تعرف على حامل الراية السعودية في فلسطين ضد الصهاينة

الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١:٠٠ صباحاً
تعرف على حامل الراية السعودية في فلسطين ضد الصهاينة

هبّت وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، خلال الأيام الماضية، للذود عن مواقف بلادها وملوكها المشهودة مع القضية الفلسطينية من بدايتها وحتى يومنا الحاضر.

ويأتي ذلك ردًّا على بعض الأفاكين والمرتزقة والذين ما انفكوا من بث إساءاتهم وتشكيكهم بالمواقف السعودية مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية عمومًا، وكان من أقوى ما تم استعراضه لإخراس هؤلاء المأجورين ومن خلفهم مشاركة الجيش السعودي الرسمي والجهاد التطوعي في حرب فلسطين عام 1948م، والتي تذكر الروايات والمراجع التاريخية بأن خسائر الجيش السعودي قد تجاوزت الـ173 شهيدًا تخضبت دماؤهم الطاهرة بثرى الأراضي الفلسطينية ما بين ضباط وأفراد.

المواطن” هنا تحاول التذكير بسيرة أحد الجنود الشرفاء الأبطال من الجيش السعودي المشارك في حرب فلسطين ضد اليهود عام 1948، والذي عرف واشتهر بلقب “حامل الراية السعودية في فلسطين” وهو البطل علي بن سلمان الشهري- رحمه الله- والذي قارع مع زملائه الأشاوس الصهاينة المغتصبين وأذاقوهم الأمرَّيْن بشهادة اليهود أنفسهم.

وتبدأ قصة الرجل كما رواها بنفسه في حوار نادر، حصلت عليه “المواطن” من كتاب “الجيش السعودي في حرب فلسطين” لمؤلفه محمد بن ناصر الأسمري، ومن خلال فصل جاء تحت عنوان “شهادة الضابط المشارك في حرب فلسطين” العميد ركن متقاعــد علي بن سلمان الشهري بتاريخ 24/ 1/ 1422هـ.

يقول البطل: عندما أصدر الملك عبدالعزيز- رحمه الله- أوامره بمشاركة القوات السعودية مع الجيوش العربية عام 1367هـ كنت أثناءها ضابط صف وأتتنا الأوامر بالتوجه من الطائف إلى جدة، وبالفعل غادرت مع السرية التي كنت فيها والتي كان قائدها العميد لاحقًا: عبدالله الفرج البريكان. وبعد وصولنا جدة بقينا عدة أيام للتدريب إلى أن أمر القائد المعين العقيد: سعيد الكردي- رحمه الله- بسفر المشاة جوًّا، وشحن الأسلحة والمعدات بحرًا في الباخرة.

وصلنا إلى السويس ومنها توجهنا بالقطار إلى غزة ودخلنها وسط نيران الأسلحة المكثفة وبالكاد استطعنا أن نأخذ موقعنا الذي حددته القيادة المصرية، وبسبب عدم معرفتنا بالأرض التي نحارب عليها وطريقة العدو، لاقينا مصاعب جمة، علاوةً على أن مفهومنا للحرب كان متوقفًا على مواجهة العدو والانقضاض عليه، ولم نكن نعرف المجابهة من خلال الخنادق والتكتيك القتالي المناسب، وهذا سبب علينا خسائر كبيرة بالأرواح، وفي ذلك الوقت اشتركنا في معركة- بيرون إسحاق- وهي من أعنف وأشرس المعارك نظرًا لشدة تحصينها المعقد، ومع ذلك اخترقنا واقتحمنا تلك المستعمرة وكنت حاملًا لعلم التوحيد، وما زلت أخترق في عمق العدو حتى تقدمت لرفعه على موقع المستعمرة بعد اقتحامها. وفي هذه الأثناء انهمر علينا وابل من الرصاص، واستشهد على إثره أكثر من 25 فردًا، وكان السبب في هذا عدم دقة التنسيق مع الجيش المصري حيث كانت خطة القتال والاقتحام قد قسمت إلى قسمين القسم الأول: الفرقة السعودية

والقسم الثاني: الفرقة المصرية.

