العيبان: رؤية المملكة 2030 كرست مفهوم الحق في التنمية كجزء أصيل في برامجها ومبادراتها

الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٨:٣٨ صباحاً
العيبان: رؤية المملكة 2030 كرست مفهوم الحق في التنمية كجزء أصيل في برامجها ومبادراتها

رأس الدكتور بندر بن محمد العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان، وفد المملكة المشارك في منتدى بكين لحقوق الإنسان، واستهل العيبان مشاركته بلقاء معالي السيد / هوان كون مين، عضو المكتب السياسي والأمانة العامة للجنة المركزية وزير الإدارة الإعلامية في اللجنة المركزية الصينية، وتناول الجانبان العلاقات المميزة التي تربط المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وبحث العيبان خلال لقائه العلاقات الاستراتيجية المميزة التي تربط البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وخاصة التعاون فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان على المستويات كافة .

واستعرض رئيس هيئة حقوق الإنسان خلال لقائه مع المسؤولين الصينيين جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله في إحلال السلام العالمي وتقديم العون من أجل مكافحة الفقر ومساعدة الشعوب المحتاجة في أرجاء العالم، حيث تجاوز ما قدمته المملكة 35 مليار دولار استفادت منه 79 دولة، تصدرت اليمن الدول المستفيدة بأكثر من 13 مليار دولار.

كما استعرض الدكتور العيبان خلال لقائه جهود المملكة العربية السعودية الرامية إلى إحلال السلام والأمن الدوليين مشيراً إلى ما أنجزته المملكة العربية السعودية مؤخرا بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من إبرام اتفاقية سلام تاريخية وباعتراف أممي بين جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية ودولة إريتريا، مؤكداً أن هذه الاتفاقية تمثل عهدا جديدا من السلام وإنهاء الحروب والصراعات في القرن الإفريقي الذي يمثل استقراره أهمية للدولتين وللقارة السمراء والعالم أجمع.

من جانبه أكد معالي السيد هوان كون مين ، عمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين وأن المملكة محسودة على ما لديها من ثروات وما أسهمت به من جهود من أجل مكافحة الفقر وإحلال السلام والأمن الدوليين، وشدد على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.

بعد ذلك حضر العيبان افتتاح منتدى بكين لحقوق الإنسان وألقى كلمة قدم في مستهلها الشكر والتقدير لحكومة جمهورية الصين الشعبية الصديقة على استضافتها لهذا المنتدى الهام والذي خصص الحديث فيه حول القضاء على الفقر وخلق تنمية مشتركة لبناء مجتمع يتشارك المستقبل من اجل الإنسان.

وقال العيبان في كلمته إن مصطلح التنمية المستدامة ينطوي على وعي عميق بعلاقة الإنسان بالموارد عموما، والموارد الطبيعية بشكل خاص، كما يتضمن أبعادا دقيقة تتصل بازدياد الحاجة إلى التنمية المستدامة تزداد بشكل كبير .

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن أهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة تتركز في ضرورة القضاء على الفقر، عبر التشجيع على اتباع أنماط إنتاج واستهلاك متوازنة، دون الإفراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية.

وقال العيبان: لقد أدركت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ذلك بشكل جلي، حين طرحت مجموعة من البرامج والمبادرات وإعادة تشكيل منظومة الدعم الحكومية بما يعزز التنمية المستدامة في المملكة والتغلب على تحدياتها.

ويمكن للمتابع لمسار التنمية في المملكة العربية السعودية التأكيد أن رؤية 2030 التي أقرها مجلس الوزراء في 25 أبريل من عام 2016م تمثل أول تطبيق حقيقي وجاد لممارسة الحق في التنمية في المملكة العربية السعودية مؤكداً أن نواة هذه الرؤية انطلقت من إدراك خادم الحرمين الشريفين بأهمية التنمية المستدامة حيث أعلن يوم انطلاقتها قائلاً:

لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته ومن هذا المنطلق؛ وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا – بعون من الله وتوفيقه – أنموذجاً للعالم على جميع المستويات.

