تعليق الدراسة الحضورية غدًا في جامعة أم القرى تجنبوا استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون مناسك العمرة وسط أجواء إيمانية الملك سلمان وولي العهد يعزيان أمير الكويت انخفاض درجات الحرارة شمال السعودية وجويريد أول فترات الانقلاب الشتوي تعليق الدراسة الحضورية غدًا في جامعة الطائف موعد إيداع دعم حساب المواطن دفعة ديسمبر كريستيانو رونالدو الأفضل في مباراة الغرافة والنصر تفاصيل اجتماع فريق عمل مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية السعودية تتبنى 32 ألف مواصفة قياسية
يختلف موسم الحج وعيد الأضحى قديماً؛ فليس الحال كما هو عليه الآن هناك أمور وأحداث كانت، وكذلك عادات وتقاليد بعضها اندثر، والبعض الآخر ما زال متواجداً ومتمسكاً بروعته وعبق وجوده.
فمن الأحداث التي مضى عليها الدهر لكن لا تزال عالقة في الذاكرة؛ تقول “أم سعيد”: “ذهبتُ أنا وزوجي وأولادي للحج، وحال وصولنا للمشاعر في أول يوم ذهب زوجي وابني الكبير لشراء الماء، وعند العودة تاهوا ولم يعرفوا المكان، وكانت النقود معهم، والطعام معنا.. سألنا وبحثنا وهم من الجهة الأخرى نفس الشيء، لم يعُد بيدينا فعل شيء؛ فقال لنا مَن كان يرافقنا أكملوا حجكم؛ وبالفعل أكملنا حجنا، وهم كذلك كانوا يُكملون مناسكهم ولم نَلتق إلا في القرية، ولم يعلم كل منا ماذا حل بالآخر”.
الشماغ أحلى الهدايا
ومن مفارقات الحج يقول أبو عبدالله: كانوا يذهبون قبل الحج بأربعة أشهر يركبون الحمير أو الجمال وينطلقون فيذهبون للمدينة المنورة ومن ثم إلى مكة أو العكس، وفي العودة يحملون معهم المسبحات والقلائد والحناء؛ وأهمها الحمص الأحمر فهو كان نكهة الحج وتميزه، وبه كان يُعرف من ذهب للحج، وكان هناك من يشتري شماغاً أو ما يسمونه قديماً بالعامية “العمامة” لمن يعزّهم والقريبين منهم، أو من اهتم بأطفالهم وبيتهم حال ذهابهم؛ كتقدير ومكافأة له.
وأضاف في المقابل يظل أهل القرية يستطلعون فترة قرب عودتهم؛ فيذهبون يومياً لمشارف القرية لرؤية قافلة الحجيج؛ حيث إنهم يحسبون فترة العودة لأهاليهم وأقاربهم، وحين رؤيتهم تهلّ الزغاريد وتشعل النيران أو الطلقات النارية؛ لإخبار من في القرية؛ فيتم الترحيب بهم وصنع الأكل، واستضافتهم لمعرفة أخبار الحج.
تقليد الأب وعدم الأخذ من الشعر للأضحية
أما العادات التي سرت وأصبحت تقليداً بين الجميع دون سؤال أو استفسار من المشايخ تقول نورة: “كان رب البيت لا يأخذ شيئاً من شعره وأظافره؛ لأنه سيضحي؛ فكان كل من في البيت يفعل مثله؛ الرجال والنساء الكبار والصغار، كنا نذهب للمدرسة وقتها فنرتب شعورنا بأيدينا تسعة أيام نقضيها هكذا، وعندما يأتي يوم العيد تذهب كل العائلة أمام كبير البيت لرؤيته، وهو يكبر ويذبح، وبعدما ينتهي نذهب جميعاً ونرتب أنفسنا ونسرح شعورنا ونقلّم أظافرنا.. والمهم هو أن نلبس ثوباً جديداً.. قديماً كان لبس شيء جديد بمثابة عيد؛ لأننا لم نكن نشتري شيئاً طوال العام؛ فكانت فرحة لا تضاهيها فرحة”.
وأردفت قائلة: “ومن الأشياء التي مازالت باقية في أغلب القرى، أن الأم تقوم بأخذ الأحشاء الداخلية للأضحية وتقوم بتنظيفها، ومن ثم تقوم بوضع الرأس والأيدي والأرجل على الحطب الذي أشعلته، ويمتلئ المكان بتلك الرائحة الجميلة التي أصبحت كأنها مَعلم سنوي يكون فقط رأس السنة، وفي الجهة الأخرى تضع قليلاً من الكبدة المشوية؛ فتقوم بتقسيمها بيننا جميعاً؛ لأن هناك مقولة “أننا نفطر أولاً على الكبدة”، ومن ثم نبدأ بعد الانتهاء من الأضحية بأخذ شيء منها، ووضعها في القدر حتى تنضج، وهناك ما يسمى “الملة”وهي مكان خاص من الحجر يكون من حجر الرحى أو ما يشابهه من الأحجار القوية متوسطة السمك؛ فيتم إشعال الحطب عليه ومن ثم وضع العجين عليها وفوقها تضع الوالدة شيئاً يسمى “المشهف” كالصحن بشكل بيضاوي وفوقها كذلك الجمر، وإشعال نار بسيطة حتى تصبح ناضجة ومن ثم نقوم بأكلها؛ فيكون فطورنا لحماً ومرقاً وخبزاً وسمناً وعسلاً، وليس مثل الآن في بعض المنازل فول وتميس؛ لأن المسلخ لم ينتهِ من ذبح الأضحية”.
جماعات القرية والطبخ في المشاعر
بينما تروي “أم محمد” حكايتها: “كنت طوال فترة الحج وأنا أطبخ، كنا نحمل معنا الغاز والأكل من رز ودقيق وشاي وسكر وغيرها، وفي المشاعر المقدسة كنت أطبخ وأجهّز الأكل لمن معي أنا والنساء”.
وأضافت: “كنا نتفق جماعة من القرية ونذهب معا، سفرنا واحد ومؤونتنا واحدة، وكبيرنا يكون رئيس المجموعة وله الأمر، نذهب أو نتوقف حتى وقت الرجم؛ فكنا جميعاً نسمع كلامه ولا أحد يخالفه مثل رئيس الحملة الآن؛ حتى الخيمة تكون معنا، أينما حللنا قاموا بنصبها؛ ولكن كانت أياماً جميلة وطعمها وذكرياتها ما زالت في ذاكرتنا ولن ننساها”.