أطلق صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء، تحذيرًا صارخًا، قائلًا إن جائحة فيروس كورونا ستغرق الاقتصاد العالمي في أعمق ركود له منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، ويتعين على الحكومات ومسؤولي الصحة العمل معًا لمنع حدوث نتائج أسوأ.
وتابع تقرير النقد الدولي، بحسب شبكة CNN الأمريكية، إن هناك خطرًا من امتداد الركود إلى عام 2021 إذا فشل صانعو السياسة في تنسيق استجابة عالمية للفيروس.
وفي أحدث توقعاته للاقتصاد العالمي، قال صندوق النقد الدولي إنه يتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% في عام 2020، وهو ركود أسوأ بكثير من الركود الذي أعقب الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
وتأتي هذه التوقعات مختلفة تمام الاختلاف عن توقعاته السابقة بتحقيق نمو إجمالي بنسبة 3.3% هذا العام.
وجاء في التقرير: من المتوقع أن يؤدي التراجع الكبير، إلى تقليص النمو العالمي، ومن المتوقع حدوث انتعاش جزئي في عام 2021.
وفي الولايات المتحدة، حيث وافق المشرعون على أكثر من تريليوني دولار من التحفيز وحيث أطلق مجلس الاحتياطي الفيدرالي تريليونات أكثر لمنع النظام المالي من الانهيار، يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 5.9٪ هذا العام، وسيكون بذلك أسوأ تراجع منذ عام 1946.
وفي الوقت نفسه، سينخفض معدل النمو في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى 1.2%، وهي بلد لم تشهد أي انخفاض في النمو منذ عام 1976.
والتوقعات قاتمة حتى في البلدان التي استجابت فيها الحكومات والبنوك المركزية بقوة في محاولة لمساعدة العمال والشركات، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد الألماني، وهو الأكبر في أوروبا، بنسبة 7%، ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الكندي بنسبة 6.2%، بينما يمكن للمملكة المتحدة أن تتوقع انخفاضًا بنسبة 6.5%.
وستنكمش اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، بنسبة 5.3% بحسب التوقعات، ومن المتوقع أن تخسر إسبانيا وإيطاليا، اللتان تضررتا بشدة من الفيروس، 8% و 9.1 % من اقتصاداتهما على التوالي، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى أن يجد الاتحاد الأوروبي طريقة لتمويل خطة الانتعاش.
وتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن العالم في المراحل الأولى من الأزمة الاقتصادية الأكثر شدة منذ الثلاثينيات وأن الجهود المبذولة لاحتواء الوباء ستكلف عشرات الملايين من الأشخاص وظائفهم وتضع عشرات الآلاف من الشركات خارج العمل.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينتعش الاقتصاد العالمي في عام 2021، مع نمو يبلغ 5.8% إذا تلاشى الوباء في النصف الثاني من هذا العام.