إغلاق جزئي لطريق الكورنيش الفرعي في جدة حتى 4 ديسمبر ضبط 6695 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع سيناريوهات قتالية في ختام مشاركة القوات المسلحة بـ السهم الثاقب خطة استباقية لسلامة قاصدي بيت الله الحرام تزامنًا مع موسم الأمطار خبراء يبحثون تطورات الطب المخبري بالرياض 22 ديسمبر حريق طائرة روسية يعلق عمليات الهبوط بمطار أنطاليا التركي تعليق الدراسة الحضورية في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام الدراسة عن بعد غدًا في مدارس الليث المدني يحذر: لا تقتربوا من تجمعات السيول لوران بلان: أهنئ اللاعبين على الفوز وبنزيما جاهز للاتفاق
يُعَدّ منصب وزير الخارجية من أهم المناصب التي تلعب دوراً مهماً ومحورياً في السياسة الخارجية الأميركية لدولة عظمى تتربع على قمة الدول الأقوى عالمياً عسكرياً واقتصادياً وتُعنى بما يحدث في العالم من أحداث ومشاكل بصفتها عضواً في مجلس الأمن ضمن الخمس دول الكبرى الراعية للأمن والسلم العالميين، ووجود وزير خارجية محنك وخبير سيؤدي إلى التسريع في حل الكثير من المشاكل والأزمات العالمية لاسيما أن الثقل الأميركي في حل القضايا الدولية له دور بارز وفعال.
وقد حفظ التاريخ كثيراً من الأسماء لرؤساء ووزراء خارجية تركوا بصمات فاعلة على مجريات الأحداث الدولية.
وفي آخر رئاستين أميركيتين وتحديداً في عهد الرئيس السابق أوباما اجتمع ضعف الرئيس ووزير خارجيته جون كيري الذي كان أداؤه الضعيف سبباً في تفاقم أزمات الشرق الأوسط مقابل قوة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وعندما جاء الرئيس الجديد لأميركا دونالد ترامب، وهو اقتصادي الخبرة والتجربة قليل الخبرة السياسية، كانت اختياراته لإدارته يطغى عليها الطابع الاقتصادي وصولاً لأهم منصب وهو وزير الخارجية الذي جاء بوزيرها ريكسون تيلرسون من معترك العمل الاقتصادي، وهو مهندس مدني عمل رئيساً تنفيذياً لشركة إكسون موبيل من عام 2006 إلى 2016. وهو تاجر ورجل أعمال له علاقات تجارية في معظم بلدان الشرق الأوسط. هذه الخلفية التجارية لتيلرسون أضعفت أداءه السياسي وأضعفت دور الولايات المتحدة الأميركية في تعاطيها مع أزمات الشرق الأوسط كأزمة اليمن وقطر وسوريا وليبيا وحزب الله والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة والاتفاق النووي الإيراني.
كل هذه الملفات فشل تيلرسون في إدارتها والتعاطي معها، بل أظهر كثيراً من الغموض والتحيز في بعضها مغلباً مصالحه الاقتصادية الخاصة على المصالح العليا لأميركا. اتضح ذلك جلياً في تعاطيه مع أزمة قطر وأزمة اليمن؛ حيث ظهر بمظهر المنظر الذي يردد المواعظ والخطب دون أن يطرح الحلول ويتجه بالأطراف لصناعة حلول. هذا الضعف والانكفاء للسياسة الخارجية الأميركية جعل السياسة الروسية والإيرانية تتغول في مشاكل المنطقة؛ ما انعكس سلباً على قرارات مجلس الأمن في التعاطي مع أزمات المنطقة، وجعل الرئيس يقوم بدور وزير الخارجية في كثير من المناسبات.
أعتقد أن إقالة تيلرسون وإبعاده عن المشهد السياسي الدولي وإيجاد وزير من خلفية سياسية استخباراتية ذات رصيد معرفي بمشاكل العالم وإدارة اللعبة السياسية الدولية من شأن هذا التوافق بين الرئيس ترامب ووزير خارجيته أن يقدم زخماً سياسياً قوياً للدفع بالسياسة الأميركية للواجهة من جديد، وتحجيم الدور الروسي الذي يسعى إلى إيجاد حلف جديد مع إيران والصين لتعطيل سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، وقد اتضح ذلك من خلال الفيتو الروسي الذي أصبح جاهزاً لكل قرار تقدمه الولايات المتحدة الأميركية في مناكفة بدت واضحة للعلن ربما تدخل العالم في حرب باردة وسباق تسلح جديد. نأمل أن يكون الوزير الجديد على مستوى الأزمات الموجودة وأن يستعين بخلفياته السابقة ويحسن اختيار الفريق الذي يعمل معه لإعادة البوصلة لمسارها الصحيح، والتعجيل بحل أزمات المنطقة التي طال أمدها وكثر فيها اللاعبون وتعددت وتقاطعت المصالح والضحية هم الشعوب المغلوب على أمرها. نتمنى ذلك ونحن ننتظر.
*محلل سياسي خبير إستراتيجي وأمني.