برعاية ولي العهد.. انطلاق المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار السعودية تستضيف المعرض الدوائي العالمي CPHI الشرق الأوسط هل تعد الرخصة المهنية شرطًا لترقية المعلمين والمعلمات؟ لقطات توثق أمطار الخير على مكة المكرمة رحلة التوائم الملتصقة في المملكة محور الجلسة الأولى بالمؤتمر الدولي سعر الذهب في السعودية اليوم الاثنين المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش عددًا من المحاور أمطار غزيرة على الباحة تستمر حتى الـ10 مساء الموقع الإلكتروني لـ برنامج التوائم الملتصقة.. تصميم عصري وعرض تفاعلي بدء أعمال السجل العقاري لـ4 أحياء بالمدينة المنورة
لؤي كيالي اسم له تاريخ في عالم الفن، خاصةً وأن نهاية هذا الفنان التشكيلي سوري الأصل كانت صادمة، وفيما يلي تستعرض “المواطن” أبرز المعلومات عن لؤي كيالي وتاريخه.
الفنان التشكيلي لؤي كيالي من مواليد حلب، وبدأ أولى خطواته بالرسم في عام 1945 ليعَرْض أولى لوحاته في مدرسة التجهيز بحلب عام 1952، وفي عام 1954 أنهى الدراسة الثانوية وبدأ بدراسة الحقوق في جامعة دمشق، واشترك في عام 1955 في معرض جامعي ليفوز فيه بالجائزة الثانية، ترك كلية الحقوق في نفس السنة وعاد إلى حلب ليتوظّف كاتبًا في المعتمدية العسكرية.
وفي عام 1956 أوفدت وزارة المعارف السورية لؤي كيالي إلى إيطاليا لدراسة الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة في روما إثر فوزه بمسابقة أجرتْها وزارة المعارف، في إيطاليا تفوق وتجلت موهبته أثناء دراسته فشارك في معارض ومسابقات شتى في إيطاليا فحصل على الجائزة الأولى في مسابقة سيسيليا (Sicilia) التابعة لمركز العلاقات الإيطالية العربية في روما، كما نال عدة جوائز؛ كالميدالية الذهبية للأجانب في مسابقة رافيّنا (Ravenna) عام 1959.
وبعد تخرّج لؤي كيالي من أكاديمية الفنون الجميلة في روما، قسم الزخرفة بدأ عمله مدرّسًا للتربية الفنية في ثانويات دمشق، لكنه انتقل فيما بعد من التدريس في الثانويات الرسمية ليدرّس التصوير والزخرفة في المعهد العالي للفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة بدمشق لاحقًا، واستقطب إليه الكثير من أنظار النقاد والوسط الفني في سوريا عندما أقام معرضه الثالث في صالة الفن الحديث العالمي في دمشق، والذي احتوى على 28 لوحة زيتية و30 رسمًا.
وتحت عنوان “في سبيل القضية” أقام لؤي كيالي معرضه السابع في المركز الثقافي العربي بدمشق في عام 1967، قدّم فيه 30 لوحة فنية بالفحم تنقّلت في أنحاء سوريا بين حمص وحماة وحلب واللاذقية، لكن معرضه هذا خضع لهجمات من قبل فئة من مدعي الفن والنقد الفني في الصحافة؛ فاستاء ومزّق في أعقاب المعرض أغلب لوحات المعرض هذا؛ ومن ثم توقف عن الرسم، وأصيب إثر ذلك باكتئاب شديد فانقطع عن التدريس والرسم معتكفًا في بيته بحيّ العفيف في دمشق، ليغادره إلى حلب 1968.
وبعد فترة تخلص لؤي كيالي من الاكتئاب وعاد إلى التدريس في كلية الفنون الجميلة بدمشق في العام الدراسي 1969- 1970، لكنه ما لبث أن عاد ليعاني من الاكتئاب مجددًا، خصوصًا عندما توفي والده فخضع للعلاج ثانيةً عاد بعدها لمزاولة الرسم في مسقط رأسه حلب. وبعد إحالته إلى التقاعد في عام 1971 لأسباب صحية ظل يشارك في معارض نقابة الفنون الجميلة آنذاك، كما قدّم لوحتين هديةً إلى مجلس الشعب، ولوحتين إلى الاتحاد العام النسائي.
وتمكن لؤي كيالي رغم المرض من إقامة معرضه الثامن في بيروت في العام 1972 في منزل الدكتور علاء الدين الدروبي، وفي عام 1974 معرضه التاسع في صالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق، وفي هذه السنة أصدر الفنان ممدوح قشلان، نقيب الفنون الجميلة في سوريا آنئذٍ كتابًا بعنوان “لؤي كيالي”، وفي عام 1975 أقام معرضه العاشر في غاليري واحد في بيروت.
أما في عام 1976 فشاركت أعمال لؤي كيالي وأعمال الفنان فاتح المدرس في جناح سوريا في أسبوعي الثقافة العربية في مونتريال في كندا، كما أقام مع فاتح المدرس معرضًا مشتركًا في صالة العرض في المتحف الوطني بحلب، ومن ثم أقام معرضه الحادي عشر في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق في نفس العام 1976 قدّم فيه 45 لوحة.
أما معرضه الثاني عشر فأقامه في صالة الشعب للفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة، سافر إلى إيطاليا 1978، لكنه سرعان ما عاد إلى حلب ليعتزل الناس.
ورسم لؤي كيالي اللوحات الزيتية بأشكالها فأبدع في رسم الطبيعة الصامتة والمعاناة الإنسانية، كما حلق بفن البورتريه والكروكيه والرسم بالفحم، لكنه لشدة حساسيته لم يستطع تحمل هجمات الناقمين الشرسة التي لم تكن في حينها مبررة إلا بكونها حاقدة تدفعها الغيرة من فنان مقتدر تملّك ناصية الفن، وقدم الكثير وأبدع في عالم الفن.
ووصف بالعديد من الصفات إذ قالوا عنه بأنه فنان الحزن النبيل، ورسام الألم الصامت، ومبدع الجمال الحزين الهادئ.
وفي ليلة 9- 10 سبتمبر احترق وهو في سريره في ظل روايات تباينت بين حادث سببه لفافة تبغ أو انتحار احترق لؤي كيالي في غرفته في مدينته حلب، فنُقل إلى مستشفى جامعة حلب، ثم إلى المستشفى العسكري بحرستا في دمشق، فأسلم الروح فيها يوم الثلاثاء 26 يناير 1978، ودفن في حلب في مقبرة الصالحين.