في زمن باتت الإنسانية على شفا جرف هار، وتغلبت المادية واستفحشت بشرورها، وتلاطمت فيه أمواج الفتن بأهل الدنيا، إلا أن يوم عرفة في المشاعر المقدسة بالمملكة لا تغيب مشاهده عن الذاكرة، حيث الإنسانية أولى اهتمامات القيادة الرشيدة لخدمة ضيوف الرحمن.
ووثقت بعثة “المواطن” الموقف العظيم ليوم عرفة والذي خصه الله تعالى بالمزيد من الفضل عن غيره من الأيام، وقبل زوال شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة استقبل آلاف الحجاج لـ القبلة منشغلين بالدعاء والذكر ، يذرفون الدموع غير مبالين بالمناخ شديد الحرارة .
واستمر حجاج بيت الله الحرام حتى زوال شمس هذا اليوم العظيم التاسع من شهر ذي الحجة وهم يعلمون أن الحج عرفة كما أخبر الرسول الكريم ملتزمين قبلتهم وواعين أن خير الدعاء دعاء يوم عرفة كما قال الرسول صلى الله علية وسلم .
ولم يغب المشهد الإنساني الآخر وما يقدمه رجال قوات الطوارئ من جهود حثيثة في تسهيل خطوات الحجاج في هذا اليوم العظيم يوم عرفة، فضلاً عن الجهات الحكومية والخدمية الأخرى والتي عملت منذ وقت مبكر على استعدادات فائقة التطور لاستقبال أكثر من 2 مليون حاج في يوم واحد، ولا تستطيع دولة أخرى حول العالم أن تستقبل هذا العدد الهائل بجنسيات مختلفة وعقول مختلفة وتعاملات مختلفة ولغات مختلفة، ولكن جهود القيادة الرشيدة الدائمة في تطوير المشاعر المقدسة استطاعت ولله الحمد أن تدير موسم الحج بكل يسر وسهولة وبخدمات وإمكانيات لا تحصى .