روحاني مجدّدًا في رئاسة إيران .. أعوام من التقية تنذر بالمزيد من الإرهاب

الأحد ٦ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١٠:٠٤ صباحاً
روحاني مجدّدًا في رئاسة إيران .. أعوام من التقية تنذر بالمزيد من الإرهاب

يسألونك عن الإرهاب، قل إن هو إلا إيران، بالقتل والتدمير وزرع الخوف، والجماعات الإرهابية الظلامية، فهي المرض الذي وجبت الوقاية منه بكل السبل الممكنة، ولهذا فإن مواجهة إرهاب إيران متعددة الأوجه، تبدأ من الاهتمام بتطويق ممارسة الإرهابيين بوسائل القوة القانونية.

فعل الجماعة الإرهابية، يختلف عن فعل الدولة الإرهابية، وآية ذلك أنَّ الدولة الإرهابية نشاطها واسع، وهي ذات بنية تحتية قوية ومؤسسات أيديولوجية فاعلة، وهذا الأمر ينطبق على إيران، لاسيّما منذ تولي حسن روحاني منصبه، في الولاية الأولى، الكارثة التي تكررت اليوم بتوليه المنصب لولاية ثانية.

إيران دولة إرهابية ذات نشاط إقليمي وعالمي، لكن نشاطها الأبرز يقوم في بلاد العرب، فهي دولة أوتوقراطية تقوم على مركزية ولاية الفقيه، وولي الفقيه هو حاكم بأمر الله ولا رادّ لما يريد؛ وبالتالي تصبح صفة الجمهورية الواردة، في اسم الدولة، صفة شكلية لا قيمة لها.

 

كيف يظهر الإرهاب الذي تمارسه السلطة الإيرانية؟

تقوم السلطة الإيرانية، لاسيّما ما يسمى بـ “الحرس الثوري”، وهو أداة العنف الأيديولوجي المسلحة، بتأسيس بؤر شيعية مسلحة، والإشراف عليها ماليًا وتسليحيًا ودينيًا، خاضعة له من حيث الوظيفة لسلب سلطة الدول وإشاعة الفوضى فيها، عبر الوصول بالبلد المعنيّ إلى حال ازدواج السلطة.

منذ ما قبل الاحتلال الأميركي للعراق، كانت هناك حركات وأحزاب شيعة عراقية تابعة تبعية مُطلقة للسلطة الإيرانية، وبعد الاحتلال، تحولت هذه الأحزاب إلى ميليشيات مسلحة، أفقدت العراق أي إمكانية على بناء الدولة.

و”حزب الله” اللبناني الشيعي، ليس إلا حركة مسلحة فاشية تابعة تبعية مُطلقة لسلطة الحرس الثوري وولاية الفقيه، وهي التي حالت منذ اشتد عضدها، وما زالت، دون استعادة لبنان صيغة دولة العيش المشترك، بل إن ميليشيا حزب الله سرعان ما اغتالت الحريري، بالتوافق مع السلطة في دمشق، حين حاول بناء الدولة وراح يتقدم في هذه الطريق.

وفي اليمن، راح الحوثيون، بعد رحيل علي عبدالله صالح، يُكوّنون دولة خارج الدولة، إلى أن قرروا امتلاك الدولة كلها عن طريق الحرب والإرهاب، والحوثيون لا حياة لهم من دون شريان الحياة الإيراني.

أما في سورية، فقد وجدت فيها سلطة جاهزة لتضع مصير بلادها في يد الحاكم الإيراني، والميليشيات العراقية والإيرانية واللبنانية والأفغانية هي القوى التي أذكت الحرب، وهي التي تحول دون خروج سورية من محنتها الراهنة، وقيام الدولة الوطنية الطبيعية.

 

التحالف مع القاعدة وداعش:

لم تكتف طهران في العقد الأخير بنشر قوّاتها، بل أشارت المعلومات المتواترة، إلى أنَّ إيران تحالفت مع تنظيم “القاعدة” الإرهابي، كما تم اختراق “داعش” من طرف المخابرات الإيرانية، بغية تحطيم الحياة الطبيعية في الدول التي يمكن لها أن تُحطّم، وتدمير العيش المشترك بين الأقليات الشيعية والأكثريات السنية.

التقية الفارسية تشتد في عهد روحاني الأول:

دلَّ نشوء قوات “الحشد الشعبي العراقي”، الذي يفترض أن يضم جميع مكونات المجتمع العراقي لمساندة الجيش ضد تنظيم “داعش”، تحت مظلة “الحرب على الإرهاب”. لكن ما إن قامت المعركة حتى انكشفت بواطن “التقيّة الفارسية”، وتمثّلت بجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات (الحشد الشعبي العراقي) بحق السنّة المدنيين في المناطق التي كانت تتبع لسيطرة “داعش”، إضافة ً لذلك، تزعّم قاسم سليماني لتلك المعركة، في ظل تخبّط حكومي عراقي حيال ذلك الأمر، والذي قابله تأييد شديد لوجود سليماني في العراق من قبل شخصيات تابعة لحكومة المالكي السابقة.

وتجسّدت “التقيّة الفارسية”، في تصريحات مستشار الرئيس الإيراني علي يونسي، إذ أعلن بغداد عاصمة إيرانية، وأنها جزء من الإمبراطورية الإيرانية.