تعثر المصريون في اقتحام المستعمرة، بينما تمكنت القوة السعودية من اقتحام الحصون بسرعة خاطفة، وحدث ارتباك كبير حينما وصلت الطلقات إلينا وكان اليهود في المقابل صامتون أثناء تقدم قواتنا، وحينما تم الاقتحام انهمر علينا الرصاص كالمطر وحينها أصبت إصابة بالغة لا زلت أعاني منها إلى اليوم وجاءت في فخذي الأيسر بعمق يزيد على 15 سم، وقبل أن أفقد الوعي سلمت العلم إلى الضابط محمود عبدالهادي، وتمكن زملائي من سحبي من ميدان القتال وأرسلت للعلاج في غزة، وقرر الطبيب بتر رجلي المصابة، ولكن الله منع ذلك حين زارني قائد القوات سعيد الكردي- رحمه الله- وأمر بنقلي فورًا للعلاج في القاهرة، وفي حينه أصدر أمره بمنع بتر رجل أي مجاهد من قوات الجيش السعودي يصاب لاحقًا، وقد بقيت في المستشفى عامًا، وكنت أتشوق وعلى أحر من الجمر إلى العودة للقتال، ولكن أمر الله جاء خلاف ذلك، وحين وصل الأمير منصور بن عبدالعزيز- رحمه الله- إلى مصر زارني وأمر بنقلي إلى جدة بالطائرة ومرافقة طبيب معي وكذا ضابط الاتصال أمين شاكر، وواصلت علاجي في جدة ثم أمر بإرسالي إلى الرياض للعلاج، وبقيت مدة عامين وعدت بعدها إلى الطائف، وعند استعراض الأمير منصور للقوات في الطائف كنت من الأوائل في الصف الأول بعكازتي وجاء إلي- رحمه الله- وسلم علي ثم سألني عن علاجي وشاهد جرحي، فأبلغته أن هذه هي حالتي وربما لن أبقى في الخدمة العسكرية. وحينها أمر سموه في الحال رئيس الأركان محسن الشريف بتعييني مديرًا على السجون العسكرية بالطائف مع استمرار ترقيتي كالمعتاد، وقد بقيت وترقيت حتى وصلت إلى رتبة عميد ومن ثم تقاعدت.

وأضاف ابن سلمان: شاركت قواتنا في معارك حاسمة وأبلت بلاءً حسنًا وأظهرت من الشجاعة والصمود ما يرفع الرأس.

يذكر أن ابن سلمان كان قد حصل على وثيقة تزكية خطية من القائد- البريكان- تثبت شجاعته وبلاءه الحسن في اقتحام حصون الصهاينة وكذلك في بيت لاهيا- وبيت جبرين- وعراق سويدان- والمنشية- ودير سنيد- والحليقات- وبيرون إسحاق- والمجدل- وغزة- وخان يونس- ودير البلح- وتبة الخيش.

وكان البطل ابن سلمان قد انتقل إلى جوار ربه في عام 1426هـ بمدينة الطائف (رحمه الله).

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • غير معروف

    طيب

  • غير معروف

    رحمه الله ورحم اموت المسلمين اجمعين .
    انها لشهادة حق وقطع دابر كل باطل .
    اسال الله العظيم ان ينصر الامه الاسلامية ويعيد عليها مجدها وعزاه لرفع راية التوحيد خفقه . انه القادر على ذلك .

  • أمين

    الشعب الفلسطيني لا ينسى و لن ينسى ما تقدمه المملكة الحبيبة حكومة و شعبا من دعم كبير للقضية الفلسطينية.
    و لا مكان للمشككين من الصهاينة و أذنابهم ممن يسعون لزرع الفرقة بين الأشقاء.
    وقد أطلق الفلسطينيون اسم بطل حرب الـ 48 السعودي فهد المارك على مدخل مدينة طولكرم الجنوبي تقديراً لشجاعته .

  • عزيز النفس الخالد

    والدي ( سعيد الخالد السديري )رحمه الله أحد المشاركين في حرب رمضان ( الأيام السبعة )ولدي أحد الغنائم لتلك الحرب حسب إفادته في رواياته رحمه الله وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال.