الدرعية ترسخ القيم التاريخية والثقافية للمملكة

الأربعاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ٧:٣٩ مساءً
الدرعية ترسخ القيم التاريخية والثقافية للمملكة

كرّست القيادة الرشيدة بتأسيسها هيئة تطوير بوابة الدرعية , الجهود الدؤوبة لحفظ وصون وتطوير موقع الدرعية التاريخية لتصبح أحد أكبر وأهم الوجهات العالمية وتحويلها إلى معلم عالمي ، يرسخ القيم التراثية والتاريخية المعرفية لضيوف الدرعية بمختلف أعمارهم.
وتسعى الهيئة لتحويل موقع الدرعية إلى إحدى الوجهات العالمية لاستضافة الأنشطة والفعاليات الرامية لتبادل المعرفة التاريخية والثقافية من خلال المتاحف الموجودة في الساحات المفتوحة والقاعات الداخلية المنتشرة في أنحاء حي الطريف.
ولكونها نموذجا وطنيا لمجتمع الدرعية تستهدف الهيئة الاحتفاء بأهل الدرعية من خلال سرد قصصهم وإظهار الجوانب الاجتماعية والثقافية والتاريخية لها لربط جذور الدولة السعودية بحاضرها ومستقبلها، تأكيداً للوحدة وتعزيزاً للفخر بهذا التاريخ بوصفها مهد الدولة السعودية الأولى ورمزاً لجمال وكرم المملكة العربية السعودية وشعبها، إضافة لكونها مسرحاً لمئات القصص التاريخية ووجهة نابضة بالحياة مليئة بالتجارب الغنية التي تحظى باهتمام كثير من السياح القادمين إليها من جميع أنحاء العالم.
وتحتضن الدرعية حي الطريف الذي تم بناؤه 1744م، ويعرف بأنه من كبرى المدن الطينية في العالم، وجرى تسجيله على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2010م ليكون واحداً من ضمن خمس مواقع سعودية مدرجة في المنظمة، كما يحظى الموقع بعناية كبيرة لتمكين الزوار من فرصة استحضار تاريخ الملوك والأبطال والتعرف عن كثب على المخزون الثقافي والتراثي للمملكة.
وبالقرب من حي الطريف العريق تقع منطقة البجيري التاريخية التي كانت تمثل مركزاً لنشر العلم والمعرفة خلال فترة ازدهار الدرعية، كعاصمة للدولة السعودية الأولى، ويضم اليوم الكثير من المراكز التجارية والمقاهي، ويعد الوجهة الأمثل لتجربة المطبخ السعودي، والتعرف من قرب على عادات الضيافة الأصيلة في أحضان الخضرة الوارفة.
ومن المعالم التاريخية في حي الطريف قصر سلوى الواقع في الجهة الشمالية الشرقية من الحي ويعد أكبر معالمه ويمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، أسسه الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود في عام 1179هـ -1765م، ويعرف تاريخيا بموطن المؤسسين الأوائل من الأسرة المالكة ويعود إلى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي حيث كان مقرا للحكم للدولة السعودية الأولى، ويضم القصر متحف الدرعية الذي يقدم عرضاً لتاريخ وتطور الدولة السعودية الأولى من خلال الأعمال لفنية والرسومات والنماذج والأفلام الوثائقية.
وتعود تسمية قصر سلوى بهذا الاسم لنمطه المعماري وتعدد منافعه وكأنه يسلي الساكن فيه والزائر له ويذهب الهم والحزن، ويشكل منظومة معمارية متكاملة بوحداته السكنية والإدارية والحضارية والدينية.
كما يضم حي الطريف جامع الإمام محمد بن سعود “الجامع الكبير” ويسمى في بعض الأحيان “جامع الطريف”، ويجاوره قصر سلوى من الناحية الشمالية، وهو أحد معالم الحي البارزة، لقربه من القصر وإطلالته على الوادي، ويعد بمثابة الجامع الكبير في الدولة وكان أئمة الدولة يؤمّون الناس فيه لصلاة الجمعة.
ولجعل التنقل بين الجامع والقصر أكثر سهولة قام الإمام سعود بن عبدالعزيز ببناء جسر بينهما لربطهما ببعض من الدور العلوي، ويضم الجامع مدرسة علمية لتعليم العلوم الدينية، وكان سابقاً أكبر مسجد في شبه الجزيرة العربية، وقد تم تشييده ليرمز لقوة ووحدة الدولة السعودية.
وفي أقصى الطرف الشمالي من الدرعية القديمة تقع بلدة غصيبة على رأس هضبة محاطة بوادي حنيفة من ثلاث جهات وقد استوطنها مانع المريدي جد الأسرة الحاكمة في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي، وتعد الغصيبة ذات موقع رصين، اختير بعناية لإقامة الإمارة الجديدة، وشكل موقعها دوراً كبيراً في حماية قوافل الحج والتجارة المارة بمناطق نفوذها في إقليم العارض.
وكانت الغصيبة مقر إمارة مستقلة قبل تأسيس الدولة السعودية الأولى، وشكلت حماية للبوابة الشمالية للدرعية إبان حملة إبراهيم باشا عام 1233 هـ – 1818م وذلك لوجود قصر غصيبة الحصين الذي اتخذه سعد بن عبدالله بن سعود مقرا للدفاع عنها، إذ تعد غصيبة حاليا معلماً من المعالم التاريخية في الدرعية.
فيما تقع منطقة سمحان إحدى المناطق التاريخية جنوب حي غصيبة على مثلث يطل على الوادي عند التقائه برافد آخر هو قرى عمران، وتطل مباشرة على أحياء القصيرين، المريّح، والطريف، ويشكل هذا الموقع أهمية في عهد الإمام محمد بن سعود وابنه سمحان، كونه من أبرز المواقع التي تم تحصينها بشكل جيد في حصار الدرعية بموقعها الاستراتيجي، واختارها الإمام عبدالله لتكون موقع مقره الدفاعي وكانت من آخر المواقع استسلاماً.
وفي مجال العمل الخيري يتبادر إلى الذهن “سبالة موضي” التي أسسها الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وجعلها وقفاً خيرياً للمجتمع باسم والدته “موضي بنت سلطان بن أبي وهطان” زوجة الإمام محمد بن سعود، وتقع شرق “قصر سلوى” على الضفة الجنوبية الشرقية لحي الطريف، حيث أنشئت من طابقين يقوم بمقام السكن المجاني للزوار القادمين لمدينة الدرعية.

إقرأ المزيد