بالصور.. قصة كفاح مبتعث أصبح طبيبًا وأبهر مستشفى آخن الألماني

نجاحات يسطرها المبتعثون في شتى بقاع العالم، وبدون كد أو ملل يرسمون مستقبلهم مربوطًا بعمل المملكة، لتظل نجاحاتهم معبرة عن السعودية وتاريخها، ومن ضمن هؤلاء المبتعثين الدكتور زياد بن عيسى الحربي، الذي يعمل في قسم الجراحة والتجميل في جامعة آخن.

وزياد الحربي، هو استشاري ونائب رئيس قسم جراحة التجميل والترميم واليد والحروق، في مستشفى آخن الجامعي، في ألمانيا، ويرأس 6 استشاريين، و2 أخصائيين، و12 طبيبًا مقيمًا متدربًا، وطاقم إداري وتمريضي.

قد يهمّك أيضاً

برئاسة الملك .. الوزراء يوافق على تعديلات في تشكيل مجلسي إدارتي التأمينات...

بالصور.. سقوط سيارة من منحدر جبلي في جازان وغرق شخص في بئر...

ويضم القسم الذي يترأسه المبتعث السعودي، 32 سريرًا، و6 أسرة عناية مركزة للحروق، و3 غرف عمليات، والأخيرة يتم فيها من 2000 إلى 2500 عملية سنويًّا، سواء جراحة تجميل أو إعادة ترميم أو جراحة اليد والحروق، لتقف إنجازات الحربي الإنسانية شاهدة على ما قدّمه.

وفي حواره إلى “المواطن“، أكد الحربي أنه لم يكن الوصول لمبتعث سعودي لهذا الموقع في أكبر مستشفيات ألمانيا الجامعية بالشيء السهل، بل جاء نتيجة تفوق علمي وعملي استمر إلى ما يقارب ٨ سنوات، وذلك بعد أن حصل على شهادة الاختصاص الألمانية وشهادة البورد الأوروبي في جراحة التجميل وإعادة الترميم وجراحة الحروق.

كتب ومؤتمرات:

وأضاف أنه حصل أيضًا على زمالة جراحة المايكروسكوب الترميمية بعد الإصابات والتشوهات وشهادة الدكتوراه في الطب الألمانية مع عدد كبير من الأبحاث العلمية، والمشاركة في كتابة الكتب الطبية العالمية والمشاركة السنوية في مؤتمرات أوروبا وأميركا الشمالية.

ولفت الحربي، إلى أنه ولد في مدينة مكة المكرمة بتاريخ ٢٩ صفر ١٤٠٤ الموافق ٣ ديسمبر ١٩٨٣، وبعد انتقاله إلى جدة مع العائلة، وتخرج من ثانوية صقلية وبعدها التحق بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز حيث تخرج منها في سنة ٢٠٠٨ طبيبًا عامًّا.

الطموح هو الهدف:

وأردف أن طموحه الجراحي كان الهدف الأساسي، وقرر أن يذهب إلى ألمانيا كطبيب مبتعث، ضمن برنامج خادم الحرمين للتعلم من المدرسة الألمانية، وبعد إتقانه اللغة الألمانية إلى جانب الإنجليزية استطاع الدخول في برنامج التدريب الجراحي في مستشفى آخن الجامعي.

واستكمل قصة نجاحه بقوله: إنه تمكن حينها من التدريب الطبي الأساسي وعمل أبحاثًا تم نشرها في مجلات طبية عالمية مثل مجلة جراحة التجميل وإعادة الترميم البريطانية وغيرها، كما نجح في الحصول على شهادة الدكتوراه الألمانية في الطب وهي الشهادة الأكاديمية للأطباء في ألمانيا والتي تمنح من كليات الطب هناك بعد إجراء أبحاث مقننة في التخصص.

الاختبار:

وأشار إلى أنه بعد إجراء عدد كبير من العمليات في سنوات التدريب والتي استمرت إلى 6 سنوات تم اختباره في غرفة الأطباء الألمانية للحصول على شهادة الاختصاص الألمانية.

ولم يتوقف طموح الحربي عند هذا الحد بل أصر على دخول الاختبار الأوروبي المعتمد للحصول على شهادة البورد الأوروبي في التخصص والتي تنتهي باختبارات نظرية وعملية لإثبات الجودة، كما عمل بعد ذلك مع البروفيسور نوربيت بالوا رئيس البورد الأوروبي حينها والبروفيسور وليفر ريناكامبف رئيس الجمعية الألمانية للحروق على إجراء عدد كبير من عمليات إعادة ترميم وإصلاح الأنسجة التالفة بعد الحوادث والتشوهات والحروق عن طريق نقل الأعضاء وربطها باستخدام جهاز المايكروسكوب والتي منحته شهادة الزمالة من أقوى مدارس ألمانيا حتى أصبح المسؤول الأول عن هذه العمليات بعد ذهاب البروفيسور ريناكامبف من ذات المستشفى.

