كانت حلقة برنامج “لماذا ” عن سوق الرقية والطب البديل ،جديدة في تركيز العدسة على ما يفعله بعض الرقاة والمعالجين الشعبيين من تشفير المريض المسكين ، واستغلال ضعفه ومرضه بشق جيبه لتصل أمواله مباشرة ليد من يعالج باسم الدين والقرآن ، في مخالفة صريحة لما جاءت به السنة النبوية الكريمة من واجب الرفق بالمريض ومراعاة حالته الصحية ، وأخذ مبلغ بسيط فقط مقابل الرقية ، وليس مبلغا يستغني به المعالج عن التقديم على أرض وقرض وإسكان! فالصحابي أبي سعيد الخدري الذي أتى النبي عليه الصلاة والسلام وأخبره بأخذه أجر الرقية لم يجعلها حرفة له بعد ما أكد النبي عليه الصلاة والسلام فعله .
ما نريد المرور عليه هو ضرورة تنظيم أوضاع المعالجين بالرقية والطب البديل بشكل محكم أكثر يضيق الخناق على المتردية والنطحية ممن يعرف الرقية لسانا وليس بعمله ، أو ممن امتهن العلاج الشعبي بعد ما تابع كم حلقة من دكتور اوز ويبهر ويملح من عنده الباقي ، والضحية المريض الذي يكون في الغالب قد ضيق عليه المرض فرصة البحث الطويل والانتظار في أروقة المستشفيات ، ويريد فقط ليس طوق نجاة ، ولكن مجرد سراب يتعلق ليخف ألمه .
كانت اقتراحات الشيخ عيسى الشمري في البرنامج ملخصا لنقاط حاسمة ربما لو طبقت بشكل أو آخر لأطبقت على صدور من أفرط في شفط جيب المريض أو مارس هواية غسيل المخ عليه ، وأيضا كانا ضيفا الحلقة المعالج عبد العزيز المعيوف وأستاذه زهرة معبي نقطة إضاءة جميلة في الحلقة باقتراحات مشرقة ربما تحقق الهدف المنشود من العلاج ومساعدة الناس لا تحميلهم عبئا ووجعا فوق ما يقاسونه من ألم أو علل، لا نستطيع منع الرقية لأنها في صميم ديننا وأكيدة بعلاج مرضانا ، ولا نستطيع تجفيف منابع من يمارسون العلاج البديل ، لأنها ثقافة الشعوب العودة للطبيعة ، لذا إذا وجدنا قوما يحافظون على ورقة مواعيد المستشفى ، أو يقشعر جلده بمجرد سماع الرقية بدون سبب ، فقد لا نلومه ، فربما قاسى الأمرين منها ، واضطر أن يحجز موعد في عيادة التجميل أو النفسية.