روحاني في ولاية ثانية فماذا عن الأولى داخليًا؟

أدّى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليمين الدستورية، السبت 5 آب/أغسطس 2017، وسط استمرار التباين في المواقف بينه وبين المرشد الإيراني، علي خامنئي، فيما يتخوف مراقبون أن ينصاع روحاني لمعسكر المتشددين وسط تزايد الضغوط عليه، لاسيّما في ظل توتر في العلاقات بين واشنطن وطهران.

وشهدت فترة حكم الرئيس الإيراني حسن روحاني الأولى، حملة قمع واسعة ضد الصحافيين، إذ تعتبر إيران واحدة من 5 سجون كبرى لحرية الصحافة في العالم، لاسيّما إثر استدعاء واستجواب أكثر من 200 مراسل وصحافي، صدرت في حق 32 منهم أحكام بالحبس لمدد طويلة، تتراوح بين 3 و16 عامًا.

واعترف مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، بأنَّ 18 مليون شخص، من أصل 80 مليون نسمة، يعيشون تحت مستوى خط الفقر، أي ما يقارب ربع السكان، فيما لم يتجاوز النمو الاقتصادي في البلاد الـ 3%.

وتواجه إيران أزمات اقتصادية كبيرة، منها تفشي البطالة والفقر، حيث وصلت البطالة في بعض الأقاليم الإيرانية إلى مستويات غير مسبوقة فاقت الـ 50%.

وأعلنت بعض المؤسسات المالية الإيرانية المعروفة، مثل كاسبين وثامن الأئمة، إفلاسها، ما أدى إلى خسارة مئات الآلاف من المستثمرين الإيرانيين ودائعهم المالية، حيث تظاهر كثيرون منهم أمام المباني الحكومية بغية استرجاع الودائع لكن دون جدوى.

وتشهد إيران منذ أعوام احتجاجات عمالية ضد تأخر الرواتب وانخفاض الأجور وتفشي البطالة والفقر بسبب الفساد المستشري في أجهزة الدولة، والتي تنعكس على المواطن العادي ومعيشته بشكل مباشر.

ونفّذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام في أكثر من 100 شخص، خلال تموز/يوليو الماضي فقط، في الدولة التي يعيش على أرضها أكثر من 3 ملايين مدمن للمخدرات.

روحاني وتحدي الغرب:

تواصل الزوارق الإيرانية، استفزاز السفن الأميركية في المنطقة، إذ شهد الخليج العربي، حادثتين متتاليتين، الأولى كانت بين حاملة الطائرات “نيميتز”، والسفن المرافقة لها من جانب، وزوارق إيرانية مجهزة بصواريخ من جهة أخرى.

وفي 25 تموز/يوليو الجاري، أطلقت سفينة تابعة للبحرية الأميركية طلقات تحذيرية تجاه زورق إيراني شمال منطقة الخليج بعد أن اقترب الزورق إلى نحو 137 مترًا من السفينة، بحسب ما قاله مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية.

وفي سياق آخر، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أنَّ الإيرانيين سيجعلون واشنطن “تندم على لغة التهديد”، بعد إعلان الرئيس الأميركي ترامب، عزمه على مراجعة الاتفاق النووي مع طهران، وهو بالمناسبة المكسب الوحيد الذي يحتسب لروحاني في ولايته الأولى، والذي بات في مهب الريح، بسبب عدم التزام إيران ببنود الاتفاق، لاسيّما في شأن برنامج طهران الصاروخي وانتهاكات حقوق الإنسان واستمرار التدخل العسكري الإيراني ودعم الإرهاب في المنطقة.

الانتقام من السنّة منهج:

إيران تعتبر نفسها دولة شيعية، تحكمها مؤسسة دينية شيعية، يقف على رأسها وليّ الفقيه، بانتظار ظهور المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلًا بعد أن امتلأت جورًا حسب زعمهم، منتقمًا من الخلفاء المسلمين الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان ومن بني أمية. وولي الفقيه معصوم هو الآخر كما هي عصمة الإمام، وفي الفترة الفاصلة بين سلطة ولي الفقيه وظهور المهدي المنتظر يجب على الدولة الإيرانية أن تنتقم من السنّة ورثة الخلافة، بدءًا من خلافة أبي بكر وانتهاءً بخلافة آلِ عثمان. هؤلاء الورثة هم مدنيون، والانتقام من أي مدني لأسباب سياسية أيديولوجية هو عمل إرهابي بامتياز.

وتعهّد روحاني أن يأخذ ذلك على عاتقه، ليمارس الإرهاب بصور شتى، داخل أراضي بلاده وخارجها، ففي سوريا تنتشر الميليشيات الإيرانية، لقتل المدنيين الأبرياء، لاسيما في المدن السنية، مثل حلب وحماة، بغية حماية نظام الأسد (العلوي)

وفي العراق، حشدت إيران جموع الشيعة الذين تعرّضوا لغسل الأدمغة، ومدّتهم بقوّات من رجال الحرس الثوري، بحجّة معارك دحر داعش، إلا أنَّها استغلت تلك المعارك في تدمير المدن السنية، مثل الرمادي والأنبار والموصل، وتغيير ديموغرافيتها بطرد سكّانها الأصليين وتهجيرهم، والاستيطان في منازلهم.

 

 

إقرأ المزيد