القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بـ التربيع الأخير فما هو؟ نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر
مدينة “نيوم”، لم تعد حلمًا ولا مجرد ضرب من الخيال، لم تعد مجرد فكرة في عقل إنسان يسعى إلى العالم الجديد، بل صارت حقيقة تستقطب أنظار واستثمارات العالم، إلى الشرق الأوسط الجديد الذي تخلقه المملكة العربية السعودية برؤية الأمير محمد بن سلمان.
ميلاد “نيوم”:
شهد مؤتمر مبادرة الاستثمار الأول في تشرين الأول/أكتوبر 2017، إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مدينة المستقبل، في إطار رؤية 2030، بقيمة إجمالية 500 مليار دولار، تقام على مساحة 26 ألفًا و500 كيلو متر مربع، وتمتد إلى أراضي الأردن ومصر.
وبعد 9 أشهر من الإعلان عن “مشروع نيوم”، وتحديدًا في تموز/يوليو 2018، خط خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وثيقة ميلاد المدينة، حين قضى إجازته في أرض مدينة الأحلام، معلنًا انطلاق أضخم مشروع سياحي من نوعه على مستوى العالم، بشراكة سعودية مصرية أردنية.
المفهوم الاستراتيجي نقطة التحوّل في مشروع نيوم:
لم تعد مجرد فكرة، ولا موضوع اجتماعات حثيثة، مدينة المستقبل صارت حقيقة، لها بنيتها التحتية، ويجري العمل فيها على قدم وساق، في سباق مع الزمن غير مسبوق، إذ وافق المجلس التأسيسي لمشروع نيوم السعودي، في اجتماع برئاسة الأمير محمد بن سلمان، كانون الثاني/ يناير 2019، على المفهوم الاستراتيجي للمخطط العام لمنطقة خليج نيوم، والتي تعدُّ أولى المناطق المأهولة التي سيتم تطويرها في المشروع.
ويُتوقع افتتاح عدد من المرافق الأساسية والحيوية للوجهة مع نهاية العام، بالإضافة إلى تحويل مطار نيوم القائم إلى مطار تجاري يستقبل رحلات منتظمة، على أن تنتهي أعمال المرحلة الأولى من خليج نيوم في 2020.
وسيشكل العام الجاري علامة فارقة في رحلة نيوم، تشهد الانتقال إلى المراحل الإنشائية لتهيئة منطقة خليج نيوم التي ستقدم مفهومًا جديدًا للعيش والعمل، يمكّنها لتكون منصة لجذب نخبة العقول في العالم لإيجاد قطاعات اقتصادية واعدة.
4 ركائز لتطوير خليج “نيوم”:
تقوم استراتيجية تطوير “خليج نيوم” على 4 ركائز أساسية، بغية تحقيق الأهداف الاقتصادية للمشروع، تتضمن:
• توفير تجربة معيشة وجودة حياة مثالية للعوائل،
• إيجاد أسلوب حياة راقٍ ومنظومة سياحية وترفيهية،
• دعم مراكز الابتكار، لاقتصاد قائم على المعرفة،
• دعم مراكز الإبداع من أجل تكوين هوية خاصة بنيوم.
ويُعد “خليج نيوم” نافذة منطقة نيوم الاقتصادية الأولى على العالم، فمناخه مُعتدل ويضم شواطئ بيضاء نقية وبيئة استثمارية جاذبة، يقودها صندوق الاستثمارات العامة بأكثر من 500 مليار دولار، إلى جانب مستثمرين محليين ودوليين.
مشروع مستدام وصديق للبيئة:
يعتبر مشروعًا صديقًا للبيئة من الدرجة الأولى؛ إذ إنه من المُقرر أن تتولّد فيه الطاقة من مصادر متجددة، مع تحلية المياه دون التخلص من أي مواد أو مخلفات ضارة بالبيئة البحرية، والتأكد كذلك من الحد من الانبعاثات الكربونية.
ومن الأسس التي يقوم عليها المشروع الذي يقرّب الإنسان من المستقبل، توفير حلول مُستدامة في مقدمتها بناء بيئة مثالية لتعزيز صحة الإنسان ورفاهيته، وإيجاد حلول لتحديات بيئة الأعمال، وتوفير تقنيات الجيل القادم للتنقل، وتطبيق أحدث العلوم الرقمية في مختلف جوانب الحياة، إضافة لتطوير منظومة عمرانية ذكية وبنية تحتية متقدمة.
