بعد الحكم بإعدامه.. قصة برويز مشرف من تسلل كارجيل إلى الخيانة العظمى

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٩:٣١ مساءً
بعد الحكم بإعدامه.. قصة برويز مشرف من تسلل كارجيل إلى الخيانة العظمى

قضت محكمة باكستانية بإعدام الرئيس الباكستاني الأسبق، برويز مشرف؛ بتهمة الخيانة العظمى.

وأعلنت هيئة قضائية خاصة أن الحكم الغيابي، تم التوصل إليه بعد موافقة قاضيين من هيئة المحكمة، ورفض قاضٍ ثالث، على الرغم من موافقة قضاة المحكمة الخاصة الثلاثة على إدانة مشرف.

وأدين برويز مشرف بتهمة الخيانة العظمى بسبب فرض حالة الطوارئ في البلاد في عام 2007، وتعطيل العمل بالدستور، فيما يمكن الاستئناف على قرار المحكمة لتخفيف الحكم، فيما سيصدر عن المحكمة تفاصيل الحكم في وقت لاحق.

ويتلقى الرئيس الباكستاني الأسبق برويز مشرف العلاج في مدينة دبي الإماراتية.

ويقيم برويز مشرف في منفاه الاختياري منذ رفع حظر السفر الذي كان مفروضًا عليه في 2016 والذي سمح له بتلقي العلاج في الخارج، ومنذ ذلك الحين، قضى الرئيس الأسبق البالغ من العمر 76 عامًا معظم وقته بين دبي ولندن.

برويز مشرف هو سياسي باكستاني وجنرال متقاعد من الجيش برتبة أربع نجوم، وكان الرئيس العاشر لباكستان من عام 2001 حتى قدم استقالته؛ لتجنب الإقالة في عام 2008.

وولد برويز مشرف في دلهي وتربى في كراتشي وإسطنبول، ودرس الرياضيات في كلية فورمان المسيحية في لاهور، ودرس بعد ذلك في الكلية الملكية للدراسات الدفاعية عام 1991، ثم دخل أكاديمية باكستان العسكرية عام 1961، وتم تكليفه إلى الجيش الباكستاني في عام 1964، وواصل القيام بدور نشط في الحرب الأهلية الأفغانية.

رأى برويز مشرف المعارك في الحرب الباكستانية الهندية لعام 1965 كملازم ثانٍ، وفي الثمانينيات كان يقود لواءً مدفعيًّا، وفي التسعينات، تمت ترقيته إلى رتبة لواء وعين فرقة مشاة، ثم أمر في وقت لاحق مجموعة الخدمات الخاصة، وفي وقت لاحق شغل منصب نائب سكرتير عسكري والمدير العام لعملية عسكرية.

وارتفع مشرف إلى مكانة وطنية عندما ارتفع إلى رتبة أربع نجوم الذي عينها رئيس الوزراء آنذاك، نواز شريف في أكتوبر عام 1998، مما جعل مشرف رئيس القوات المسلحة، ثم قاد عملية تسلل كارجيل التي جلبت الهند وباكستان إلى حرب كاملة في عام 1999، وبعد شهور من العلاقات المثيرة للجدل مع رئيس الوزراء، حاول نواز شريف دون جدوى إزالة برويز مشرف من قيادة الجيش، وردًّا على ذلك انقلب الجيش في عام 1999 ما سمح لمشرف بتولي حكم باكستان ووضع رئيس الوزراء نواز شريف تحت إقامة جبرية صارمة.

وعلى مدى سنوات نجا برويز مشرف من عدد من محاولات الاغتيال، كما أنه عزز التحرير الاقتصادي وحظر النقابات العمالية وأشرف على ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنحو 50 في المائة، غير أن المدخرات المحلية انخفضت وشُهد ارتفاع سريع في عدم المساواة الاقتصادي، كما لاقى اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي 18 أغسطس لعام 2008 أعلن برويز مشرف استقالته قبل مساءلة وشيكة كان الائتلاف الحاكم أعلن اعتزامه القيام بها، وفي كلمة أذاعها التلفزيون واستمرت لمدة ساعة دافع مشرف عن حكمه الذي استمر نحو 9 أعوام، ورفض المزاعم الموجهة ضده، ولكنه قال: إنه يترك منصبه بعد مشاورات مع المستشارين القانونيين والأنصار السياسيين المقربين منه، وبناء على نصيحتهم اتخذ قرار الاستقالة وأعلن أنه سيرسل استقالته إلى رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، وهو ما فعله.