سقوط ضحايا جراء انهيارات أرضية وفيضانات في إندونيسيا السجن والغرامة لـ6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي بأوراق نقدية مزورة تنبيه من رياح شديدة على منطقة تبوك برعاية ولي العهد.. انطلاق المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار السعودية تستضيف المعرض الدوائي العالمي CPHI الشرق الأوسط هل تعد الرخصة المهنية شرطًا لترقية المعلمين والمعلمات؟ لقطات توثق أمطار الخير على مكة المكرمة رحلة التوائم الملتصقة في المملكة محور الجلسة الأولى بالمؤتمر الدولي سعر الذهب في السعودية اليوم الاثنين المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش عددًا من المحاور
حظي جدولُ أعمال القمة السعودية الأمريكية باهتمام واسع من جانب المحللين السياسيين، حتى بعد الإعلان عن بدء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لزيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، اليوم، مدفوعين في ذلك بالتوقيت المهم الذي ستجري فيه الزيارة، في أعقاب أحداث خطيرة ومؤثرة شهدتها منطقةُ الشرق الأوسط، فالزيارة التي تعد الأولى لخادم الحرمين إلى أمريكا لا تدور في دائرة البروتوكول بل اختير توقيتها بعناية للتوصل إلى حلول ناجعة لكثير من الأزمات التي تضاعف من خطورة التوترات في المنطقة وتتطلب تدخلاً جديداً من الولايات المتحدة لحلها، وهذا ما يجعل أنظار العالم تتجه إلى القمة للتعرف على ما ستسفر عنه في معالجة القضايا المنطقة التي تغلي بالعديد من الأحداث الساخنة.
الزيارة السابقة
وتذكر الموضوعات المطروحة على هذه الزيارة المهمة لخادم الحرمين الشريفين إلى أمريكا، بآخر زيارة قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز في 11 أبريل 2012م للولايات المتحدة، حينما كان ولياً للعهد، نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، والتقى خلالها الرئيسَ باراك أوباما، وبحث معه تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجال العسكري والاستراتيجي المشترك.
التغيرات المتلاحقة
ورغم أن الزيارة تأتي تلبية للدعوة التي قدمها الرئيس أوباما إلى خادم الحرمين بعد الأسبوع الأول من توليه مقاليد الأمور في المملكة، إلا أنها ستكرس لبحث التغيرات المتلاحقة في المنطقة ومنها كما يُجمع الخبراءُ الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته دول الخمس زائد واحد مع طهران مؤخراً، لكن المؤكد أن القمة السعودية الأمريكية لن تقتصر على مناقشة مسألة النووي الإيراني في حدود الاتفاق، بل ستشهد من جانب المملكة بحث السياسات التوسعية لإيران في المنطقة وتدخلها السافر في شؤون الدول العربية ومنها: البحرين، والعراق، وسورية، واليمن، ولبنان، وكيفية التصدي لهذه السياسات التي تضاعف من الإخلال بالتوازن الأمني للمنطقة.
عدوانية إيرانية
وتظهر المؤشرات تطابق مواقف المملكة والولايات المتحدة حيال هذه المسألة، لا سيما بعد التصريحات التي استبق بها الرئيس أوباما زيارة خادم الحرمين قبل أيام في حديث صحافي، وذكر فيه “أن إيران قوة إقليمية تمارس اعتداءات بوسائل غير تقليدية من خلال تنظيمات تابعة لها، ويجب إيقافها عند حدها”، وتشديده على ضرورة تنسيق الجهود؛ لمنع تصدير الأسلحة الإيرانية وتبادل المعلومات وتنسيق المنظومات المضادة للصواريخ، ومن المؤشرات المهمة على تطابق موقف الولايات المتحدة مع المملكة ما نشرته الإدارة الأمريكية على موقع وزارة الخارجية من الجهود التي سيشملها الرد الأمريكي العسكري والأمني على إيران في حال إقدامها على الإخلال بالاتفاق النووي.
اتساع الإرهاب
وستناقش القمة اتساعَ دائرة الإرهاب في المنطقة والسبل الكفيلة بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي الذي تمدد في كثير من الدول حتى خارج منطقة الشرق الأوسط، كما ستبحث الأزمة السورية لكن معالجة المملكة للقضية ستأخذ اتجاه دفع أمريكا إلى أخذ منحى إيجابي في التعاطي مع الأزمة والوصول إلى حل يُنهي مأساة ملايين السوريين داخل سورية وفي دول الجوار والعالم، وكذلك الحال في بقية المشاكل التي تعج بها المنطقة، فمحاولة تصحيح المسار الأمريكي من هذه القضايا هدف أساسي ضمن أولويات الزيارة بالنظر إلى تطلعات السياسة السعودية للدور الأمريكي في المنطقة.
الكفاءة الأمنية
ومن المؤكد أن القمة ستتطرق إلى بحث الموضوعات الأمنية التي تهم الدولتين، لكن يجدر الإشارة هنا إلى أن الكفاءة الأمنية للمملكة نجحت في ارتقاء مرتبة الشريك الكامل للولايات المتحدة في هذه الناحية، فارتقاء خبرات الأجهزة الأمنية السعودية مكنها من تقديم معلومات مهمة للولايات المتحدة أحبطت هجوماً انتحارياً كان مقرراً تنفيذه في طائرة فوق ديترويت عام 2009، كما كشفت معلومات أخرى قدمتها المملكة عن قنبلة كانت مخبأة في حاوية حبر خاصة بطابعة على متن طائرة كانت متجهة إلى شيكاغو في أكتوبر 2010، ولا تقتصر شراكة المملكة للولايات المتحدة على جانب الأمن بل تتجاوز ذلك إلى دورها المؤثر في السياسات الإقليمية، وقوة اقتصادها، وعضويتها في مجموعة العشرية، واعتدال سياساتها وسط منطقة تتنازعها الصراعات الطائفية والإثنية، وستعمد المملكة إلى أن تخرج القمة بالتزامات طويلة الأمد وترسيخ للتعاون الأمني والاقتصادي الوثيق بين البلدين.