أمطار وصواعق على الباحة حتى التاسعة الطائرة الإغاثية السعودية الـ 17 تصل إلى لبنان خطيب المسجد النبوي: بادروا بأخذ تحصينات ولقاحات الإنفلونزا الموسمية خطيب المسجد الحرام: الزموا حفظ كرامة البيوت واحذروا التجسس والتحسس أمطار غزيرة وسيول على جازان حتى الثامنة مساء الملك سلمان وولي العهد يهنئان الحاكم العام لأنتيغوا وباربودا انخفاض أسعار الذهب اليوم سبب تسمية جمادى الأولى بهذا الاسم الملك سلمان وولي العهد يهنئان رئيس الجزائر وظائف شاغرة لدى شركة الفنار
تحفظ ذاكرة الدولة التونسية الحديثة كلمات مهمة يصرّ على ذكرها الرئيس التونسي الأشهر الحبيب بورقيبة، الذي قاد مراحل الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي وبناء الدولة لاحقًا.. هذه الكلمات ترتبط بالامتنان للدور السعودي في تلك المرحلة التاريخية لبناء تونس واستقلالها، وهذا ما رواه الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، حيث أوضح أن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود قال لبورقيبة بعد أن قدّم دعمه لجيش التحرير الوطني: “لا تفعل مثل بقية العرب.. العرب يتجاهلون الخلافات ثم ينهزمون لمواجهة فرنسا، عليك بخطة الكر والفكر، واعتماد المراحل من أجل إرهاقها”.
وكان بورقيبة قد زار السعودية في عامي 1948 و1951 في عهد الملك المؤسس، ولقي دعمًا سخيًّا كان كافيًا لتمويل احتياجات جيش التحرير الوطني.
حقيقة “سياسة المراحل”:
من بعد وصول تلك الكلمات إلى قلب وعقل الزعيم التونسي الراحل بورقيبة، تم تأسيس ما عُرف في تونس بـ”سياسة المراحل”، التي اتسّمت بها الكثير من ملامح التجربة التونسية “البورقيبية” في مرحلتي الكفاح وحُكم وبناء الدولة بعد الاستقلال في عام 1956.
وتجلّت سياسة المراحل كممارسة موضوعية على الساحة السياسية التونسية، منذ حركة الشباب التونسي، وأضحت بالتالي السمة المميزة لأسلوب عمل الحزب الحر الدستوري الجديد في مختلف مراحل التحرير الوطني في تونس، إلى أن تحقّق تحقيق الاستقلال في مارس 1956.
من أهم مميزات “سياسة المراحل” التي انتهجها بورقيبة ورفاقه، أنها تنطلق من القراءة الموضوعية للواقع، والدراسة المعمَّقة لموازين القوى على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما تتجنّب المغامرة وتمزج بين المقاومة والعمل السياسي.
آثار “المراحل” على علاقات البلدين:
لبنات تأسيس “سياسة المراحل” في بناء الدولة التونسية بتوصية عقلانية حكيمة من الملك عبدالعزيز آل سعود، ساهمت في بناء علاقات عميقة بين البلدين، حتى إن شابها في بعض الفترات شيء من الفتور؛ فهذا هو عالم العلاقات دائمًا بين الأشقاء، عتاب وجفاء ثم صلح وإخاء.
وكان الملك المؤسس قد أصرّ على زيارة ابنيه الأميرين فيصل وخالد في عام 1943 إلى تونس، للتعرُّف على أوضاع البلاد، وهذا قبل زمن طويل من الزيارة المشار إليها أعلاه للحبيب بورقيبة. ثم جاءت زيارة الملك سعود بعد استقلال تونس، وبدأ منذ عام الاستقلال (1956) تبادل السفراء بين البلدين، وكان أول سفير سعودي في تونس هو عبدالرحمن البسّام، وأول سفير تونسي في الرياض هو الأديب محمد العروسي المطوي.
يُشار إلى الملك سلمان ذكر للرئيس التونسي الحالي السبسي الباجي، خلال زيارة الأخير للرياض في 22 مارس 2015، أنه لا يملك محضرًا للجلسة التاريخية بين والده الملك المؤسس والزعيم بورقيبة، ليرسل له الباجي لاحقًا نسخة، وقال في هذا الصدد: “هذا تاريخنا، وهي دروس يستفاد منها، والعلاقة بيننا وبين السعودية علاقة عريقة وتاريخية، وستستمر إن شاء الله”.
حكمة سياسية للمؤسس:
لعل التاريخ الحديث للدول العربية، وخصوصًا في جزيرة العرب، يشهد أن الملك عبدالعزيز انتهج سياسة خارجية حكيمة، جنّبت المملكة تداعيات الحروب العالمية والنفوذ الاستعماري.. وارتكزت تلك السياسة على “استقلالية الموقف” من الأحداث، ودعم الوحدة العربية، والتعاون الدولي بما يخدم احتياجات المجتمع التنموية.
ومن الأدلة التي لا يمكن إغفالها عن اهتمام الملك عبدالعزيز بالسياسية الخارجية، أن وزارة الخارجية هي أول وزارة يتم إنشاؤها في المملكة، بعد أن اتخذت الإدارات المكلفة بالإشراف على العلاقات الخارجية أشكالًا مختلفة تنهض وفقًا لنهضة علاقات الملك عبدالعزيز بالعالم الخارجي، وفقًا لتطور الأحداث العالمية.
وفي بداية تأسيس دولته، كان الملك عبدالعزيز يتولى الإشراف على الشؤون الخارجية بنفسه، وكان يوفد من ينوب عنه في إتمام اللقاءات الدولية.