تعليق الدراسة الحضورية اليوم في جامعة القصيم الأعاصير لا تحدث إلا في أزمنتها سجن 5 صنّاع محتوى بتهمة خدش الحياء والتجاهر الفاحش في تونس الدراسة عن بُعد في جامعة الطائف غدًا الأربعاء عبدالعزيز بن سلمان: جاهزون لتصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين الأخضر بأي حجم كان بيولي: لم أفكر في الهلال وهذا سبب الخسارة اليوم غرامة تصل لمليون ريال حال تصوير الأشخاص من خلال مقرات العمل 55 مباراة محلية لـ الهلال دون خسارة الفيحاء يصعد لربع نهائي كأس الملك الشيخ المطلق: احذروا أنصاف المتعلمين
هذه العبارة مرض يستشري في واقعنا ، ينبغي أن نبذل قصارى الجهد لعلاجه ، والوقاية منه .
{ ليس أنا } ليست عبارة تقال ، ولكنها تطبق في الحياة بشكل مخيف ؛ لأنها تمارس دينا ودنيا ، تمارس اجتماعيا وسياسيا ، { ليس أنا } يطبقها ليس الأكثر فحسب بل نستطيع أن نقول يطبقها الجميع إلا ما ندر ، { وقليل ما هم } .
فلننظر بأمثلة يسيرة لتطبيق { ليس أنا } في الواقع ، ولنبدأ بواقع اجتماعي مشاهد ، حين يقود بعضنا سيارته ثم يرى ذلك السائق المتهور يقود سيارته بسرعة لا يراعي فيها موقعه ولا من حوله ولا ظروف الطريق ، فأين ترون { ليس أنا } في هذا ؟ إنه يطبقها بحرفية تامة ، فلو ظن أنه ربما كان هو لما فعل ذلك ، بمعنى آخر : هو يعلم أن كثيرا من ضحايا السرعة في المستشفيات يعانون الكسور والإصابات ، وبعضهم يستعصي علاجه أو يطول ، فمنهم من يعاني الإعاقة والشلل النصفي أو الرباعي ، وكثير منهم يرقد في المقابر ، لو ظن أنه ربما كان هو لاعتبر وما تهور ، لكنه مقتنع تماما أن الحادث لن يقع ، ولو وقع فليس هو من سيصاب فيه ، أو يموت ! هو مقتنع تماما أنه سيصل سالما معافى ، ربما حصل ذلك مرارا ، وهذا ما جعله يظن أن القضية ستستمر معه ، وسيصاب كثيرون ، لكن ليس هو ، فهو في قرارة نفسه يقول : { ليس أنا } هو ابن جيراننا ، أو من لا أعرفه أصلا ، وربما رأى حادثا فاستعاذ وحوقل ودعا لكنه ما لبث أن زادت قناعته بما استقر في نفسه { ليس أنا } .
{ ليس أنا } نراها تطبق في حياتنا الدينية ، بمثال قريب جدا، فالكل يسمع الخطيب والواعظ يذكره بالموت وينصحه برد المظالم والتخلص من آفات اللسان وغير ذلك ، لكن الواضح أن الكل يقول في نفسه ليس أنا ، هو فلان يكثر الغيبة ، وفلان يظلم عماله ، وفلان يسيء معاملة زوجه وأولاده ، وذاك قد أكل مال اليتيم ، وهذا المسؤول قد ضيع الأمانة ، وهلم جرا ، وستجد في النهاية أنه أخرج نفسه من أي تبعة مما قيل أو قد يقال ، بالحجة الثابتة في أعماق عقله الباطن { ليس أنا } .
هو يظن أن المصائب ستتعداه ، وسيبقى هو من يرويها ، ويحدث عنها ، وعن إخوة له مضوا ، وأصحاب له قضوا ، ولم يفكر يوما أن كل واحد منهم كان يقول لنفسه { ليس أنا } . وكل من مضى وقضى كان يظن أن ليس هو من سيمضي ويقضي !
كل يؤمن ، ويعبر عما يؤمن به بلسان الحال { ليس أنا } المعني بالفساد ، و{ ليس أنا } المقصود بالاتهام ، و{ ليس أنا } المشوه للطريق ، و{ ليس أنا } الذي ضيع الحقوق ، ولم يؤد الواجبات ، كل خطيئة في الأرض هم فعلوها ، و{ ليس أنا } .
وهذا الأمر من الواضح أن السياسيين يستخدمونه بإفراط ، لكن القلم يعجز هنا عن السيلان ليثبته واقعا ، هو يعرف الواقع ، وشرحه مشاهد ، والأمثلة عليه كثيرة ، لكن التصريح به يجعل المرء يقتنع بأن الأفضل في هذه الحالات فعلا أن يرمي بالتبعة على غيره ، ولا يتصدى بنفسه ويمكن بكل أريحية ليسلم أن يقول { ليس أنا } !
يزيد
مقال رائع جدا
محمد فهد
لا “لست انا بعد اليوم” و لكن ستكون “انا المقصود”
محمد حمد
هذا المقال رائع جدا ومعظم مقالات الشيخ عادل تكون في صميم الحقيقة ومثل ما قال محمد فهد لست أنا بعد اليوم ولكن ستكون (أنا المقصود)