تعليق الدراسة الحضورية في جامعة الطائف غدًا مدرب الفتح: فخور باللاعبين رغم الخسارة إنقاذ شخص علق في مرتفع جبلي بجازان الاتحاد في الصدارة.. ترتيب دوري روشن بعد الجولة الـ11 بثنائية.. الاتحاد يعبر الفتح ويتصدر دوري روشن السديس لمسؤولي وكالة المسجد النبوي: وحدوا الجهود لإثراء تجربة الزائرين سكني: العمل لا يزال قائمًا لإيداع مبالغ الدعم المسحل: نعترف بوجود أخطاء وفرصة تأهلنا للمونديال قائمة ولاء هوساوي تمزج الحداثة بعبق التراث بفن الديكولاج في بنان أبرز تجهيزات الطائرات المخصصة لنقل التوائم السيامية
تطورت رياضة الهجن في محافظة شرورة، وتحديداً وسط الربع الخالي، لتصبح رياضة تمارس وفق آلية تنظيمية تتسق مع لائحة مسابقات رياضات الهجن المعتمدة.
ولم تكن سباقات الهجن وسط الربع الخالي وليدة اللحظة، بل إرث عريق اشتهرت به قبائل صحراء الربع الخالي، لاسيما وأنها كانت بمثابة تدريبات وتهيئة الهجن للاعتماد عليها في الحروب قديماً.
وتعدّ رياضة سباق الهجن من الرياضات القديمة التي بدأت مع بزوغ العلاقة بين الإنسان والبعير، إذ تشير كتب التاريخ الموثقة لهذا النشاط أنه بدأ قبل الألف الثاني قبل الميلاد، حيث نشأت الإبل في منطقة الصحراء العربية وصحراء الجزيرة العربية، التي بدأت منذ حوالي 900 عاماً قبل الميلاد، واستخدمت الإبل آنذاك في الحروب ونقل البضائع والإنسان في الجزيرة العربية، ومعظم أنحاء شمال إفريقيا، في حين حافظ الرومان على فيلق من المحاربين الإبل للدوريات على حافة الصحراء في ذلك الزمان، إلا أنه حتى الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا، أصبحت هذه الإبل شائعة.
وعُرف عن الإبل ملاءمتها تماماً للرحلات الصحراوية الطويلة، ولقدرتها على تحمل البضائع مهما بلغ حجمها، ولأول مرة سمح بذلك في التجارة على الصحراء الكبرى.
وفي عام 1840م، جرى شحن الإبل الستة الأولى من تينيريفي إلى أديلايد في أستراليا، وكان المستكشف جون هوروكس واحداً من أوائل الناس الذبن استخدموا استخدام الجمال في جولاته الاستكشافية في المناطق الداخلية القاحلة من أستراليا خلال 1840م.
وتتميز “الإبل” إلى جانب قدرتها على التحمل، بالصبر والسرعة التي قد تصل إلى 60 – 65 كم/ الساعة، بسباقات قصيرة، فيما يمكنها المحافظة على مستوى سرعة 40 كم / الساعة. وتمارس رياضة سباق الهجن عادةً في الدول التي يمثل فيها “البعير” جزءً أساسياً في حياة أفراد مجتمعاتها، مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وكذلك في بلدان عربية أخرى على غرار ليبيا والجزائر والبحرين وعمان، وأيضاً في الدول في أوساط وجنوب وشرق قارة آسيا، مثل الهند وباكستان وبعض أقاليم الصين ومنغوليا وأستراليا.
وفي أزمنه قديمة عادةً ما كانت تقام سباقات الهجن في المواسم ذات أجواء مناسبة، وتتولى القبائل والأسر تنظيمها، لاسيما القبائل والعائلات المهتمة بتربية “الإبل” للاستفادة منها في أغراضاً عدةً، تقف على رأسها التجارة، والتفاخر والمفاخرة بها في المناسبات الاجتماعية كالأعياد، إلى جانب اتخاذها مطايا في السباقات.
وعلى المستوى المحلي، فمنذ تأسيس المملكة اعتمد الجيش السعودي على “الإبل” في الكثير من المعارك، التي خاضها الجيش لتوحيد البلاد، لاسيما مع ما اتصف به هذا الحيوان من صفات ميزته عن غيره من الحيوانات، ويكفيه في هذا الصدد أن دعا الله عباده إلى التفكر في خلق “الإبل”، قال تعالى : “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”.
ولا غرابة في عناية أهل هذه البلاد بالبعير، من منطلق الوفاء له على كريم عطاءه، فهو الذي استفادوا منه أيما استفادة، وفي مختلف الشؤون والظروف، وهم بدورهم قوم كرم وأصحاب مبادئ وقيم حميدة ورصينة، وطالما سطروا معاني الوفاء والثناء بصورٍ مختلفة وعديدة، لذا كان للمملكة في هذا الصدد الكثير من المبادرات ذات العلاقة بالعناية والاهتمام لـ “الإبل”، ومنها دعم رياضة الهجن التي تأسست منذ وقت مبكر، وأسهمت منذ عام 1393هـ (1974م) في تطوير هذا سباقات الهجن، ليحتل مكانة بارزة على مستوى السباقات في العالم.
