القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بـ التربيع الأخير فما هو؟ نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر
ظلت الفتاة السعودية ردحًا من الدهر غائبة عن المشهد الرياضي في المملكة, وسط مبررات متفاوتة يراها البعض فيسيولوجية من جانب, ويراها آخرون اجتماعية ذات علاقة بالعادات والتقاليد من جانب آخر, وأيًا تكن الأسباب خلف غياب المرأة إلا أن ذلك الغياب بات جزءًا من الماضي, وانقلب رأسًا على عقب, ليتحوّل إلى حضور لافت يدعو إلى المكوث عنده ومحاولة قراءة تشكله وتمظهره.
“المواطن” ترصد أبرز الآليات والدوافع التي جعلت من الفتاة السعودية تتسلل إلى عالم كرة القدم في الآونة الأخيرة, وتزاحم الرجل في شغفها بالأندية, وعشقها للكيانات الرياضية, حتى لم يعد بينها وبين المشجع الذكر أي علامات فارقة.
– غياب الهويّة خلف اسم مستعار:
الكتابة وحدها هي التي تحدد موقف المتلقي من المكتوب لا جنس كاتبه أو انتمائه القبلي أو العرقي, هذا ما تفرضه الأسماء المستعارة في فضاء الإنترنت, وبذلك تفرض جانبًا من جوانب المساواة بين الجنسين فيما يتعلّق بالقضايا المطروحة, لذا وجدت الفتاة السعودية من خلال ذلك الحجاب الإلكتروني سبيلاً لأن تكسر القيد الاجتماعي, وتهتف بالكتابة كما تشاء دون أن يُسمع صوتها أو تُعرف هويتها, وهذا سهّل عملية تجاوزها التدريجي لحُرمة مزاحمة الشاب في هواية كرة القدم, خصوصًا في مراحل التشجيع الأولى التي غالبًا ما تواجه رفضًا عنيفًا, لكنها الآن تجاوزت تلك المرحلة بسلام, وبدأ المجتمع يتكيف مع وجود فتاة محبة لكيان رياضي.
– الانتماء الوجداني المفقود “الحُب المشترك”:
تظل المرأة وفق الدراسات البيولوجية أحوج للانتماء الوجداني من الرجل, لذا تبقى الفتاة بأمس الحاجة إلى “حُب مشترك” يتضمن غيرة جماعية على محبوب واحد, يختلف بالضرورة عن المحبوب الرجل الذي لا ترضى بأن يشاركها معه أحد, ومن هذا المنطلق تلجأ الفتاة إلى البحث عن مشترك وجداني مع جماعة كبيرة من الناس لتحقق ذلك الانتماء المفقود لديها, وهذا ما يجعل بعض الفتيات يصلن في تشجيعهن لكرة القدم حد الهوس, ولا يعتبر ذلك أمرًا سلبيًا- وفق الجانب العلمي على أقل تقدير-, فهو يُعد حاجة نفسيّة تتطلبها مراحل عمرية محددة لدى الفتاة.
– المنع أنتج المدرجات الإلكترونية:
إن كانت المقاعد في الملاعب مخصصة للذكور فحسب, فإن الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي باتت مقاعد إلكترونيّة لمدرجات تحضر فيها الفتيات السعوديات ليس للتشجيع فحسب, بل لتنفس كرة القدم وجعلها أحد أبرز الاهتمامات اليومية, لذلك أوجد المنع من الحضور للمدرج الواقعي مدرجًا آخر هو أكثر تأثيرًا وقوّة من سابقه, ولعل المدرج الإلكتروني هو من جعل الرياضيين يلحظون تسلل العنصر النسائي السعودي إلى عالم كرة القدم, وحقيقة لا سبيل لمنع ذلك المدرج, وسيظل مفتوحًا إلى الأبد وليس حكرًا على الرجال.
– التشجيع بوصفه سمة للتحضّر:
الفتاة عادة ما تبحث عن الطرق التي تجعل منها امرأة عصريّة, لذا تطارد آخر صيحات الموضة, ويتبدل مظهرها باستمرار, من قصّات الشعر إلى طرق تقليم الأظافر, وهذا التحرك السريع نحو كل ما هو جديد, جعل من تشجيع كرة القدم سمة تحضّر لديهن, وباتت فتاة القرن الواحد والعشرين منفتحة على هذه الرياضة, ولها نادٍ تتعصب من أجله, وأحيانًا لا تحضر إلى العمل أو المدرسة عندما يخسر, وهذا جزء من تحوّل القيم من جيل إلى آخر, وربما يعتبره البعض سمة سلبية, إلا أنه واقع ملموس, ومن الصعب السيطرة عليه, خصوصًا أنه يحدث فجأة ويحظى بتأييد جماعي في مدة وجيزة.