تعليم جدة : تعليق الدراسة الحضورية غدًا ماذا يفعل الاتحاد والأهلي بعد التقدم في النتيجة؟ قرعة كأس الملك.. الهلال يصطدم بالاتحاد والشباب يواجه الفيحاء عبدالعزيز بن سعود ووزير الداخلية البحريني يرأسان اجتماع لجنة التنسيق الأمني آلية سحب قرعة ربع نهائي كأس الملك وظائف شاغرة لدى التصنيع الوطنية وظائف شاغرة في مجموعة العليان وظائف شاغرة في فروع شركة المراعي وظائف إدارية وهندسية شاغرة بوزارة الصناعة وظائف شاغرة لدى هيئة عقارات الدولة
الإعلام، رسالة مدادها في بعض الأحيان دماء، هذا ما أثبتته الدوحة، وآلتها الإعلامية المؤججة للصراعات، المفبركة للأنباء، الساعية إلى إشعال الفتن في كل مكان، بالتزوير والتزييف.
ولأن الكذب ديدنهم، والغش والخداع وسيلتهم للوصول إلى مآربهم، عمد تنظيم الحمدين، إلى فبركة الأنباء بشأن الاتّصال الذي جرى بين ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بغية تشويه الصورة، وتصدير الأمر بمراهقة سياسية فجّة، تنسى الدوحة معها أنَّ لا مكان للفئران في مجلس الأسود.
وبغض النظر عن الكيفية التي ستؤول إليها هذه الأزمة، على الرغم من أنها ومن غير شك لم تضع شكوكًا حول مستقبل المشاريع الهادفة نحو إعادة هيكلة البنى السياسية والاقتصادية في دول المجلس نحو المزيد من التقارب والتكامل، لكنها تعدُّ الأسوأ في تاريخ مجلس التعاون الخليجي، فبعد مرور ما يزيد على ثلاثة أشهر منذ اندلاعها، هناك مؤشرات قوية على تعمقها وليس انفراجها، مما يؤكّد أنَّ الوساطة الكويتية والوساطات الأخرى المتفرعة عنها، لم تفلح في تحقيق الحد الأدنى، وهو حصر الأزمة في الأبعاد التي اندلعت فيها، وتلافي التصعيد الذي يعرقل دور الوساطات.
ومهما حاولت قطر التقرب من الدول الكبرى لتأمين وضعها، عن طريق ضخ المبالغ الطائلة في اقتصاداتها، بغية كسبها وللتخفيف من الضغوط عليها في المرحلة الراهنة، إلا أنَّ قدرها على الأمد البعيد أن تكون في وفاق مع أشقائها في مجلس التعاون، فالسياسات الطارئة لا تستطيع أن تتغلب على حكم الواقع الجغرافي، وهو ما يتناساه تنظيم الحمدين، ويلجأ إلى الالتفاف عليه، بالأخبار المفبركة، والمغالطات السياسية الواضحة.
والمطّلع على الأوضاع الراهنة، يرى مؤشرات عدة لتعمق الأزمة القطرية، منها السعي القطري لتدويل فريضة الحج في سابقة خطيرة، وعودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران مع تصريحات من الطرفين، القطري والإيراني، على مستوى وزيري خارجيتيهما عن رغبتهما بتوسيع هذه العلاقات على جميع المستويات، واستمرار الإعلام القطري في نهجه العدائي والتحريضي على الدول التي فرضت المقاطعة.
وتنتهج قطر، منذ فتره طويلة، سياسات خارجية ذات أولويات مختلفة عن جيرانها، وربما معارضة بل مسيئة لها في قضايا عدة، إلا أنَّ ما فجر الأزمة قضيتان رئيسيتان، أولهما دعم قطر للجماعات الإرهابية ، فهي لا تخفي حقيقة أنها قدمت المساعدة للبعض منها، لاسيّما جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابيًا، على الرغم من إنكارها تقديم العون للجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة، كجبهة النصرة أو تنظيم داعش. أما ثانيهما فهي العلاقات الوثيقة التي تربطها مع إيران بما يتعارض مع ما توصلت إليه قمم الرياض الثلاث.
وبات بعد حدث اليوم من فبركة ومغالطات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في الدوحة، من الواضح أنَّ قطر غير راغبة في البقاء ضمن الإطار السياسي لمجلس التعاون الخليجي، فطموحات قياداتها وأحلامهم لم تعد تنسجم مع متطلبات بقائها فيه، فهي تتجاوز خطط التنمية والتطوير المحلية والخليجية إلى ما هو سياسي في المنطقة وفي جوارها.
ولأننا بتنا مدركين للأقنعة المتعددة التي يرتديها تميم وعصبته، أصبح من المستبعد أن تتراجع قطر عن مواقفها، وتذعن لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، فهي تراهن على الوقت، وعلى زيادة عدد الوساطات، وتحولها تدريجياً إلى ضغوط على هذه الدول، وتراهن كذلك على الموقف الغربي، لاسيّما الأميركي.
رئيس تحرير “المواطن”