وبيّن العيبان أنه يمكن إدراك أبعاد رؤية المملكة 2030 في كلمة مهندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجل الوزراء وزير الدفاع الذي أكد فيها على أن ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله.

وأضاف العيبان: لقد خطت المملكة خطوات متسارعة ومتطورة في طريق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وتعزيز استخدامات الطاقة البديلة والمتجددة وإدخالها ضمن نمط الحياة وتطبيقاتها المتعددة باعتبارها طاقة نظيفة فكان أن أطلقت البرنامج الوطني للطاقة المتجددة والذي يعد مبادرة استراتيجية تنضوي تحت مظلة رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني، ويهدف إلى الزيادة المستدامة لحصة الطاقة المتجددة من إجمالي مصادر الطاقة في المملكة وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئـيس مجلـس الـوزراء وزيـر الدفـاع قـد وقع مع صندوق “رؤية سوفت بنك” مذكرة تفاهم لتنفيذ خطة الطاقة الشمسية 2030، التي تعد الأكبر في العالم في مجال إنتاج الطاقة الشمسية.

وأشار الدكتور العيبان إلى الجهود التي تبذلها المملكة في مجال حماية البيئة ممثلا بجهودها في تنمية الغطاء النباتي والحد من التصحر فقد سنت المملكة تشريعات وأنظمة صارمة إزاء الحد من ممارسات الاحتطاب الجائر والحفاظ على البيئة النباتية والحياة الفطرية، وقال العيبان : ليس أدل على اهتمام قيادة المملكة وجهودها في هذا الجانب من قرار إنشاء “مجلس المحميات الملكية” برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بهدف المحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية وتكاثرها وإنمائها و تنشيط السياحة البيئية.

وقال العيبان في كلمته أمام منتدى بكين لحقوق الإنسان: إن المملكة دائماً ما تؤكد -وفي إطار مفهوم تنمية رأس المال البشري أيضا -على مواصلة تعزيزها وحمايتها لجميع القضايا المتعلقة بحقوق المرأة وفقا لنصوص ومفاهيم الشريعة الإسلامية، فالمرأة السعودية شريك أساسي في عملية البناء والتنمية حيث يتماشى دورها مع دور الرجل استنادا إلى رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني لعام 2020 وبرنامج التوازن المالي، الذي يثبت الحاجة إلى تشجيع المشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل وتنمية مواهبها واستثمار طاقاتها، والإسهام في تنمية مجتمعها واقتصاد بلادها.

وأكد العيبان في كلمته أمام الحضور أن المملكة العربية السعودية باعتبارها شريكاً رئيساً وأصيلاً في منظومة حقوق الإنسان العالمية، أولت الحق في التنمية جل اهتمامها، ورسخت فكرة أن الإنسان شـريـك في التنميـة وهو المـحـور الأسـاس فيها وهـو الـذي يوجـه بـوصـلتها ويـدفـع بهـا إلى آفــاق أرحب، وقد كرست رؤية المملكة 2030 لفكرة الحق في التنمية كجزء أصيل في برامج ومبادرات الرؤية، وبدأت ضمن أهدافها المرحلية والإستراتيجية بإشراك الإنسان السعودي في الإعداد للرؤية ثم تحقيقها ومراجعة انعكاساتها التنموية من خلال عمل مؤسسي ممنهج ومنظم . مستندا إلى تعزيز العدالة والشفافية والحوكمة ومكافحة الفساد والتي حققت إنجازاً ورصيداً من الثقة في قلوب السعوديين ، أفضى إلى تعميق مفهوم مكافحة الفساد كسلوك وطني ، وهذا بدوره يصب باتجاه واقع تنموي مستدام أكثر ازدهارا وتحقيقا لمتطلبات الإنسان في شتى جوانب حياته.

وختم العيبان كلمته بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود –أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز –يحفظه الله- ماضية في العمل من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان وتوفير الحياة الكريمة لجميع من يعيش على أرض المملكة من مواطنين ومقيمين.