وزير الطاقة : لن نخذل الآباء والأجداد

الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٩ الساعة ١١:٢٤ مساءً
وزير الطاقة : لن نخذل الآباء والأجداد

انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات منتدى مسك العالمي، بحضور نحو 5 آلاف شخص ومشاركة 140 شخصية قيادية وريادية، يمثلون أكثر من 120 دولة حول العالم، حيث يسعى المنتدى الذي ينظمه مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية “مسك الخيرية”، إلى استكشاف الاتجاهات الجديدة والتحولات الجارية في عالم العمل، والمساهمة في تمكين الشباب من التكيف مع تغيرات وتحولات العمل، وبناء مهارات اقتصاد المستقبل.

وظائف المستقبل:

واعتبر وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي جاءت بعنوان “صناعة الغد ووظائف المستقبل”، أن فكرة التخصص الواحد دون دراسة جوانب أخرى في الحياة ليست كافية، داعيًا إلى التعلم والبحث في مجالات مختلفة.

وقال وزير الطاقة موجهًا حديثه إلى الشباب في الجلسة التي شارك فيها إلى جانبه الرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية المتحدة خلدون خليفة المبارك، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال في فرنسا باتريك بوياني: “لا تكتفوا بتخصص واحد؛ لأنكم بذلك تضعون أنفسكم في صندوق مغلق فانتبهوا لأهمية طلب العلم وتعدد التخصصات قدر الإمكان”.

وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة تملك الآلاف من المهندسين السعوديين الذكور والمهندسات الإناث اللاتي يتنافسن معهم، مبينًا أنهم هم المكرسون للتكنولوجيا وندعمهم لتحقيق أحلامهم.

وتابع: “نفخر ببلدنا، وليس لدينا ما نخجل منه أو نخفيه عن العالم، ونفخر بشبابنا الذين لديهم من النضج الكافي للبحث والتفكير”.

وتحدث الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن خبرته التي تصل إلى 37 عامًا، قائلًا: العمل الجماعي في أيام دراستي الجامعية كان أحد أسرار نجاحي، حيث لا يمكن للشخص العمل بمفرده إلا في حالات نادرة، فالعمل جماعي والنجاح أيضًا جماعي.

وأضاف وزير الطاقة: “الجامعة حاضنة للجميع، ففيها التنوع الثقافي والمعرفي، حيث تقابل طلابًا من جميع الجنسيات”.

لن نخذل الأجداد:

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: “لن نخذل الأجداد والآباء، ونحن فخورون بخدمة البلد، الذي أتاح لنا كل الأمور الممكنة من التعليم والتدريب والتحفيز”.

وأكد وزير الطاقة على أهمية تدريب الشباب، فيما نصح الشباب بضرورة أن يكون لديهم روح المبادرة والتعلم بدءًا من قراءة التاريخ والأمور الهندسية، وغيرها من العلوم.

وشدد على ضرورة شعور الشباب بالملكية الفكرية لأنهم سيحصلون على الاعتراف الذي يمكنهم من الإبداع، مشيرًا إلى العمل من المنزل أو من أي مكان، معتبرًا أن المهم عدم تعطل العمل أو تأخيره.

وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان العمل على برنامج جديد سيتم الكشف عنه لاحقًا لتوليد طلب جديد على النفط في ظل وجود تحديات مثل السيارات الكهربائية وقضايا البيئة”، موضحًا أن البرنامج قائم على البحث عن طرق جديدة لاستعمال النفط والغاز بعيدًا عن الأساليب التقليدية، مضيفًا: “سنستخرج النفط حتى آخر جزيء من الكربون”.

وحث على دعم وتدريب وتثقيف القوى العاملة وجعلهم يتكيفون مع التغيرات، مشيرًا إلى أهمية استقطاب الشباب واستغلال طاقاتهم وتبادل الأفكار معهم، مبينًا أنه إذا قُدم لهم الشعور بالملكية لأفكارهم سينجحون وسيحققون تقدمًا في المجتمعات مستقبلًا.

تحسين الكفاءات: 

وأوضح وزير الطاقة أن المملكة تدعم استقطاب الوظائف من خلال العديد من البرامج، إلى جانب السعي نحو تحسين الكفاءات من خلال العمل مع القطاعات في المملكة وخارجها.

