معلمات يعانين الغربة داخل الوطن.. والنقل الخارجي “كذبة”

الثلاثاء ١ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١:٣٧ صباحاً
معلمات يعانين الغربة داخل الوطن.. والنقل الخارجي “كذبة”

النقل الخارجي معضلة كبيرة أمام الكثير من المعلمات؛ فهن يطالبن بالنقل منذُ سنوات، وما زلن مغتربات في غربة في الوطن وهن بعيدات عن الأهل والزوج والولد.

ومع أن الوزارة أصدرت قرارات منها لمّ الشمل، وخلافة الغازي، ولكن لم تشفع لهن، ولم ينعمن بجوار عائلاتهن، فمنهن المريضة واليتيمة والمطلقة ومن لها ابن مريض أو ترعى والديها، والوزارة لم تهتم بما يُقدمن من أوراق ثبوتية حتى يتم نقلهن، كذلك الحوادث المرورية وربما شبه اليومية يروح ضحيتها الكثير من المعلمات، مع أن وزير التعليم صرح إبّان تعيينه بأنه سيعطي ملفات النقل وحوادث المعلمات عناية بالغة، هكذا الوزارة جعلتهن مكتوفات الأيدي كل سنة وهن يترقبن النقل، ولكن حال الوزارة يقول لا يوجد أحد ليأتي مكانك فأبقَيْ في مكانك!!

ومع صدور حركة النقل الخارجي التي ستصدر قريبًا وقرارات الوزارة الجديدة عاد الحلم يراودهن من جديد لعل وعسى أن تصيب هذه المرة.

وتحكي أم الجازي معاناتها: تعينت بإحدى هجر القويعية أذهب مسافة 300 كيلو للمدرسة أذهب فجرًا ولا أعود إلا قبيل صلاة العصر، تشتت أسرتي؛ فأبنائي الكبار في المنطقة الشرقية وابنتايَ الصغيرتان معي، إحداهما تذهب معي وهي تعاني صحيًّا من اضطراب بنبضات القلب والأخرى في الحضانة، أما الأبناء فهم في سن المراهقة وينتظرون عودتي نهاية كل أسبوع، ومما زاد معاناتهم ومعاناتي بُعد والدهم عنا ومشاركته في عاصفة الحزم.

وأضافت: كم كنا سعداء بقرار ولي العهد لنقل زوجات المشاركين بالحد الجنوبي الذي تحول بقرار من وزير التعليم إلى ندب، ثم تبخر فلم يكن خلافة غازي للأسف تحول إلى خيبة أمل الغازي، فقد قدمت أوراقي من 7 شهور والتعليم يُماطل.

أما أماني من مكة المكرمة فتقول: عُيّنت من 4 سنوات في منطقة المخواة، أسافر يوميًّا من مكة الساعة الثانية فجرًا، وأعود إليها الساعة الخامسة عصرًا، تعرضنا للكثير من المخاطر من خوف وسيول وأمطار وتعطل السيارة المستمر.

وتتحدث لطيفة عامر الشهري وتعمل بآل مجامد ثربان بالمنطقة الجنوبية فتقول لي: سبع سنوات وأنا مغتربة وأولادي الصغار معي تعينت وابنتي الجوري عمرها أربعة أشهر وهي الآن بالصف الأول الابتدائي، ولم يتم نقلي إلى اليوم، معاناتي متعددة؛ فالسواق يأخذ 1500 ريال شهريًّا، وزوجي عسكري في مدينة الرياض، أذهب يوميًّا من صلاة الفجر وأعود الساعة الثالثة عصرًا، واجهت كثيرًا من الحوادث والسيول والأمطار والطريق صعب وترابي.

وتروي المعلمة (ت. أ) مغتربة من ثلاث سنوات في جبال العبادل بمنطقة جازان ووحيدة دون أهل أو محرم أو سند تعرضت لظروف صعبة كثيرة، ولطالما استمرت معاناتها مع التنقل إلى أعالي الجبال وسط الضباب وخطورة الطريق ووعورته، الذي طالما تسبب لها في هبوط ضغط الدم، وتقول: يصاحبني الخوف والرعب في كل تنقلاتي وحياتي ومعيشتي لبعدي عن أهلي، ولكم حاولت أن يتم نقلي للمنطقة الشرقية، ولكن دون جدوى وللأسف الشديد! وسؤالي لسعادتكم: هل تخفى عليكم المخاطر التي تواجه امرأة وحدها تبتعد عن ديارها مسافة 1500 كم؟!

أما أم حمد من عفيف، وبعد تسع سنوات غربة، تحكي معاناتها قائلة: بعد ثلاثة أشهر من تعييني رفض زوجي وأبنائي العيش معي وعادوا لمقر سكننا في عنيزة، فأطفالي تركتهم عند أمي وأداوم يوميًّا إلى مدرستي مسافة 600 كيلو من الرابعة فجرًا وأعود الثالثة عصرًا، نصلي صلاة الفجر في الطريق صلاة الخائف المهموم، وأحدثك أخت أمل أني لن أنسى ما حييت حادث وقع لزميلاتي أمام عيني لن أنسى هذا المنظر، وأقول للوزارة: خافوا الله فينا.

“أم قاسم” من الأحساء والمتعينة بالقويعية فتقول: لديّ ثلاثة أولاد؛ أحدهم مريض بالسكر، وقدمت عليه ظروف خاصة لثلاث مرات، وتم رفض أوراقي، حصلت بصعوبة على مواصلات حيث المسافة من بيتي للمدرسة ساعتان والمدرسة بها 11 طالبة فقط، وهي مبنى مستأجر به أنواع من الحشرات والزواحف، قدمت طلب نقل خارجي وداخلي ولم أحصل على أيٍّ منهما.

