أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن حريقًا كبيرًا اندلع اليوم في العنبر رقم 12 بالقرب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت في مستودع للمفرقعات، وسُمع دوي انفجارات قوية في المكان ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي، وهرعت إلى المكان فرق الإطفاء التي تعمل على إخماد النيران.
وأشارت الوكالة إلى أن عدد الإصابات لا يحصى، وأن فرق الإسعاف تعمل على إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، في حين تعمل فرق الجيش والقوى الأمنية اللبنانية على تسهيل حركة السير لإفساح المجال أمام سيارات الإسعاف والدفاع المدني للتحرك.
أضرار كبيرة وإصابات لا تحصى:
ونجم عن الانفجار وقوع إصابات وأضرار كبيرة في المنازل والسيارات في محيط منطقة الكرنتينا والجوار جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.
ونقلت وسائل إعلام عن مستشفى بالعاصمة أن “طاقمنا الطبي يتولى علاج أكثر من 500 مصاب جراء انفجار بيروت ولا يمكنه استقبال المزيد”، فيما أعلنت وسائل إعلام أن الإصابات وصلت إلى الألف حتى لحظة كتابة الخبر.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا لبحث الوضع.
وطلب الرئيس عون تقديم الإسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات جراء الانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت.
ونقلت مصادر القصر الجمهوري أن الرئيس عون تابع تفاصيل الانفجار الكبير، وأعطى توجيهات إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعياته وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن.
وتضررت مئات الأبنية في محيط عدة كيلومترات من مكان الانفجار، في حين نقلت وكالة فرانس برس أن صدى الانفجار وصل إلى جزيرة قبرص، وتبعد 240 كيلو مترًا عن العاصمة اللبنانية.
وأظهرت الصور الملتقطة من المكان أن معظم مباني المرفأ الواقعة في محيط الانفجار قد تحطمت بالكامل، في حين أن إهراءات القمح قد تصدعت.
وتساعد طوافات إطفاء تابعة للجيش اللبناني في إخماد الحريق الذي لا يزال مشتعلًا حتى اللحظة.
وأمام مستشفى كليمنصو في بيروت، شوهد عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
كما أعلن مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت عجزه عن استقبال الجرحى بعد تعرضه لأضرار جسيمة جراء الانفجار.
مواد شديدة الانفجار:
ورجح المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم أن يكون الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت ناجمًا عن مواد “مصادرة وشديدة الانفجار”.
وقال إبراهيم للصحافيين خلال تفقده المكان: “يبدو أن هناك مخزنًا لمواد مصادرة منذ سنوات وهي شديدة الانفجار”، مشددًا على ضرورة انتظار نتيجة التحقيقات.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها لبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، لحظة الانفجار الضخم، وتصاعد سحابة دائرية بيضاء وأعمدة الدخان من مكان الموقع؛ مما أدى إلى إثارة حالة من الذعر مع اهتزاز الأرض في المناطق المحيطة به.
كما قامت قوات الأمن اللبنانية بعملية إخلاء للمتواجدين في مرفأ بيروت، خشية وقوع انفجار جديد نتيجة وجود سفينة محملة بمواد سريعة الاشتعال.
من جهتها، ذكرت وكالة فرنس برس أن نيرانًا تشتعل بالفعل في الباخرة بعد الانفجار الضخم الذي ضرب المرفأ.
سبب الانفجار:
أشارت معلومات أولية إلى أن الانفجار ناجم عن مادة “تي. أن تي” شديدة الانفجار، والتي وصلت إلى المرفأ بعد فتحه بعد إغلاقه 5 أيام بسبب فيروس كورونا.
وعملت قوات الأمن والجيش اللبنانيين على إبعاد الأشخاص الذين توافدوا على الميناء، تحسبًا من حدوث انفجارات أخرى في المكان.
تضرر بيت الوسط:
كما نجم عن الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، وقوع أضرار في “بيت الوسط”، مقر إقامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي خرج بسلام من الموقع.
وزار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الرئيس سعد الحريري، في بيت الوسط، يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وذلك للاطمئنان على الرئيس الحريري بعد الحادث الأمني الذي استهدف مرفأ بيروت مساء اليوم.