ووجه الأمير عبدالعزيز بن سلمان رسالة للشباب السعوديين والسعوديات حق فيها على دعم أهداف الرؤية وتحقيق النجاح للمملكة، فيما أكد العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات، أهمية التكنولوجيا في تغيير المستقبل، مبينًا أن الدول تعمل على ضمان توفير الفرص الصحيحة للشباب وقيادتهم نحو المستقبل وتحقيق النجاح للمجتمعات.

وحث الشباب على احتضان التكنولوجيا والتركيز على الانفتاح نحو القطاع الذي يتم العمل فيه بدلًا من المقاومة، وكذلك العمل على الابتكار واختبار مخرجاتهم، مبينًا أن المستقبل ينطوي عليه فرص كبيرة لهذا الجيل والجيل القادم.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بوياني: “إن قطاع الطاقة قطاع أساسي للجميع يلبَّى من خلاله العديد من الأمور”، مثمنًا جهود المملكة في استقطاب المواهب للإسهام في تطوير التكنولوجيا والاستفادة منها، مبينًا أن شركة توتال تدعم ذلك أيضًا لبناء تكنولوجيا الطاقة العالمية.

ذاهبون إلى المستقبل:

ودعا باتريك بوياني الشباب لتحقيق طموحاتهم من خلال الإصغاء للآخرين، وكذلك استغلال مواهبهم لبناء عالم الغد، مبينًا أن التكنولوجيا ستدعم عملية الملائمة في الوظائف مستقبلًا من خلال استحداث وظائف جديدة.

بدورها، قالت الشيماء حميد الدين المدير التنفيذي لمبادرة منتدى مسك العالمي؛ في كلمتها الافتتاحية للمنتدى: “دعونا لا نتطرق إلى من أين أتينا جميعًا، ودعونا ننظر إلى أين نحن ذاهبون، نحن ذاهبون إلى المستقبل”.

وطمأنت حميد الدين الشباب على مستقبل وظائفهم في ظل التقدّم الكبير باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال.

وقالت حميد الدين: إذا كنتم قلقين من أن يستبدل الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات أماكنكم، دعوني أطمئنكم بما أظهرته أبحاثنا بالفعل، بأن جيلكم ليس المشكلة، بل أنتم حل المشكلة.

وفي الجلسة الثانية من المنتدى التي عقدت تحت عنوان “مستقبل العمل بين يديك”، شاركت كل من الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود نائبة رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب رئيس المؤسسة الاتحادية للشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة شما المزروعي، الشيخة الزين صباح ناصر الصباح ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية ش.م.ك.م. (NCIG)، في دولة الكويت، ومن وزارة الاتصالات والإعلام ووزارة الثقافة والمجتمع والشباب بسنغافورة سيم آن.

تطوير الذات: 

وتطرقت الجلسة إلى أهمية العمل على تطوير الذات من خلال السعي نحو إيجاد الفرص واستغلالها والتواصل مع العالم للإسهام في دعم التطوير في المجتمع، وحث المشاركون على أهمية استغلال التكنولوجيا والتعايش معها وعدم جعلها عائقًا في مجال الوظائف مستقبلًا؛ كون التكنولوجيا تحتاج لليد العاملة أيضا، فيما أكدوا أن الدول تدعم تطوير الشباب من خلال التدريب ودعم أفكارهم وإشراكهم لطرح آرائهم في إعداد الخطط بوصفهم قادة المستقبل.

يذكر أن منتدى مسك العالمي (MGF) المنصة الدولية الرئيسية لمركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية “مسك الخيرية”، انطلق في العام 2016، ووسّع المنتدى رسالة “مسك الخيرية” إلى الشباب في جميع أنحاء العالم، ومن خلال الفعاليات الدولية والبحوث والمبادرات العالمية، يجمع منتدى مسك العالمي القيادات الصاعدة والمخضرمة، جنبًا إلى جنب المبتكرين والمبدعين، من أجل الاستكشاف والتجربة والاختبار بعدة طرق لمواجهة تحدي التغيير.