بالصور.. عشاق الخيول يتحدثون إلى “المواطن” عن الجمال والشغف والمعاناة

شباب في زمان التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي ولكنهم جعلوها هوايتهم المفضلة، ويجوبون مناطق العالم المختلفة باحثين عن عشق لا ينتهي.. كيف لا وقد سكنهم حب الخيول العربية وتربعت في وجدانهم وجعلتهم يتركون خلفهم حياة أخرى.

“إسطبلات” تجمع الجمال والعشق والحب والشغف ومعاناة لا تنتهي.. وفي عروس البحر الأحمر  يتجمع عدد كبير من عشاق الخيول العربية، عملًا بالحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم “ما مِن فَرَسٍ عَرَبيٍّ، إلَّا يؤذَنُ لَه عندَ كلِّ سَحَرٍ بدَعوَتينِ: اللَّهُمَّ خوَّلتَني مَن خوَّلتَني مِن بني آدمَ، وجعلتَني لَه، فاجعَلني أحَبَّ أَهلِهِ ومالِهِ إليهِ، أو مِن أحبِّ مالِهِ وأَهلِهِ إليهِ”.
“المواطن” توجهت لنقطة ولمكان بداية لعشاق الخيول العربية الأصيلة وحاورت عددا من عشاق الخيل المحبين لها المنفقين عليها الغالي والنفيس حبًا لها وكرامةً لهذا المخلوق الجميل لتكشف في تقريرها هذا العشق الذي يدور بداخلهم مقدمين أرضًا لمرابطهم الخاصة فتجدهم من وقت لآخر يجتمعون بخيولهم يركضون بها ويخاطبونها ويعاتبونها ليس قصرًا ولكن حبًا وعشقًا لها مدركين أن الخيل التي على ظهورها وُحدت هذه البلاد على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مؤكدين أن من تحدث في السابق بالشعر العربي في حب الخيل إنما هو حقيقة.

قد يهمّك أيضاً

إحصائية.. نسب المتعطلات عن العمل والكليات المتخرجات منها

التحالف: قادة حوثيون مسؤولون عن إطلاق الصواريخ البالستية واستهداف المدنيين قتلوا بصعدة...

أحِبُّوا الخيلَ واصطَبروا عليها … فإن العز فيها والجَمَالا
إذا ما الخيل ضيّعها أناس … ضممناها فشاركت العيالا
نُقـــــاسِمــُها المعـيشةَ كلَّ يـوم … ونُلبِـسُهـا البراقعَ والجِلالا

وكـباقي المرابط التي تكثر بالقرب من قرية مرسال شمالي عروس البحر الأحمر  التقت “المواطن” أحد ملاك الخيل العربية وهما الأخوان عبدالرحمن و حمد ابنا عويد المالكي اللذان أكدا أن بداية عشقهما للخيل العربية الأصيلة يعود لأكثر من 10 سنوات وذلك بشرائها ومن ثم بدء ذلك العشق ينمو شيئًا شيئًا إلى أن قاما بإنشاء مربط المجد للخيل العربية الأصيلة والذي أصبح اليوم يضم نخبة من أجمل وأعرق الخيل العربية الأصيلة.

ولفتا إلى أن هذه الخيل عشقها ليس له حدود، فهي ذلك الحيوان الذي أعزه الله وأوصانا بتربيته رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وحرص العرب من سالف الزمان على اقتنائها ورعايتها.

وقال عبدالرحمن المالكي “الحمد لله الذي أكرمنا بتربية هذه الخيل، فهي تأخذ منا جُل وقتنا للاهتمام والرعاية بها، حيث إننا وبشكل يوم نأتي المربط لركوبها ومشاهدتها والعناية بها، وزيارة المرابط المجاورة لمشاهدة الإنتاجات ومشاركة الإخوان والجيران لمناقشة ما هو مفيد ومتغير في الساحة، حيث إن منطقتنا تضم العديد من المرابط الخاصة بالخيل العربية الأصيلة والتي لها باع طويل في إنتاج وإيواء الخيل العربية الأصيلة ومن أفضل السلالات”.

طريقة الحصول على الخيل العربية:

وأوضح المالكي أن هناك مزادات تقام للخيل العربية الأصيلة في العديد من المرابط المشهورة في المملكة ونحن هنا نقيم مزادات موسمية لهذه الخيل سواء من إنتاجنا أو إنتاج المرابط والمزارع أو أحد المربين بحيث إننا همزة الوصل بين البائع والمشتري فتقوم لجنة المزاد  باختيار هذه الخيل بعدد محدود تبعاً لجودتها وندرة سلالتها ويتم تحديد موعد المزاد وتاريخه والإعلان عنه وعن الشروط وطرق التواصل في الصحف ووسائل السوشيل ميديا.

الإجراءات الخاصة بالخيل وطرق تسجيلها:

وتحدث محمد المالكي وقال إن مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بـ ديراب هو الجهة المسؤولة في المملكة العربية السعودية  لتسجيل وإثبات نسب الخيل العربية الأصيلة وإصدار شهادات وجوازات الخيل، مبينًا أن عملية تسجيل نسب الخيل مهم جدًا كما ان  المركز يقوم بتقديم خدمات عديدة للخيل وملاك الخيل مثل طلبات تصدير واستيراد الخيل من وإلى المملكة، وتقديم دورات تدريبية للملاك للتعريف بطرق العناية بالخيل وطرق إعلافها والعناية البيطرية بها.

ولفت إلى أن المركز يقيم بطولات الجمال للخيل العربية الأصيلة ومتابعتها والإشراف عليها في جميع مناطق المملكة وبالإضافة إلى العديد من الخدمات التي تخص الخيل وما يتعلق بتربيتها.

