تفاصيل اجتماع فريق عمل مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية السعودية تتبنى 32 ألف مواصفة قياسية وظائف شاغرة في مجموعة العليان القابضة وظائف إدارية شاغرة بـ هيئة الزكاة بالأرقام.. رياض محرز يخطف الأنظار في آسيا رونالدو يقود النصر لتجاوز الغرافة بثلاثية وظائف شاغرة في شركة معادن وظائف شاغرة في هيئة عقارات الدولة الملك سلمان وولي العهد يهنئان ياماندو أورسي وظائف شاغرة لدى البنك الإسلامي للتنمية
التقى الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، مساء أمس، بحضور الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة عبدالله بن مدلج المدلج، ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للعمرة والزيارة، البالغ عددهم 200 معتمر ومعتمرة، يمثلون الدفعة الحادية عشرة للبرنامج، والقادمين من 7 دول تتمثل في طاجيكستان وقرقيزستان وكازاخستان وروسيا وأوزباكستان وأذربيجان وروسيا البيضاء، وذلك بمقر إقامتهم في مكة المكرمة.
ورحب الشيخ السديس في مستهل اللقاء بضيوف خادم الحرمين الشريفين قائلًا: أحمد الله تبارك وتعالى وأشكره على ما منّ به علينا من هذا اللقاء الماتع المبارك المتوج بشرف المكان بجوار الكعبة المشرفة والمسجد الحرام قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، ومتوج بشرف الرسالة التي نلتقي من خلالها في رحاب الأخوة الإسلامية مجسدين روح التلاحم والإخوة بين المسلمين، لافتًا إلى أن هذه اللقاءات المباركة تصب في تحقيق مصالح عظمى، ومقاصد كبرى جاءت بها هذه الشريعة الإسلامية الشاملة الكاملة في تعزيز جوانب المحبة والأخوة بين أهل الإسلام في كل وقت وفي كل آنٍ.
وأضاف: “ثم الشكر لمن كان سببًا في أمثال هذه اللقاءات المباركة وما لها من آثار عظيمة ومخرجات نافعة ومقاصد متعددة، جزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خير الجزاء وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على هذه المبادرات الرائعة، وهذه البرامج النافعة التي تجسد اهتمام قيادة هذه البلاد المباركة بالمسلمين جميعًا مهما اختلفت أقطارهم وأمصارهم ولغاتهم وألسنتهم وبيئاتهم ومجتمعاتهم يجمعهم هذا الدين العظيم والأخوة الإسلامية فيه كذلك يجمعهم تحقيق المصالح العظيمة والمقاصد الكبيرة التي جاءت بها هذه الشريعة في تحقيق المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها والحرص على الاجتماع والأخوة والوحدة الإسلامية والدينية”.
وبين فضيلته أن أمتنا الإسلامية تمر اليوم بظروف وتحديات تتمثل في خروج عن المنهج الوسطي المعتدل إلى مناهج في الغلو والتطرف والإرهاب، وفيما يقابل ذلك الانحلال من الشريعة ومن ثوابتها وقيامها ومسلماتها وقطعياتها ومحكماتها علاوة على شعارات ترفع من أعداء الإسلام وإنْ تسمَّوْا باسم المسلمين في شعاراتهم لخداع وتظليل المسلمين.
وشدد على أن هناك عداء كبيرًا هدفه تفريق كلمة المسلمين وتفتيت وحدتهم، فما أحوج المسلمين اليوم إلى الاعتصام بالكتاب والسنة والاجتماع على ما كان عليه خير القرون وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم، ومع كثرة الفرق والجماعات والتحزبات والعصبيات تأتي أخوة الإسلام ووحدة كلمتهم واجتماعهم على الكتاب والسنة.
وأوضح أنه ينبغي على المسلمين أن يحافظوا على الوحدة الداخلية واللحمة الدينية فيما بينهم فلا يشتتها حاسد ولا حاقد ولا مغرض ولا مزايد ينثروا وينشروا الشائعات المغرضة والافتراءات الكاذبة ضد أهل الإسلام، لاسيما ضد هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين التي تسعى لحل قضايا المسلمين في كل مكان وتعمل على خدمه الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن.
وأكد الشيخ السديس أن التوسعات المباركة في الحرمين الشريفين التوسعة السعودية الثالثة التي تتسع لأكثر من مليون و800 ألف مصلٍّ.
