“العبث”.. حرَّمه الشرع ورفضه الطب ومنعه مهرجان الإبل بقرار صارم

الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٩:٣٥ صباحاً
“العبث”.. حرَّمه الشرع ورفضه الطب ومنعه مهرجان الإبل بقرار صارم

دخل العبث لتجميل الناقة عالم الإبل، بعد ظهور المنافسات، وارتفاع الأسعار؛ وذلك باللجوء إلى الطرق الصناعية للتجميل، ولكنَّ مسؤولي مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل أوقفوا تلك الطرق التحايلية بلجنة مختصة، تستطيع أن تكشف هذه التلاعبات بكل سهولة، وفرضت عقوبات صارمة حدَّت من تلك الممارسات الخاطئة.

رفضه الطب

من جهته ذكر الدكتور ذيب المري، أحد منسوبي وزارة البيئة والمياه والزراعة، أنَّ “العبث في الإبل” يُعرَّف: “أي ممارسات، أو عمليات تجري لأغراض تجميلية تساعد على التناسق للشكل الظاهري للإبل، وذلك لاتباع مقاييس الجمال المناسبة”.

وأضاف المري: أنواع العبث المستخدمة هي:

أولاً: “الربط”، فتربيط الأسبال بمطاط، أو ما شابه ذلك؛ ليحدث احتقان فيها؛ ممَّا يجعلها أكبر من حجمها الطبيعي.

ثانيًا: “الرص”، وهو الضرب بمادة بلاستيكية في الأسبال، لإحداث الالتهاب والاحتقان؛ ممَّا يجعل حجمها أكبر.

ثالثًا: “أدويه التخدير الموضعي”، وهي نوعان: حقن ومراهم؛ لإحداث الارتخاء في الأسبال.

رابعًا: “التمطيط، وفتق الشارب”: وهو تخدير الأسبال، وبعد ذلك سحبها.
خامسًا: “العمليات التجميلية”، وهي نوعان: “العمليات الجراحية، مواد الحقن التجميلية”،
وهي السيليكون، والفلر، كمواد مالئة للأسبال وللأطيمس، والبوتكس؛ لتقليل الإشارات العصبية لإحداث ارتخاء بالشارب.

سادسًا: “الصبغ”؛ لتغيير الفئة، أو لتجميل اللون.

سابعًا: “المواد التي تحدد منعها لجنة الخبراء”، مثل: الزيت، والسكر، والنشا، وغيرها.
وتابع المري: بعض المواد المستخدمة في العبث بغرض التجميل آمنة، وهي المواد التي تُستخدم في البشر، ومنها مواد ضارة كبعض أنواع السيلكون، أو الربط الجائر، أو سحب الشفة (الأسبال) بشكل جائر، أو استخدام الهرمونات بجرعات مفرطة.

واختتم الدكتور ذيب المري: يوجد عبث دائم، وعبث مؤقت، على حسب الطريقة المستخدمة، منه ما يختفي خلال 24 ساعة، ومنه ما يبقى أيامًا، ومنه ما يزول خلال أشهر، ومنه دائم.

حرَّمه الشرع

وعلَّق عضو الدعوة بمنطقة الرياض الشيخ سعد السبيعي على العبث في الإبل بقوله: العبث في الإبل فيه أربعة محاذير، وهذا يدل على أن العبث محرَّم، ولا يجوز؛ لأنَّ العبث وبعض العمليات في الإبل التي يقوم بها بعض ملاك الإبل فيها تغير مستديم ودائم في خلقة البعير، أو الناقة، وهذا من تغيير خلق الله الذي نهى عنه الله تعالى.

وأضاف السبيعي: المحذور الثاني: فيه مخالفة للشروط التي وضعت من قِبل اللجان بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل للدخول في المسابقة، وذلك من المنع بالعبث في الإبل، كحقن الإبل المشاركة بالبوتكس، والسيليكون، والمواد التجميلية عمومًا، أو ضرب الإبل بالحقن المنشطة والمخدرة، أو نفخ رؤوسها إلى آخره، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “المسلمون على شروطهم”، فلا يجوز للإنسان مخالفة الشروط من قِبل القائمين على اللجان بالمهرجان بالدخول في المسابقة، وهذا العبث ممنوع من قِبل تلك اللجان..

وتابع الشيخ سعد قائلاً: المحذور الثالث فيما يتعلَّق بالعبث في الإبل، أنَّ الكثير من هذه العمليات التجميلية تعذيب للإبل، وهذا ممَّا نُهي المسلم عنه، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة”.

وأردف السبيعي: المحذور الرابع أنَّ فيه غشاً وتدليساً في إظهار البعير أو الناقة على غير الخلقة التي خلقه الله عليها، وهذا من الغش على اللجنة التي تقوم بتقييم الإبل، فيستحق المشارك مركزًا لم يستحقه بغشه وتدليسه، وإقبال الناس على شراء هذه الناقة التي حصل فيها الغش والتدليس بالعبث، وتغير خلقته، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”.

وعن حق إرجاع المشتري للناقة المعبوث بها، أكد السبيعي أنَّه يحق لمشتري ناقة عُبثَ بها إرجاعُها، وله ما يُسمَّى -عند الفقهاء- بخيار التدليس؛ لأنَّ صاحب الناقة أو البعير دلسها عليه بحقنها بمواد وعبث فيها؛ لتكون جميلة في عينه، وثبت للمشتري خيار التدليس، فللمشتري الخيار بين أمرين: إمَّا الإمساك بها، أو إرجاعها.

عقوبات صارمة

وكان مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل قد خصَّص لجان كشف العبث، الذي يلجأ إليه بعضُ مُلاك الإبل، وفرضت عقوبات صارمة بحق المخالفين بالعبث، تتمثَّل في الاستبعاد من المشاركة، وحرمان المخالف وإبله من المشاركة بالنسخة الحالية والنسخ المقبلة، كذلك إحالة المخالف إلى الجهات المختصة لتطبيق العقوبات النظامية بحقه.