خطيب المسجد النبوي : من نجاه الله من الكبر والفخر بلغ الأمل

الجمعة ٣١ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٤:٠٢ مساءً
خطيب المسجد النبوي : من نجاه الله من الكبر والفخر بلغ الأمل

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد المسلمين بتقوى الله، مستدلاً بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
وبين فضيلته أنه لا يوجد أكمل ولا أتم من أمرٍ أكمله الله لنا وأتمه علينا ونسبه إليه ورضيه لنا قال جل من قائل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا), مبيناً أنه أمر بيَنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيَن أصوله وقواعده وفصَل لوازمه، وأنه هو الحق المبين والصراط المستقيم والسبيل القويم قال عز من قائل (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ، وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
وتابع فضيلته أن الله أخذ الميثاق من الأنبياء وأتباعهم على الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ? قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ).
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أن أهل الإسلام أحق بمضاعفة الأجر والغفران لأنهم آمنوا بجميع الرسل مستشهداً بقوله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ? كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ? وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ? غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
وبين فضيلته أن الأمة هي أقصر الأمم آجالاً وأكثرها أجراً ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى فقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء قال هل نقصتكم من حقكم قالوا لا قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء).
وتابع الشيخ بن حميد بالقول :” إن هذه الأمة متأخرة زماناً في الدنيا متقدمة مكانةً في الآخرة، عن أبي هُرَيرة وحُذَيفةَ رَضِيَ اللهُ عنهما قالا: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ).
وأردف فضيلته قائلا : إن الله تعالى جمع لهذه الأمة بين الكمال في عبادة الله واليسر في عبادته فهو أحب الأديان إلى الله ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة).
وأضاف : “إن من نجاه الله تعالى من الفخر والعجب والكبر والشرك وسيء الأخلاق بلغ الأمل وإن كان قليل العمل ففي الأثر عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ, أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : “يَا حَبَّذَا نَوْمُ الْأَكْيَاسِ وَإِفْطَارُهُمْ, كَيْفَ يَعِيبُونَ سَهَرَ الْحَمْقَى وَصِيَامَهُم, وَلَمِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ بِرٍّ مِنْ صَاحِبِ تَقْوًى وَيَقِينٍ أَفْضَلُ وَأَرْجَحُ وَأَعْظَمُ مِنْ أَمْثَالِ الْجِبَالِ عِبَادَةً مِنَ الْمُغْتَرِبِينَ”.
وحث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على التمسك بالعروة الوثقى, مشيراً إلى أن الله تعالى شهد شهادةً عظيمةً قرنها بأهل السماء وأهل الأرض فقال جل من قائل (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد).
وأضاف : إن الإسلام دين رب العالمين وجب الإيمان به قال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله؟! قال : من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).