ماهي أعراض مرض النوم القهري عند الأطفال .. السبيعي تجيب

أكدت الدكتورة هيا السبيعي، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم عند الأطفال، أن مرض النوم القهري Narcolepsy هو مرض عصبي نادر ومزمن يوثر على الدماغ والأعصاب ويتميز بالرغبة الملحّة للنوم التي لا يمكن مقاومتها وشعور مستمر بالنعاس يتعارض مع قيام المصاب بالوظائف اليومية.

ولفتت إلى أنه عادة ما يبدأ هذا المرض خلال فترة المراهقة، ولكن هناك حالات سُجلت قبل فترة البلوغ وهو يصيب كلا الجنسين على حدٍّ سواء، علمًا بأن كثيرًا من الحالات لا يتم تشخيصها.

الأعراض:

وأوضحت السبيعي أنه من الممكن أن تبدأ جميع الأعراض في نفس الوقت أو تتدرج عرض بعد عرض على مدى سنوات، وهناك أعراض أربعة رئيسية مهمة وشائعة لتشخيص مرض النوم القهري تتمثل في الرغبة الملحّة للنوم، وشلل اليقظة، وشلل النوم والهلوسة التنويمية، وفي أغلب الحالات الرغبة الملحّة للنوم هي العرض الوحيد.

وتابعت أن الرغبة الملحة للنوم (Excessive Day Time Sleepiness) تكون عادةً العرض الأول فهؤلاء المصابين يشعرون بالتعب الشديد طوال الوقت، حيث يميلون للنوم في أوقات مشاهدة التلفاز أو حتى كتابة رسالة ويخلدون للنوم في أماكن غير مألوفة كالخلود للنوم في نص المحادثة أو حتى في أماكن خطرة.

وكذلك شلل اليقظة وهو عبارة عن فقدان التحكم للعضلات المفاجئ المثار بالمشاعر العاطفية كالضحك والضغط النفسي أو المفاجأة، وقد تتمثل بمجرد شعور بالضعف في الركبة أو سقوط تام ومفاجئ نتيجة فقدان التحكم بالعضلات بعض الأوقات، هذا العرض قد يكون هو العرض الأول، ولكن عادةً ما يكون بعد عرض النعاس بسنوات.

شلل النوم: 

أما شلل النوم، الشعور بعدم القدرة على التكلم أو الحركة لفترة قصيرة وقت الخلود للنوم أو بعد الاستيقاظ مباشرة الذي يزول بلمس المريض، ورابعًا الهلوسة الليلية هي تجربة من الأحلام الحية التي من الصعب التمييز بينها وبين الحقيقة وتحدث وقت الخلود للنوم أو بعد الاستيقاظ. هذه الخيالات تتمثل في حيوانات غريبة ومخيفة جدًّا.

أما الأعراض الأخرى، فسلوك أوتوماتيكي كأن يقوم المريض بعمل أشياء اعتاد على عملها روتينيًا من غير أن يدرك أو حتى يتذكرها فيما بعد وفي أوقات أخرى من الممكن أن ينام الطفل ويستمر في عمل تلك النشاطات ولا يتذكر أنه عملها حين يستيقظ من النوم كأن يقوم بعمل رسالة أو يقوم بعمل الواجبات المدرسية، واختلال في وقت النوم، بما أن الطفل أو المراهق المصاب غير قادر أن يبقى مستيقظ في النهار فهو أيضًا يستيقظ بكثرة خلال النوم هذه النوبات المتكررة من الاستيقاظ بالليل تجعل النعاس أسوأ بالنهار.

وهناك أعراض أخرى سُجلت من قِبل الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض: تشمل التعب، الخمول، قلة الحماس، عدم القدرة على التركيز وفقدان الذاكرة ومشاكل في الحفاظ على الأصدقاء ومشاكل في المدرسة.

الأسباب:

بالرغم أن مرض النوم القهري تحت الدراسة إلا أن السبب الرئيسي غير معروف إلى الآن، ويبدو أنه اضطراب في جزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم بالنوم والاستيقاظ، شلل اليقظة، والشلل الليلي والهلوسة الليلية كلها متشابهة في فقدان التحكم في التوازن للعضل التي تحدث في مرحلة حركة العين السريعة من النوم.

وتابعت أن الدراسات تشير إلى أن مرض النوم القهري ناتج عن نقص مادة في الجهاز العصبي تدعى أوركسين (هيبوكريتين)، وأيضًا يحدث في بعض العائلات دون الأخريات، وهو لا يحدث كنتيجة للأمراض النفسية.

التشخيص:

لابد من أخذ التاريخ المرضي وإجراء دارسة للنوم في مختبر اضطرابات النوم Polysomnogram، وهو فحص يتم إجراؤه أثناء الليل لمراقبة نبض القلب ومعدل التنفس وموجات الدماغ وحركة العين وفي اليوم التالي للدراسة نعمل اختبار النوم Multiple Sleep Latency Test هذا الاختبار يقيّم النوم خلال النهار ويشمل عمل 4- 5 قيلولات كل ساعتين. حيث يتم فيه تحديد مدة الخلود للنوم وحدوث حركة العين السريعة.

العلاج:

وأكدت هيا السبيعي أنه لا يمكن الشفاء من هذا المرض، ولكن من الممكن جدًّا التحكم بالأعراض، وبالتالي الطفل أو المراهق يتمكن من العيش وممارسة حياته الطبيعية.

وكشفت الاستشارية أن طرق العلاج تحتوي علي:

1- الأدوية: باستخدام دواء واحد أو اثنين يصفها الطبيب للتحكم بالرغبة الملحّة للنوم وشلل اليقظة.

2- اتخاذ نمط حياة سليم: الطريقة الفعالة لعلاج النوم القهري لابد أن تشتمل على الأدوية واتباع نمط حياة سليم.

وأشارت إلى أن هناك بعض الطرق هي اقتراحات لنمط حياة سليم تؤدي إلى التحسن، ومنها ما يلي:

• الالتزام بجدول ملائم وثابت لمواعيد الخلود للنوم والاستيقاظ.
• أخذ النوم الكافي.
• تجنب الإفراط في استخدام المنبهات كالقهوة أو الصودا وخاصة في المساء.
• أخذ 1- 2 قيلولة مرتب لها من كل يوم إذا احتاج الأمر.
• زيادة النشاط الجسدي والابتعاد عن المهام الروتينية المكررة المملة.
• تجنب الأنشطة الخطرة كالسباحة.