الرعاية والاهتمام بالخيل والأمراض التي تصيبها:

وكون  الخيل كمثل أي كائن حي ،فهي عرضة للأمراض والتعب ويطرأ على الخيل أمراض عديدة منها ما يقومون بعلاجه بأنفسهم سواء بالطرق الشعبية أو باستخدام الأدوية والعلاجات الخاصة والتي عرفوها مع الوقت والخبرة وهناك أمثلة على هذه الأمراض مثل (المغص) والذي يسبب موت الحصان إذا لم يتم علاجه بالطريقة الصحيحة والذي يستلزم تدخلا جراحيا في بعض الأحيان و”الحمرة” وهو مرض يصيب الخيل في أقدامها مما يتسبب بعدم مقدرة الجواد على الحركة، والعديد من الأمراض الأخرى.

وأردف المالكي أنه لعدم وجود مستشفى خاص بالخيل في منطقة مكة المكرمة، فانهم يضطرون لإرسالها للمستشفى الوحيد في المملكة والذي يقع في مدينة الرياض مما يسبب معاناة للخيل ولملاكها وذلك لبعد المسافة وفي بعض الأحيان يفقدونها وهي أعز ما يملكون بسبب طول المسافة ما بين مكة المكرمة والرياض.

قلة المعالجين في مكة المكرمة:

وأشار المالكي إلى أن هناك قلة في عدد الأطباء البيطريين في منطقة مكة المكرمة عامة وفي مدينة جـدة خاصة حيث يبلغ عددهم فقط 2-3 أطباء بيطريين بجهود فردية والذي يشكل عبئًا ثقيلًا على ملاك هذا الكائن الجميل ويقسم ظهرهم، مطالبًا الجهات المختصة متمثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة بتوفير مستشفى خاص بالخيل العربية الأصيلة يخدم هذه الخيل والتي هي أساس لتوحيد هذه البلاد، كون نقلها إلى مدينة الرياض للعلاج يشكل عبئاً ثقيلاً عليهم ويعرضهم لفقدانها وموتها.

تكلفة الإنتاج والتلقيح:  

وتحدث المالكي عن  إنتاج الخيل العربية الأصيلة وطرق التلقيح قائلا ، هناك طريقتان لتلقيح الأفراس وهي الطريقة المباشرة ( fresh semen’s) وتكون بوجود الفحل في المربط أو إرسال الفرس إلى المربط الذي يتواجد فيه الفحل والطريقة الأخرى وهي عن طريق استخدام السائل المنوي المجمد (frozen semen’s)، والذي يمكن استيراده من أميركا ودول أوروبا وبأسعار مختلفة تبدأ تقريبا بـ 5000 آلاف دولار وصولًا إلى 30,000 ألف دولار تبعًا لجودة الفحل وإنتاجه وسجل مشاركاته في بطولات الجمال حيث تساهم هذه الطرق  في تحسين الإنتاج وجودته والآن والحمد لله أصبحت الخيل وإنتاجها في بلادنا ذات جوده عالية جدًا مما أوصلها للبطولات العالمية.

بطولات الجمال للخيل العربية الأصيلة:

وصرح محمد المالكي بأن بطولات الجمال في المملكة  تقام بإشراف كامل من مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة ، وهناك بطولات في كل من الرياض وجدة والأحساء والقصيم والطائف ، وهم بصدد إضافة بعض البطولات في بعض المدن  وبين المالكي أنه على الرغم من إقامة هذه البطولات ولكنها وللأسف تفتقد للدعم المالي والمعنوي، مطالبًا الجهات المختصة والشركات دعم مثل هذه البطولات للحفاظ على جمال وجدودة الخيل العربية، خصوصًا بعد توجه الكثير من أبناء هذا الوطن لاقتناء هذه الخيل والاعتناء بها.

طُرق التحكيم في البطولات:

وتحدث المربي والحكم الدولي ماجد بن عبدالله المحياوي عن طرق التحكيم، وأوضح أنه يتم تحكيم الخيل العربية في بطولات الجمال بحيث تقسيمها على فئات كل فئة تحكم على حدة ابتداء بفئة المهرات عمر سنة ثم المهرات عمر سنتين ثم ثلاث سنوات وبعد ذلك الأمهار عمر سنة ثم سنتين ثم ثلاث سنوات وبعد ذلك الأفراس عمر 4-6 سنوات ثم 7-9 سنوات ثم 10 سنوات وأكثر وأخيراً الفحول عمر 4-6 سنوات ثم عمر 7-9 سنوات ثم 10 سنوات فأكثر ويتأهل من كل فئة الأول والثاني للبطولة النهائية وهي البطلة أو البطل الذهبي والفضي والبرونزي ويتم تحكيم هذه الفئات من قبل 4-5 حكام ميدانياً وكل حكم يمنح الجواد من 1-20 درجة لكل من :

• النوع .
• الجسم وخط الظهر .
• الرأس والرقبة .
• القوائم .
• الحركة .

شروط المشاركات في البطولات المحلية و الدولية:

وتحدث المدرب والعارض نبيل الصبحي، وأوضح أنه يلزم للدخول والمشاركة في بطولات الجمال اكتمال جمال الجواد من حيث التركيب الجسماني وطول الرقبة وجمال الرأس واعتدال قوائمه والحركة الجميلة مما يمكن الجواد لتحقيق درجات عالية وتأهله للنهائيات مما يلزم المالك بالإعداد الجيد من حيث إعطاء الجواد الفيتامينات اللازمة والأكل الجيد والتشغيل  والتدريب.