وبعد ممارسته لمهامه الجراحية والبحثية وكذلك التدريسية بكلية الطب في جامعة آخن، تم صدور قرار تعيين زياد الحربي، نائبًا لرئيس قسم جراحة التجميل والترميم وجراحة الحروق في المستشفى وإعطائه صلاحيات الإدارة التنفيذية مع طاقم طبي ألماني ودولي كبير في المستشفى أثبت من خلالها قدرة الطبيب السعودي على تحمل مسؤوليات عالية في المستشفيات الألمانية وخاصة إجراء عدد من العمليات بعد الرجوع له في المستشفى.

تدرج وظيفي:

وبعد الوصول لهذا الموقع أصبح الدكتور الحربي مدربًا ورئيسًا للأطباء المتدربين في ألمانيا داخل غرف العمليات بالإضافة لإعطاء محاضرات في كلية الطب ومستشفى ماستريخت الجامعي في هولندا بالتعاون مع الدكتور بياتكوفسكي أحد الاستشاريين هناك.

يذكر أن الدكتور الحربي له عدد من الأبحاث الطبية في تخصصه وأيضًا بتخصص دقيق في إعادة ترميم وبناء الأنسجة التالفة عن طريق الخلايا الدهنية الجذعية وهندسة الأنسجة وعمليات جراحة الترميم بالمايكروسكوب، حيث تتجاوز 15 ورقة علمية حاليًّا منشورة في مجلات علمية عالميًّا.

كما شارك بإعداد كتاب جراحة وعناية الحروق المنشور في نيويورك وكتاب جراحة الثدي المنشور بإيطاليا، وله عدد كبير من تقديم محاضرات في جمعيات مختلفة حول العالم.

شهادات علمية:

وقد حصل على العديد من الشهادات العلمية، وهي:

١. البورد الألماني في جراحة التجميل والترميم وجراحة الحروق.

٢. زمالة جراحة المايكروسكوب لإعادة الترميم والبناء.

3. الدكتوراه الألمانية في الطب بتخصص إعادة ترميم الأنسجة التالفة.

موقعه الحالي:

١. استشاري ونائب رئيس قسم جراحة التجميل والترميم وجراحة اليد والحروق بمستشفى آخن الجامعي بألمانيا.

٢. محاضر ومختبر بكلية الطب بجامعة آخن الألمانية.

٣. المحرر التنفيذي لمجلة “أنابلاستولوجي” الأميركية.

المنشورات العلمية:

١. مجموعة من المنشورات العلمية في جراحة إعادة ترميم وإصلاح الأنسجة التالفة وتقنية الهندسة الحيوية باستخدام الخلايا الدهنية الجذعية والأنسجة الجلدية المصنعة.

٢. المشاركة في كتاب جراحة الحروق والوقاية منها من دار نوفا في نيويور.

ويؤمن الدكتور زياد الحربي بمقولة الأديب الألماني الكبير غوته: “المعرفة وحدها لا تكفي، لابد أن يصاحبها التطبيق”، وهذه المعادلة كانت الحافز الرئيسي للوصول لأهدافه وتمثيل وطنه المملكة في ألمانيا.

وعلى الصعيد الاجتماعي تمكن مع مجموعة من الزملاء وتحت إشراف الملحقية السعودية بالشروع لإنجاز المؤتمر الأول للأطباء السعوديين في ألمانيا بمشاركة أيضًا من نخبة مميزة من الجانب الألماني والتي حظيت بقبول سعودي ألماني كبير.

يذكر أن الدكتور زياد الحربي أنشأ أيضًا قاعدة للتدريب الصيفي في ألمانيا هذه السنة بالتعاون مع بسام فتيني، الكاتب في صحيفة مكة لإعطاء فرصة للطلبة السعوديين للقدوم لألمانيا وتدريبهم بدون مبلغ مادي بحيث تكون مدفوعة التكاليف من المستشفى، وكانت هذه فكرة تحت شعار مجتمع متكافل.

ويعمل الدكتور الحربي في مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، والذي تشرف بالعمل فيها في مارس ٢٠١٨م، حيث يريد الوصول بالخدمة الصحية هناك إلى مستوى عالٍ من ناحية العلاج والأبحاث والتعليم مع مجموعة من الزملاء الأطباء السعوديين المبتعثين بعد رجوعهم للملكة.

ويؤمن بأن العمل الجماعي هو الحل الوحيد للتقدم، وهذا كان نتيجة تحصيله العلمي والعملي في ألمانيا.