قُبلةٌ على جبين الوطن

الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٣:٢٧ مساءً
قُبلةٌ على جبين الوطن

89 عاماً – بالتمام والكمال – هو العمر الوارف والمديد لوطني الكبير.. على أديمه تكتمل صباحات الأعراس والمواويل والتجليات. 89 عاماً من عمره الحافل بالفعل والعمل.. جميعنا حشود مبتلة بالولاء والانتماء..

نتوقف ونستدير نحو ساحات المدن والقرى، نتوسد طليعة الصفوف، احتفاء بيوم الوطن، نردد معه في الآفاق والوهاد نشيد الأرض والجبل والوادي:

سارعي للمجد والعلياء

مجدي لخافق السماء

وارفعي الخفاق أخضر

يحمل النور المسطر.

نعم.. في فضاءاته وباحاته تتدفق مشاعرنا الفيّاضة والشفيفة احتفاء بوحدته وتوحده واستقراره وكرامته، بعد أن أرسى أولى مداميك البناء والنماء سيد التاريخ والصحراء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، هذا القائد الهمام.

استطاع بحنكته وعبقريته الفذة من لملمة الشتات والانشطار والمثقل بالخوف والجوع والاحتقان الذي كان يخيم بظلاله على كامل تخوم وتقاطعات الجزيرة العربية عقود من الزمن والانتقال بها إلى واحات مكتظة بالأمن والاخضرار والحضارة.

وبهكذا وحدة وطنية تاريخية مشهودة وكبرى، واصل أبناؤه وأحفاده استكمال مشروع هذه المسيرة الوطنية المظفرة وهي تتسع وتعلو بشواهد التنمية والريادة في كامل الاتجاهات والتوجهات حتى بلغت ذروتها وطفرتها في ميادين التعليم والصحة والطرق والزراعة وتحلية المياه وفي شؤون الإعلام والاتصال وفي تطوير المؤسسات الحكومية والخاصة وغيرها من مساحات الزهو في التخطيط والإعمار، نعتز بها ونفاخر على مستوى العالم.

ويستحق هذا الوطن العظيم ونحن نحتفل (بيومه الوطني المجيد) بأن نكتب له بالدماء والأنفاس أجمل الحكايات والكلمات، ويستحق أن نعلن له وفي كل الدنيا أبلغ لغات الحب، وولاء وطاعة، ويستحق منا أن نتحدث وبصوتنا العالي عن مواقفه ومنجزاته واهتمام قيادته بإنسان هذا الوطن وبتحولاته وحضوره واختلافاته عن كل من حوله في النماء والازدهار والاستقرار.

وعلينا ونحن نزدهي بيومنا الوطني الكبير أن نسكب في عقول وشرايين أبنائنا وبناتنا وكافة أجيالنا الاعتزاز بتاريخه وحضاراته وبقيمته وقبلته الدينية العظيمة على اعتبار أنهم وحدهم من يمثل مستقبله وثرواته وهم وحدهم من يحملون على أكتافهم وأعناقهم ديمومته واكتمال مكتسباته وتطلعاته.

وعلينا في النهاية، أن نكرس في يومنا الوطني مسؤوليات حب الوطن الوثيق والذي لن يجيء إلا بتعزيز الأثر في السلوك والوقار، والشراكة في الأمن والاستقرار، والحفاظ على مقدراته وطموحاته، والاعتراف بحقوقه وواجباته.. ذلك أن الوطن قيمة وحياة ونهر ينساب في الوجدان والشرايين.

شاردة

يقول الشاعر:

ولأنتَ يا وطني العظيم منارة

في راحتيك حضارة الأجيال.

*كاتب سعودي.

إقرأ المزيد