كما سيتم الحفاظ على الخصائص البيئية المتميزة للمنطقة، وحماية وتحسين النظام البيئي الفريد لها عبر تطبيق أفضل الممارسات العالمية للحفاظ على جمال المنطقة والحياة البحرية والبرية الفريدة والمناطق التراثية التي سيتم حمايتها للأجيال القادمة.
“نيوم” شريان الاقتصاد العالمي:
تمتاز منطقة المشروع بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية، وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا، حيث تقع المنطقة شمال غربي المملكة، على مساحة 26,500 كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلو مترًا، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر، ويضاف إلى ذلك النسيم العليل الذي يسهم في اعتدال درجات الحرارة فيها. كما ستتيح الشمس والرياح لمنطقة المشروع الاعتماد الكامل على الطاقة البديلة.
ومن الأساسات التي يقوم عليها مشروع “نيوم” إطلالته على ساحل البحر الأحمر، الذى يعد الشريان الاقتصادي الأبرز، والذي تمرُّ عبره قرابة 10% من حركة التجارة العالمية، فضلاً عن أنَّ الموقع يعد محورًا يربط القارات الثلاث؛ آسيا وأوروبا وإفريقيا، ويمكن لـ 70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، وهذا ما يتيح إمكانية جمع أفضل ما تزخر به مناطق العالم الرئيسة على صعيد المعرفة، والتقنية، والأبحاث، والتعليم، والمعيشة، والعمل، كما سيكون الموقع المدخل الرئيس لجسر الملك سلمان، الذي سيربط بين آسيا وإفريقيا، مما يعزز من مكانته وأهميته الاقتصادية.
قطاعات “نيوم”:
كشف الأمير محمد بن سلمان، أنَّ منطقة “نيوم” ستركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة، تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية. وهي:
1. مستقبل الطاقة والمياه،
2. مستقبل التنقل،
3. مستقبل التقنيات الحيوية،
4. مستقبل الغذاء،
5. مستقبل العلوم التقنية والرقمية،
6. مستقبل التصنيع المتطور،
7. مستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي،
8. مستقبل الترفيه،
9. مستقبل المعيشة الذى يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.
كل ذلك سيؤدي إلى إيجاد فرص عمل، والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلى للمملكة. وسيعمل مشروع “نيوم” على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية، كما سيتم دعم “نيوم” بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من قبل السعودية، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.
المجمّعات السكنية تصفع المشككين:
شهد الشهر الجاري، استقبال مطار مدينة “نيوم” في شرما على ساحل البحر الأحمر غرب السعودية، أول رحلة جوية، نقلت على متنها 130 موظفاً في مشروع “نيوم”. فيما سيتم تحويل المطار الحالي الموجود في شرما إلى مطار تجاري قريباً، وسيكون لدى “نيوم” في المستقبل شبكة من المطارات، من ضمنها مطار دولي بأعلى المواصفات وأحدث التقنيات الذكية.
وتم اختيار منطقة “خليج نيوم” لتكون أولى المناطق التي سيتم تطويرها في مشروع “نيوم” الواقع شمال غربي السعودية، وهو المشروع الأكثر طموحاً على مستوى العالم، ويهدف إلى خلق أفضل بيئة للعمل والحياة لجذب الحالمين وأصحاب الكفاءات والمواهب من أنحاء الكرة الأرضية وتحفيزهم على الابتكار من أجل أن يقدموا حلولاً مستدامة للتحديات الستة التي تواجه مستقبل البشرية التي تم تحديدها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي وهي: التغير المناخي، وشح الغذاء، والتنقل، والرقمنة، وتحديات بيئة الأعمال، إضافة إلى الصحة.
ويعتبر بدء المملكة في تنفيذ المجمعات السكنية الخاصة بمشروع “نيوم” الضخم، ردًا على المشككين في أن المشروع سيؤتي ثماره، فالبدء فعليًا في مثل هذه المشروعات الكبرى، والتي أعلنتها المملكة على مدى السنوات الثلاث الماضية، يشير إلى أنَّ هناك عزماً فعلياً للمضي قدمًا في تنويع مصادر الدخل الاقتصادي للمملكة في المستقبل، وذلك عبر جذب الاستثمارات الأجنبية للمشروعات الضخمة.