واستكمل: “وتوسعة المطاف ليتسع إلى مائة وسبعة آلاف طائف في الساعة، وتوسعة المسعى ليتسع إلى قرابة 100 ألف من الساعين، وكذلك البرامج العلمية وتوجيهية وإرشادية ومنظومة الخدمات المتكاملة المقدمة لضيوف الرحمن كلها تقدم من حكومة هذه البلاد المباركة ابتغاء لوجه الله عز وجل وسعيًا لخدمة وراحة قاصدي بيت الله الحرام”.
ولفت إلى أنه ليس هناك جهد يدخر في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وكذلك رعاية قضايا المسلمين والحرص على تأليف قلوبهم ودعوتهم في هذه البرامج النافعة برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، هذا البرنامج المتميز العظيم في أهدافه، الكبير في مقاصده، الجليل في مآثره لما يحققه من اجتماع كلمه المسلمين وتحقق الأخوة فيما بينهم، وأيضًا ليس من رأى كمن سمع حينما يأتي المسلمون ليروا في مكة المكرمة والمدينة المنورة هذه التوسعات العملاقة الاستثنائية، وهذه الخدمات الجلية في وقت يريد أعداء الدين أولًا ثم أعداء المسلمين أن يشككوا في الجهود العظيمة التي تبذلها هذه الدولة في خدمة الحرمين الشريفين.
وأفاد الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين بأن الإسلام يقوم على العقيدة الصحيحة وعلى المنهج السليم وعلى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته وحب صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم، وكذلك السير على ما سارت عليه القرون المفضلة من المنهج الصحيح قبل الفرقة والاختلافات والتحزبات على ضوء الكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الأمة والصحابة الأخيار رضي الله عنهم وأرضاهم، وهذا المنهج هو الذي انتهجته المملكة العربية السعودية وقيادتها وولاة أمرها وعلماؤها، فهم أهل قلب أهل السنة والجماعة والسائرون على منهج السلف الصالح يمدون أيديهم إلى المسلمين جميعًا بدون فرقة ولا اختلافات ولا تحزبات ولا تعصبات ولا تفرقة ولا انقسامات، وإنما يحققون هذا المبدأ الإسلامي العظيم ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى، وجميع مؤسسات الدولة ومنها وزاره الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وزاره الحج والعمرة والرئاسة العامة للشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وغيرها من الجهات التي تبذل جهودًا كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن ينطلقون من هذه المبادئ العظمى.
وأردف الشيخ السديس أن هذا الدين يقوم على منهج الوسط والاعتدال؛ فلا عنف ولا تطرف ولا جفاء ولا انهزامية ولا تحلل من الدين، وإنما اعتزاز به ووسطية واعتدال في كل المجالات يحارب الإسلام الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره، والإسلام بريء من التكفير والتفجيرات والتدميرات التي تبعث الفوضى وتهز أمن الأمم والدول والشعوب والمجتمعات، فالمملكة وبلاد العالم الإسلامي معها كله تعمل على تحقيق الأمن والسلم في أوطانها وفِي بلدانها وتحقيق الأمن والسلم الدوليين ليعيش العالم في أمن وفِي سلام وفِي تنمية وفِي رخاء وفِي دعوة إلى الخير وفِي تعزيز للمسلمات والمشتركات والقواسم المشتركة بين الحضارات كما قال الله (عز وجل): {يأيها الناس إنَّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنما أكرمكم عند الله اتقاكم}.
وأكد أن أعداء الإسلام وخصوم الشريعة أخطر ما يبثون بين المسلمين الفرقة والانقسامات وخرق الصف الإسلامي من داخله، وكذلك بث الشائعات المغرضة والافتراءات الكاذبة ضد البلاد الإسلامية وضد المسلمين، لاسيما في هذه البلاد في خدمتها للحرمين الشريفين وجهودها المباركة في إعمار وتوسعة الحرمين الشريفين وتحقيق منظومة الخدمات المتكاملة فيهما، محذرًا من الالتفات إلى مثل هذه الدعوات المظللة وهذه المواقع المحرضة والداعية إلى الفتنة وبث الفرقة والانقسامات والتصنيفات بين المسلمين.
وشدد على ضرورة فهم رسالة الإسلام الصحيحة بعد أن شوّه الإسلام من طرفين جراه عن منهج الوسط والاعتدال إلى الغلو والتطرف والإرهاب أو إلى الانحلال والتميع والانهزامية والذوبان والتخلي عن محكمات الشريعة والنظر إلى النموذج المشرَف عن المسلم في عقيدته في قيمه في إعلاء القيم والأخلاق.