بثلاثية.. منتخب فرنسا يتجاوز إيطاليا ضبط مقيم لوث البيئة بحرق مخلفات زراعية في الشرقية رئيس بوتافوجو: نيمار في نفس مستوى ميسي رياض محرز يعود لهز الشباك دوليًّا ضبط 6502 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع الأمن البيئي يفوز على أمن المنشآت في بطولة وزارة الداخلية لكرة القدم خالد بن سلمان يبحث التعاون مع وزير القوات المسلحة الفرنسية المنطقة العربية أمطارها موسمية تستمر 8 أشهر وتبدأ مع سهيل كانسيلو: الدوري السعودي يتطور كثيرًا رد من سكني بشأن الضمان الاجتماعي
“الجزائر تحت دائرة الضوء”، هكذا تبدو الأوضاع في المغرب العربي في نظر أوروبا التي تبحث عن خروج من أزمتها نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية؛ زيارات وتصريحات تنوعت من جميع بلدان القارة العجوز حتى وصل الحال لواشنطن، فماذا يريد الغرب وأمريكا من الجزائر في هذا التوقيت؟
الغاز.. حيث تمتلك معظم البلدان الإفريقية، احتياطات كبيرة من بينها الجزائر التي تعتبر عاشر أكبر منتج للغاز في العالم، والرابعة بين مصدري الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
عملية روسية في أوكرانيا انطلقت في 24 فبراير الماضي، وعقب العملية بـ4 أيام زار وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، الجزائر، على وجه السرعة لإجراء محادثات حول زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا للتعويض عن نقص الغاز الروسي الذي تعتمد عليه أوروبا بشكل كبير.
شعرت القارة العجوز بالخطر الكبير مع رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تحجيم العقوبات الغربية على بلاده والتلويح بسلاح الغاز في وجه من وصفهم بـ”الأعداء”.
التطور السريع للأحداث جاء عكس توقعات أوروبا، هكذا وصف الخبير الاقتصادي محمود عبدالرؤوف، المأزق الذي تعيشه دول أوروبا المتعطشة للتدفئة والطاقة التي يتحكم فيها بوتين.
وأوضح الخبير الاقتصادي، خلال تصريحاته لـ“المواطن“، قرار فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أن الروبل مقابل الغاز، نزل كالصاعقة على دوائر صنع القرار في القارة العجوز التي واصلت تسلم غاز روسيا الذي شكل عام 2021 نحو 40% من إمداداته.
ويوضح الخبير الاقتصادي أن للجزائر أنبوبين للغاز، إحداهما المسمى “ترانسماد”، ويربط الجزائر بأوروبا، بطول 2485 كيلومترًا، ويضمن تزويد تونس وإيطاليا وسلوفينيا بالغاز الطبيعي، وينقل حاليا نحو 60 مليون متر مكعب يوميا نحو إيطاليا.
أما الأحدث فهو “جالسي” بطول 860 كيلومتراً، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله خلال النصف الثاني من العام الجاري، وهو باتجاه إيطاليا أيضًا نتيجة ما حدث من تغيرات سريعة في مشهد الطاقة دولياً.
“مصائب قوم عند قوم فوائد”، فالقرار الروسي باعتماد الروبل ثمنًا للغاز، جعل الدول الأوروبية بتحرك أمريكي ترغب في زيادة وارداتها من الغاز الجزائري الذي يغذي أوروبا بـ11% من الغاز؛ في الوقت ذاته رفضت معظم الدولة العربية زيادة كمية صادرات الغاز لأوروبا.
القرار الذي يوصف بالكثير من الذكاء ويقوم في المقام الأول على الاستفادة من اتفاق جديد على زيادة صادرات الغاز إلى أوروبا بأسعار أعلى، على حد وصف الخبير الاقتصادي عبدالرؤوف.
وأضاف أن الجزائر تسعى إلى توطيد علاقاتها مع روسيا وترفض الانصياع لطلبات الغرب ضد موسكو بأي شكل خاصةً في ظل حرب أوكرانيا، ولا تريد تعكير الصفو الذي يمتد لعلاقات قوية منذ عهد الاتحاد السوفييتي.
الإذاعة الفرنسية افترضت أنه لو نجحت جهود أمريكا في زيادة صادرات الغاز الجزائري لأوروبا لن يكون حلًّا على المدى القريب، فيما تحاول أوروبا تقليل اعتمادها على الغاز الروسي بأي ثمن.
ورغم المطالب الأوروبية والغربية من الجزائر زيادة إمدادات الغاز التي قوبلت بالرفض وارتبطت بإعادة التسعير، أوردت صحيفة “La Vanguardia” الإسبانية نقلا عن مصدر حكومي، خيار إعادة إحياء مشروع ميديكات.
ووفقًا للصحيفة، تتمحور الفكرة حول إنشاء خط جديد عبر البيرينيه لإرسال الغاز الطبيعي والمسال الجزائري إلى وسط أوروبا، بعد معالجة الغاز بواسطة 8 مصانع في إسبانيا والبرتغال لإعادة تحويل الغاز.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لخط الأنابيب المباشر الجزائر – المغرب – إسبانيا حوالي 15 إلى 18 مليار متر مكعب سنويًا، وفي حال تنفيذ Midcat سيتم إضافة 7 إلى 10 مليارات أخرى، لكن مجموع الإمدادات لا يزال يشل نصف قدرة “نورد ستريم -2” (السيل الشمالي-2)، بحسب المحلل في الصندوق الروسي لأمن الطاقة إيجور يوشكوف.
وهنا يقول الخبير الاقتصادي عبدالرؤوف، في تصريحاته لـ“المواطن“؛ إن الجزائر ستحاول بكل السبل الاستفادة من أزمة أوكرانيا بتحريك أسعار الغاز المصدر إلى إسبانيا ثم تبدأ إظهار كروت أوراقها لأوروبا فيما يتعلق بزيادة الغاز المصدر.
وأضاف هذا كان واضحًا من تصريحات المدير العام للشركة الشركة الحكومية للطاقة سوناطراك الجزائرية توفيق حكار، الجمعة الماضية، حول احتمال مراجعة أسعار الغاز المصدر إلى إسبانيا رغم قرار الجزائر الحفاظ على أسعار تعاقدية صحيحة نسبيًا لجميع عملائها في وقت ارتفعت فيه أسعار الغاز والطاقة عالميًا.
توجه قد يحمل مدريد على تغيير موقفها جذريًا بخصوص قضية الصحراء الغربية لصالح خطة الحكم الذاتي المقترحة من المغرب؛ واللافت للنظر أن الجزائر لم تبدِ رفضًا قاطعًا لمسألة زيادة إمدادات الغاز لأوروبا تجنبًا لمواجهات أو أزمات سياسية جديدة وحافظت في نفس الوقت على حظوظها في سوق الغاز والطاقة.
وما يؤكد أن الجزائر بدأت تدير اللعبة في ملف الغاز مع أوروبا بنجاح، زيارة وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، بحثًا عن الغاز الجزائري لتدفئة القارة العجوز.
وجدير بالذكر أن دول الاتحاد الأوروبي استهلكت عام 2020 حوالي 400 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، واستوردت أكثر من 150 مليار متر مكعب أي 40 بالمائة من روسيا. ولهذا تريد الدول الأوروبية تسريع عملية التخلص من الوقود الأحفوري، وتنويع مصادر إمداداتها وتسريع مشاريع الطاقة المتجددة.