وأشار أحد أفراد قبائل الربع الخالي العميري المنهالي إلى أن رياضات الهجن تطورت في الآونة الأخيرة في الربع الخالي ساعدها في ذلك الشغف الذي لدى أبناء الربع الخالي إلى جانب ما تتميز به الصحراء من جمال في الطبيعة التي ساهمت بشكل كبير في تهيئة ميدان الهجن ليكون علامة بارزة في كبد الصحراء لتستضيف أطيب سلالات الأبل المشاركة في الهجن.
وبين أحد ملاك الهجن ممن اعتادوا المشاركة بها في عديد السباقات عبدالعزيز الصيعري، أن المملكة تشهد نهضة سياحية وترفيهية، واهتماماً بارزاً بالتراث والأصالة، وهو ديدنها منذ الأزل، إلا أن الفترة القريبة الماضية تعيش ازدهاراً في هذا الجانب، لذا حظيت رمال الربع الخالي الذهبية بنهضة غير مسبوقة في هذا العهد الزاهر، حيث يعمل أبناء قبائل الربع الخالي على تقديم المزيد من البرامج الرياضية الحديثة والملفتة، التي يمكنها لفت نظر وانتباه واهتمام الشركات العالمية للاستثمار في هذه الطبيعة الخلابة، ما يزيد من فرص تقديم أكبر العروض في سباقات الهجن، لاسيما في مجال سباقات الهجن والرالي وتحدي رمال ثاني أكبر صحراء في الشرق الأوسط.
وأشار الصيعري إلى أنواع من سباقات الهجن، مثل (المفردة) التي تقام كل عام وتمتد إلى عامين في بعض المسابقات، إذا تنطلق وفق مسافات معينة، وتسمتر في زيادتها ورفعها تصاعدياً وبصورة تدريجية، كأن تبدأ بمسافة ١٠٠٠ متر، فـ ١٢٠٠ متر، و ١٥٠٠ متر وصولاً إلى ٢٠٠٠ متر في نهاية العام الثاني، لافتاً الانتباه إلى نوع آخر من أنواع سباق الهجن، يعرف بـ (الحقة)، وهو السباق الذي قد يمتد إلى ثلاثة أعوام، وعلى مسافات أطول بكثير من نظيرتها في سباقات (المفردة)، إذا تصل مسافات سباقات (الحقة) إلى ٤ كيلومترات.
وعن أعداد الهجن المشاركة وطبيعة الميادين المحتضنة لهذه الرياضة، أوضح الصيعري أن أعداد الهجن المشاركة تختلف من ميدان إلى آخر، مستدلاً بـ “ميدان شرورة” الذي تصل عدد الهجن المشاركة في الشوط الواحد فيه إلى ٢٠ مطية، وعلى مسافات مختلفة، الأمر الذي يحتم على المشاركين تكثيف تدريبات الهجن وبصفة يومية.
بدوره سليمان مسعد رميدان الصيعري أحد ملاك الإبل وواحد من المهتمين بهذه السباقات، استعرض أبرز مقومات المنطقة التي تجعل ميادين سباقات الهجن متميزة، إذ بدأت منذ وقت مبكر وكان دعم إمارة منطقة نجران، ومحافظة شرورة، ومجلس الفروسية في نجران، والاتحاد السعودي للهجن من أهم المحفزات التي أسهمت في وصول هذه السباقات إلى ما وصلت إليه، لذا تكاد لا تخلو ثاني أكبر صحراء في العالم، وأكبر صحراء في المملكة، ، من هذه السباقات، مشيراً إلى المعطيات ذات الإسهام في تعزيز المشاريع الرياضية في هذه الصحراء، وإمكانية إستثمار طبيعتها الجاذبة سياحياً، إذ تعد وجهة سياحية مهمة، خصوصاً لأولئك العاشقين للرمال الذهبية من السياح من خارج المملكة، لامتلاكها كنوزاً لم تكتشف حتى الآن، بجانب نظيرتها التي تضمنتها القصص التاريخية المروية عن هذه الصحراء التي عرفناها بـ “الربع الخالي”.
وقال سليمان: “رياضة الهجن إحدى أهم الرياضات الجاذبة للسياح في الوقت الراهن، برغم بساطتها إلا أن أبناء قبائل الربع الخالي طالما أثبتوا قدرتهم من خلال سباقات الهجن على جذب أنظار العالم لمشاهدتها والعروض المصاحبة لها المستمدة والمعتمدة على طبيعة وبيئة المكان.