يوم مجيد

الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧ الساعة ١٠:٤٥ صباحاً
يوم مجيد

اليوم الأول من برج الميزان من كل سنة هجرية، لم يكن يوماً عادياً في بال التاريخ .

برقٌ أومضَ من عارضة نجد..

فأضاءت له سماوات الحجاز .

ونسيم مرّ فأشعل الحنين في صدور الرجال المخلصين الذين أحبوا هذه الأرض وصانوها..

يوم صبيحته خيرٌ وبركةٌ ، ومساؤه محفوف بغمامِ الوصلِ والأمن والتوحيد..

أُمّنت السبل

واستقامت الطرق

وتهيأت أسباب الاستقرار

وتنادى الناس ” هذا يومٌ يعيد الله فيه لهذه الجزيرة أمنها وسيادتها لينعم أهلها بالحياة الكريمة ” .

في كل عام تُطلّ ذكرى قيام واستقرار هذا الكيان العظيم …

وتتعمق فيه ذكرى المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وما قام به بصحبة الرجال المخلصين الذين حداهم شوق كبير وإيمان راسخ لبناء دولة خالدة بدستورها ومنهاجها وعزيمة أبنائها ..

إنها بلادنا، المملكة العربية السعودية ..

بلادنا الأشدّ وضوحًا من مطلع ِ الفجرْ

وأنقى من روض ٍ يضَاحِكـُه الوبل

وأرقّ من دمعِ الغمامِ هلت أطيافـُه

ومن الربيع أزهرت أريافـُهْ…

وها هي الذكرى السابعة والثمانون..

تعود علينا لنقيس مسافات النور بين ما حققناه وما رسمناه لمستقبلنا ..

تعود علينا ونحن متسلحون بالعلم والمعرفة والوعي والسلام

تعود هذا العام على وجه الخصوص وقد حملنا بأيدينا مشعل رؤية مباركة، سهر لتعزيزها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وحمَل عُودَها ولي عهده الأمين، الذي أصبح مضرب مثل الطموح والعزيمة والبناء، والتف حوله أبناء الوطن كافة، يباركون الرؤية، ويستلهمون الخطى، ويحملون الإصرار على تحقيق النجاح فيها ..

من أجل هذه الأرض الطيبة، ولأجل مستقبل أجيالنا الواعدة..

تعود هذه الذكرى ونحن كسعوديين..كنا ولا زلنا نمد كفوف السلام والمحبة للعالم

نقول للدنيا بأسرها؛ نحن صنّاع حضارة، ورسُل مودة، وأيدٍ تبني ولا تهدم

وكسعوديين..نحارب كل دعوة إلى العنف والتطرف والإرهاب..

ونعتصم بحبل الله جميعاً لنبذ التفرق والاختلاف والطائفية .

نقدم أرواحنا في سبيل أمن وطننا وحفظ مقدساته..

ونزف شهداءنا الصادقين ليعطروا بدمائهم حدود بلادنا الغالية .

إنه يوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر..يومنا الوطني المجيد

ولئن سار الآباء والأجداد على العهد والبناء..

ها هم الأبناء من جديد؛ على سيرة النور، وفي مواكب العطاء، يبنون ولا يتوقفون..

يمضون ولا يلتفتون..

وها هي منجزاتهم في التقدم والتطور والوعي تتحدث عنهم بأفصح لسان..

وتنصفهم في نظر المجتمعات الدولية التي تعرف معنى التقدم والتغيير..

وستشهد أيامنا المقبلة بمشيئة الله؛ مزيداً من التشكل لملامح شباب الوطن في كل محفل ومنبر يكون للعز فيه مكان، وللرفعة فيه غاية، وللطموح فيه إنجاز .

——-

*مدير قناة الجامعة

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني