كيف نفهم الثقافة الصينية محاضرة في النادي الأدبي بالأحساء

الجمعة ٥ أبريل ٢٠١٩ الساعة ٢:٠٤ صباحاً
كيف نفهم الثقافة الصينية محاضرة في النادي الأدبي بالأحساء

لي شي جيون: دوري هو تقديم المملكة للصينيين بصورتها الحقيقية، وفي الصين 56 قومية، الرموز الصينية 5000 يتم تداول ألف فقط، والأدب الصيني الحديث أصبح ضعيفا والسبب يرجع إلى الاقتصاد.

د. أحمد الشهري : سبقنا الصين في وسطيتنا والقوة الناعمة والجغرافيا تتفوق

د. ظافر الشهري : قصة الحب الحزين موجودة في قصص العشاق العرب

انطلاقا من توجيه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بإدراج اللغة الصينية كمقرر على جميع المراحل التعليمية وبالتعاون مع مبادرة أصدقاء السعودية استضاف النادي الأدبي بالأحساء الباحث الصيني الزائر بمركز البحوث والتواصل المعرفي لي شي جيون في محاضرة بعنوان ( كيف نفهم الثقافة الصينية؟ ) أدارها الخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد الشهري.

بدأ الشهري حديثه بشكر النادي الأدبي ممثلا في رئيسه الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري على استضافته في هذه المحاضرة التي تعمل على الربط الثقافي بين البلدين ثم قدم الباحث الشكر للحضور وأكد على أهمية تعليم اللغة الصينية للتواصل في كافة المجالات، وبدأ حديثه بمكانة الصين كواحدة من أقدم دول العالم وأغزرها كثافة سكانية وصفات أهلها والموروث الثقافي لدى الشعب الصيني من خلال بعض الصور التي تشتهر بها الصين ودلالة هذه الصور كالتنين والباندا واللونين الأبيض والأسود كرمزين للرجل والمرأة في محاولة سعي الحضارة الصينية للتوازن بين الرجل والمرأة، ثم تحدث عن الشاي الصيني ووجه اختلافه عن الآخرين في تفضيله بدون سكر باعتبار المرارة تصفي النفس والروح ويذكر الصينيين بأوقات عصيبة في تاريخهم، ثم تطرق إلى بعض المفاهيم الفلسفية لدى الصينيين وأهمها علاقة الإنسان بالطبيعة وعلاقته بالمجتمع وعلاقته بالإنسان كمنطلق للاندماج في الأسرة والعشيرة ، وانطلق من علاقة الإنسان بالطبيعة إلى حب الصينيين لشجرة البامبو وكثرة أشعارهم فيها لأنها رمز للصبر لكونها تنبت في الأحجار ولا تتأثر بالعوامل الجوية.

وتناول لي شي جيون التركيبة الاجتماعية للشعب الصيني وتشابهه مع المجتمع السعودي، ومع تعدد القوميات بالصين التي تبلغ 56 قومية منهم 94% ينتمون إلى قومية خان إلا أن هناك ترابطا بين القوميات المختلفة ويتحدثون الصينية الفصحى مع تعدد لهجاتهم، وتناول المعنى اللغوي للصين أنها تعني الدولة الموجودة في وسط العالم لذلك يعمل أهلها على دعم وتقوية أواصر الود مع كافة الشعوب، وفي حديثه عن أهم المفاهيم الرئيسة للفكر والثقافة الصينية ذكر ( السماء) وتنطق في الصينية ( Tian) وأن مفهومها مقدس في الفلسفة الصينية القديمة وتشمل السماء المادية والكينونة الروحانية والقانون الكوني ، والمفهوم الثاني هو القلب وهو في رأي ( منشيوس) يتكون من الشفقة والإحساس بالخجل والضمير وفي معتقدهم أن الرؤية يجب أن تكون بالقلب، وأما الصدق فهو عند الكونفوشية أساس يبنى عليه كل شيء وجوهر أساسي للأخلاق.

وتحدث عن التوازن بين الفرح والحزن لدى الصينيين وحب الآخرين المتمثل في الرحمة، وكذلك التناغم وحق الشخص في الرعاية مع بذل طاقته، ومن المفاهيم الراسخة لدي الصينيين تهذيب الذات وتنظيم الأسرة والحوكمة وتحقيق السلام لكل البشر، ثم انتقل إلى مفهوم ( الطاو) ويعني طريق الحق ويعني القوانين العامة للأشياء وأن مؤسس فكرة الطاوية هو الفيلسوف (لاوتسي) ثم ختم المفاهيم بالحديث عن الوسطية والاعتدال باعتبارها المستوى الأعلى من مستويات الفضيلة كما يرى كونفوشيوس، وفي حديثه عن الموسيقى الصينية تناول لي شي جيون ثلاث صور هي قصة الحب الحزين بين شاب وفتاة أبت تقاليد أسرة الفتاة تزويجها من حبيبها فماتت ومات بعدها وتحولا إلى فراشتين ، والصورة الثانية هي رماحة الحصان المحارب والأخيرة عن آلة الـ( بي با) التي تشبه العود لكنها تقدم موسيقى لمختلف الثقافات واستشهد على كل نموذج منها بمقطع موسيقي تفاعل معه الحضور وفي النهاية أكد على أن التطور الذي تعيشه الصين لم يجعلها تبتعد عن قيمها الراسخة ثم شكر للنادي الأدبي ولأهل الأحساء حفاوتهم.

وفي تعليقه ذكر الدكتور أحمد الشهري أن الصين أصبحت تقدم نفسها للعالم عن طريق القوة الناعمة وهذا ما تسعى إليه المملكة وتراهن عليه وقد سبقنا الصين في وسطيتنا ثم تساءل عن نظرة الشعب الصيني للملكة فأجاب لي شي أن الصورة المشوهة عن المملكة تغيرت ومواقف المملكة لا تنسى في مساندة الصين أثناء أزمتها مع زلزال 2008م وأن دوره هو تقديم المملكة للصينيين بصورتها الحقيقية.

وفي مداخلته أكد رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري أن ما رآه الضيف في الأحساء من حفاوة هو طبيعة شعب المملكة كلهم يحتفون بضيفهم وأن السعوديين هم شعب له قيم عليا ومثل أخلاقية ربما لم يفهم عنا الصينيون هذه القيم الراسخة ، وشكر للمحاضر ومدير الندوة وأن ما ذكره عن القلب موجود حتى في موروثنا الشعبي فالشاعر الشعبي يقول : والقلب سبق العين ساعة نظرها… وأما عن الحب الحزين ففي تراثنا العربي عشرات القصص عن العشاق أما الموسيقى التي تم عرضها فقد لامست ذائقتنا كعرب لأنها قريبة منا وتداخل الحضور بعد ذلك.

وفي رده أكد لي أن الرموز المتداولة في اللغة الصينية تقترب من ألف رمز مع أن رموزها 5000 وأن صعوبتها في الكتابة ، وفي إجابته عن الأدب الصيني الحديث ذكر جيون أن الأدب الصيني الحديث أصبح ضعيفا والسبب يرجع إلى الاقتصاد وقد طلب الحضور من الضيف قصيدة باللغة الصينية وترجمتها ورسالة يوجهها للشعب الصيني عن المملكة ، وفي نهاية اللقاء قام سعادة رئيس النادي بتكريم الضيف الصيني ومقدم المحاضرة الدكتور أحمد الشهري ومؤسس مبادرة أصدقاء السعودية الأستاذ هشام الخطيب وعضو مبادرة أصدقاء السعودية الأستاذة نعيمة الخميس .

 

 

إقرأ المزيد