أما إحدى المعلمات- وفضّلت عدم ذكر اسمها- تقول: طلبت نقلًا من منطقة الباحة لمدينة جدة بالقرب من زوجي، طالبت بلم الشمل وما تم للأسف، مررت بظروف صحية وقاهرة وقدمتها بتقارير طبية مثبتة وتم رفضها، أخي يسكن معي، ولكنه يُسافر ويتم انتدابه كثيرًا بحكم عمله فأجلس أكثر الأيام وحدي.

وتردف المعلمة فاطمة الجدعاني برجال ألمع بمنطقة عسير قائلة: اغتربت مع والدتي وطفلي، أما زوجي فهو في رحلات أسبوعية من مدينة جدة إلى مقر عملي أسبوعيًّا، أتمنى أن يتم لم الشمل بعائلتي في مكان واحد، واقعنا مرير ونحن نترقب كل سنة الصحف والصحافة ولا نسمع سوى اقتراحات ومستجدات وفرقعات إعلامية على حسب مشاعرنا.

وتحكي بسمة أمل: عُينت في عرعر وأنا من أهالي مكة؛ تغربت وابتعدت عن أهلي وكل فترة يأتي من يسكن معي منهم، معاناتي صعبة جدًّا؛ فالسكن غالٍ جدًّا 3000 شهريًّا؛ فأصحاب الشقق السكنية يستغلون حاجتنا لحسابهم، تنقلت مع كذا سائق لعدم وجود شخص أمين ومحترم، حُجوزات الطيران أرهقتني، أو أقطع طريق مسافته 1400 كيلو بحدود 14 ساعة برًّا، الخوف يلازمني فالمنطقة التي أسكن فيها تكثر بها السرقات طوال الليل، وأمي مريضة بالكبد تتحمل المعاناة والسفر والغربة من أجلي وحالتها تستدعي مستشفى قريبًا في حالة حدوث مضاعفات لها؛ فأظل خائفة عليها وعلى نفسي، ومع وجود الغربة هناك ضغوط عمل؛ فنصابي 22 حصة تعب ومعاناة نفسية، والمشرفة تُطالبني بأشياء فوق طاقتي كيف أوفرها وأنا أعيش مع أمي؟!

وتتحدث عيدة العنزي: عُينت في قرية اسمها العسافية من قرى تيماء تبعد 100 كيلو عنها وأنا من القريات تبعد 700 كيلو عن تيماء تغربت مع أولادي الخمسة، عانيت كثيرًا من هروب خادمتي وتركها للأطفال بمفردهم، وفّرت خادمة بديلة بـ3000 ريال شهريًّا، فراتبي يذهب للسكن وللخادمة والسواق وإيجار المشاوير اليومية لمستشفى أو مكتبة، عانيت من الطريق فقد قطعنا السيل كذا مرة، وتم إرسال الصور للإشراف؛ طمعًا في أن نرجع لأولادنا، وكان الرد متعنتًا وأن الصور كلها كذب ومُلزمين بالدوام، زوجي يعمل بالقريات وأنا بتيماء، أين هم عن اسمي وعن غيري من المغتربات؟!

وفي دراسة إحصائية حديثة أن أكثر من نصف موتى المملكة في الحوادث المرورية يقعون في دائرة التعليم وبلغت نسبتهم 57% من إجمالي الضحايا على مستوى المملكة، وذلك يعكس طبيعة عملهم وانتقالهم إلى مناطق نائية طرقها غير آمنة.

وفي تغريدة جديدة للوزير الدخيل في وسم حركة النقل الخارجي ذكر أنه لن يتم احتساب الإجازة الاضطرارية والوضع وعدة وفاة الزوج، إضافة إلى إلغاء عناصر مفاضلة الغياب بعذر.

وفي الوسم طالب الكثير من المغردين والمغردات بأن يتم وضع نظام متكامل للمغتربين يشمل مزايا مادية ومعنوية يحفظ لهم حقوقهم من كل النواحي ويميزهم عن غيرهم من المتعينين في أماكن قريبة من سكنهم وذويهم، وأن تكون حركة النقل الخارجي غير مخيبة للآمال والطموحات.

وبناءً على تغريدات للدكتور عبدالرحمن بن عبدالكريم المشرف على الإدارة العامة لشؤون المعلمين ذكر أن الوزارة هذه السنة ستتيح نظام مبادلة للمعلمين يُطبق بعد انتهاء تنفيذ حركة النقل الخارجي، وبعد أن يحدد المعلمون رغباتهم الأولى، وسوف تكون المبادلة على مستوى قطاعات التعليم، وسيكون تطبيقه من خلال الوزارة؛ لضمان أن من يتم مبادلتهم هم الأحق حسب قانون المفاضلة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    عندما تكثر الشكاوي يتحول الموضوع من الحق الخاص الى الحق العام وتبدأ المسائلة التأديبية تخفيضاً للجرايم ولتأمين أمن البلاد . ( يجب رفع الموضوع الى ولي الأمر ).

  • ام .....

    أضف للجميع ماسبق معاناة جديدة وقوع مناطقنا ضمن الشريط الحدودي المهدد ليل ونهار بالأخطار بعيد عن حتى محرم

  • احساس

    كان الله بعونهن … ورحم الله موتى المسلمين

إقرأ المزيد