إمام الحرم المكي في خطبة العيد : قمم المملكة وحدت الأمة أمام مشاريع الفتنة

الثلاثاء ٤ يونيو ٢٠١٩ الساعة ١٠:٤١ صباحاً
إمام الحرم المكي في خطبة العيد : قمم المملكة وحدت الأمة أمام مشاريع الفتنة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام المستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة العيد اليوم بتقوى الله عز وجل فهي أحسن ما أظهرتم وأكرم ما أسررتم وأفضل ما ادخرّتم، فتقوى الله أصل السلامة وقاعدة الثبات، فالتقوى جامعة لكل خير فالواعظون بها كثير والعاملون بها قليل .

وقال معاليه: أيها المسلمون عيدكم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام هنيئا لكم ما صمتم وهنيئا لكم ما أفطرتم وما أنفقتم وما تصدقتم فهنيئا لكم بهجة العيد وفرحته، مبينًا أن العبد كل يوم يمر عليه وهو في طاعة الله فهو في عيد وفرحة وبهجة وسرور .
وأضاف: إن من أظهر مظاهر أعياد أهل الإسلام التزاور ، وتبادل التهاني وإظهار الشكر ، في بهجة ، وفرح وسرور وانشراح صدور، والإنسان مدني بطبعه ، ودين الإسلام دين اجتماع وألفة ، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم والأُخوَّة في الله بين المسلمين شعار ومعنى , وهي محبة في الله ، وتعاون على البر والتقوى ، والمرء مع من أحب ، وله عند الله ما احتسب ، وأربع خصال تنشر المودة : ” الزيارة ، والسلام ، والمصافحة ، و الهدية “.
وأوضح أن من آداب الزيارة استحضارُ النية الصالحة ، وقصدُ التواصل في ذات الله ، والقيام بحق من له حق واختيار الوقت المناسب الذي جرت عادة الناس باستقبال الضيوف فيه ومن الآداب ترتيب موعد الزيارة والتزام أداب الاستئذان ، و تجنب الزيارات المفاجئة المزعجة ، ترتيب يكون فيه أخوك متهيئا للاستقبال ، مستعداً للقاء ، مع ما ينبغي من الاستعداد لقبول الأعذار بطيب نفس ، وتقدير للظرف ومما ينبغي الحرص عليه استغلال وقت الزيارة في ما ينفع ، مع ما يتخلل ذلك من المباسطة ، وما يدخل السرور ، ويؤنس المجلس والجليس ، كما يقصد بزيارته المحبة والصلة ، وقصد التعلم من العالم، والاقتداء بسمت أهل الفضل والأدب، مع حسن الاستماع والتقدير والإجلال، والاستفادة ممن يمكن الاستفادة منه في علمه وتخصصه، وعرض ما يَعْرض من مسائل ومشكلات بأدب ووقار وبعد عن المراء والجدل الذي يصرفَ عن الاستفادة وقد يضيق به الصدر ، ويثور معه الحقد ، مع الحرص على عدم رفع الصوت إلا لحاجة.
وتابع : ومن الآداب كذلك أن يجلس الضيف حيث يجلسه صاحب البيت ويأذن له ، فصاحب البيت أحق بترتيب الجلوس والمقاعد ، وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأدب الرفيع بقوله عليه الصلاة والسلام : ” لا يَؤُمَّنَّ الرجل الرجل في بيته ، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه ” ومن الآداب أيضا حسن استقبال الضيف وملاطفته في بشاشة وطلاقة محيا ، قيل للأوزاعي : ما إكرام الضيف قال طلاقة الوجه ، وطيب الكلام.
وبين الشيخ ابن حميد أن من آداب توديع الزائر ، واصطحابه إلى باب الدار ، وهذا من تمام الأدب وحسن الضيافة ، يقول الشعبي رحمه الله : ” من تمام الزيارة أن تمشي معه الى باب الدار وتأخذ بركابه ” .
وقال معاليه: وفي هذه الرحاب الطاهرة وبدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين اجتمع قاده الأمه في القمم التي رعتها هذه البلاد المباركة لأنها تدرك بقيادتها ، وحكمتها ، ومسؤولياتها ، إنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في محيط يعج بالقلاقل ، والأزمات ، ولا طريق للخلاص ، والسلام ، والرخاء ، إلا بالتضامن ، والصدق في التصدي للمشكلات والأزمات إنها الدولة المباركة ، قلب العالم الإسلامي والعربي في ثوابتها المرتكزة على الدين الحنيف ، وتوحيد الكلمة ، وصيانة اللحمة ، واجتماع الأمة ، وتبني المبادرات لتأكيد الأخوة ، والتصدي للفساد والإرهاب إنه نهج المملكة في تداول الرأي ، وتبادل المشورة ، مع الأشقاء ، والشركاء في المصير ، إنهم جميعا شركاء في سفينة واحدة وانهم لواجدون في قبلتهم الجامعة الأصل ، والمرجعية ، والصدق ، والقوة، قمم ثلاث تضع الأمة أمام مسؤولياتها ، وتحدد مسار الأحداث والمواقف ، مع الوعي التام لمتطلبات المرحلة، قمم تقرأ الواقع ، وتنطلق مع المستجدات ، والحقائق ، والوثائق ، ليتحمل الجميع مسؤولياتهم أمام ربهم ، ثم أمام شعوبهم ، وتاريخهم ، وأوطانهم إنها الرسالة بأن أمن الأمة ، واستقرارها ، واقتصادها ، هي مهمة الدولة العربية ، والإسلامية جميعا.
وواصل معاليه : إنها قمم الوقفة العربية الإسلامية ، الواحدة الموحدة ، أمام مشاريع الفتنة ، والفرقة ، والشقاق والإرهاب ، انه الدرع القوي ، والموقف الرادع لمنع العبث بأمن الأمة ومقدراتها جميع ميمون في قمم استثنائية في نوعها ، وكيفيتها ، وزمانها ، ومكانها ، وموضوعها قدموا إلى هذه الرحاب الطاهرة لأهداف نبيلة ، قادة ملاذهم بالله جل وعلا ، ثم بهذا الحاضن المقدس الكعبة المشرفة ، والبيت العتيق ، والرحاب الطاهرة ، هذه الديار المباركة منبع النور ، ومنطلق الرسالة ، ومتنزل الوحي ، هي الأمن ، والمنار ، ومن قوتها ، وصدقها ، وتاريخها ، يكون المنطلق ، والتأثير ، والبلاغ في أيام فاضلة ، وليال شريفة .
بارك الله في الخطى ، وسدد المسيرة ، وجمع كلمة الأمة على الحق والهدي وكيد الأعداء في نحورهم

إقرأ المزيد