الكاتب محمد بن سليمان الشويمان في مقال جديد: ما الذي يفقع المرارة؟!

الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٢ مساءً
الكاتب محمد بن سليمان الشويمان في مقال جديد: ما الذي يفقع المرارة؟!

“أمور يضحك السفهاء منها.. ويبكي من عواقبها اللبيب”

خناجر في خاصرة النسيج الاجتماعي! وسكاكين مسمومة تُسدد طعنات في ظهر الشيمة والمروءة!

ومما يحمي الكبد ويفقع المرارة -كما تقول العامة- أن ذلك يتم في ظل سكوت العلماء والمثقفين والنخب عن تلك الفتن الاجتماعية؟!

هل نترقب أن تصبح شبكات التواصل الاجتماعي سلاحاً ذو حد واحد؟! لا أحب أن أكون متشائماً؛ لكن موقفنا منها سواء أكان موقفاً شعبياً أو نظامياً يؤدي إلى ذلك التشاؤم.

حينما تثار قضية أسرية خاصة في “تويتر” وتقوم الدنيا ولا تقعد من أجلها؛ ولا أحد، لا أحد من القدوات وأصحاب الحسابات المليونية يقول: “اخرسوا أيها الشياطين وكفوا عما لا يجوز الخوض فيه”… فماذا يعني؟!

لا يهمني تزوجت فلانة من فلان أم لا؛ لأنها قضية أسرية محل النقاش حولها في المحاكم الشرعية، وليست الأولى من نوعها على مر العصور؛ ولكن ما يعنيني أن تكون قضية يتحدث فيها وعنها مَن لا يدرك خطورة الحديث علناً عن خصوصيات الناس وشؤونهم الخاصة.

كنا نشمئز كثيراً كثيراً من ذلك التفاخر والتباهي والمزايدة القبلية عبر بعض البرامج والقنوات الإعلامية، وعبر الشيلات والقصائد وعدد من المنابر المختلفة؛ فماذا سنقول حينما تصل المسألة إلى قذف ورمي وتنابز وتعيير وتحدٍّ ونشر غسيل وسباب وشتيمة؟

كل ذلك عبر هاشتاجات منتنة لا تعدو أن تكون جاهلية، وتدعو وتؤصل وتعمّق دعوى الجاهلية.

فرحنا جميعاً حينما كان للدولة -حفظها الله- موقف مشرف من التعصب الرياضي؛ فلِمَ لا نرى ذلك الموقف من أولئك السفهاء الذين قالوا وكتبوا أعظم وأرعن مما حدث في التعصب الرياضي؟!

لا أحد يستطيع أن ينزع من كل فئة من المجتمع خصائصها وانتماءها وقيمة ذلك الانتماء وتاريخه؛ فقد أصّل الله لذلك في القرآن حين قال: {وكذلك جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}؛ ولكن أن تكون تلك الخصائص وذلك الانتماء سبباً في التنابز والتعاير؛ فذلك أمر مشين لا يجوز السكوت عنه.

مشكلتنا لا نفرق بين قضية إمكانية المصاهرة أو التعامل الدنيوي أياً كان نوعه، وبين المساس بكرامة الإنسان وقيمته في مجتمعه؛ لهذا يا علماء الأمة ويا عقلاءها أدركوا سفهاءنا قبل أن تتسع الرقعة على الراقع.

للتواصل مع الكاتب على التويتر: @M_S_alshowaiman

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني