثائقية عن وقائع قاسية في رصد بعض العمليات الإرهابية، ومن الهجوم على مجمع سكني وشركات في مدينة الخبر عام 2004، حيث أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة عملية دخول المتطرفين للمواقع وتنفيذ عملياتهم بالذبح في كل مكان.
كما كشفت الحلقة الثانية، واقعة حدثت عام 2004 في مدينة الرياض السعودية، حيث استجوب أعضاء القاعدة المدرب الأمريكي بول جونسون باللغة الإنجليزية، لينتهي المشهد الدامي بإعدامه. ويظهر الفيديو النادر والذي يبث للمرة الأولى، الرهينة الأمريكي معصوب العينين أثناء التحقيق معه عن طبيعة عمله من قِبل أحد أعضاء القاعدة الذي سأله عن عدد المواطنين السعوديين الذين يقوم بتدريبهم، مردداً أن لديه تقريراً خاصاً عنه. ولم يمض وقت طويل على التحقيق حتى قام أفراد التنظيم بتكميمه وتنفيذ عملية الإعدام، ووضع رأسه في الثلاجة.
حسن
اللله يحمي بلادنا منويقوي الرجال الامن