مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
تحوّلات تاريخية، تشهدها المملكة، الواحد تلو الآخر، منذ تولّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيّده الله ـ، دفّة الحكم ، ليست على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل أيضًا على مستوى تهيئة مستقبل المملكة، والإدراك العميق لأهميّة شبابها، وكأساليب استغلال طاقاتهم الفكرية في استمراريّة نهضة الأمّة.
الجيل الجديد، الذي وصل إلى الحكم الآن هو الجيل الثالث من ذرية الملك عبدالعزيز، هو الجيل الذي تأسّس تعليميًا وفكريًا على برامج الحاسوب وأجهزة الاتصال الذكية، هو نفسه الجيل الذي سيعمد إلى تغييرات هيكلية في جسم الدولة.
الشباب يحكمون:
ونجح محمد بن سلمان في نسج اثنين من أقوى التحالفات السياسيّة، هما التحالف العربي والتحالف الإسلامي، كما رمّم العلاقة مع واشنطن، وخلال شهرين من الاتفاق مع الرئيس ترامب، هندس قمّة عربية إسلامية مع واشنطن، دفنت كل الشكوك تجاه الإسلام، ومحاربة التطرف والإرهاب.
وبينما المملكة العربية السعودية تغيّر شرايين جسدها لتنبض بالحيوية، بعد عقود من حكم الأمراء كبار السن، حتى جاء الملك سلمان ونقل الحكم إلى الجيل الثالث، شهدت المنطقة المحيطة تحوّلات دموية كثيرة، أدت إلى انهيار دول برمّتها، وهو ما دفع شباب المملكة اليوم إلى تعليق آمالهم بنظرائهم في القيادة، لغية بناء مستقبل، أكثر عطاء وفاهية في الوقت ذاته.
ويأتي ذلك بعدما دخلت السعودية عهد السياسة الفتيّة، التي يقوم عليها الشباب المتعلمون في أرقى الجامعات السعودية والغربية، والمجيدون لأكثر من لغة، ويديرون أعمالهم عبر الأجهزة الذكية، وهو ما يعني تحوّلات هائلة ستشهدها السعودية في المستقبل المنظور، ليس في السياسة والاقتصاد فحسب، بل بما تنتظره البلاد من تحوّلات مجتمعية وثقافية، ستسهل عمل ورش تنفيذ “رؤية 2030″، للوصول الى الدولة السعودية الرابعة.
الشباب يأملون:
وتأتي التعيينات الجديدة، لتفتح الباب لآمال الشباب في المملكة، فبعد التحوّل الذي عاشوه اقتصاديًا، بدأت ملامح مستقبلهم تتبلور، وهو ما دفعهم إلى منصّات التواصل الاجتماعي، للكشف عن طموحاتهم للوطن، وآمالهم التي رصدتها “المواطن“، وكان من بينها، ولعلّه أهمّها، مسألة البطالة، إذ أكّد المواطنون الشباب، ضرورة توظيف الشباب، وإتاحة فرص العمل لهم في القطاعين الحكومي والخاص، لافتين إلى أنَّ “تنفيذ برامج الرؤية يتطلّب بالضرورة الاستفادة من أفكار الشباب، لاسيّما في مجال الاستثمار، الذي يستدعي تمكينهم من الفرص المتاحة، عبر التمويل، أو الدعم”.
وأوضح الشباب أنَّ “هناك محورًا أخرًا مهم بالنسبة لهم، ألا وهو ربط مخرجات التعليم بسوق العمل، والسعي نحو تأهيل الخريجين القدامى، بما يحتاجون له للعمل في مجالات خارج مجال دراساتهم الأصلية، وهو ما يفتح أمامهم آفاق العمل ويتيح لهم الفرص”.
وفي الجانب المجتمعي، ناشدت المواطنات الشابات، بتمكينهن من مواقع عمل تراعي احتياجاتهن واحتياجات أسرهن، لاسيما حضانة الأطفال، والتنقل.
واقترح المواطنون والمواطنات، تأهيل الشباب والشابات في المجال السياحي، الذي من المرجّح أن يتحوّل قريبًا إلى رديف للنفط على مستوى العائد المادي، لاسيّما لما تزخر به المملكة من مناطق سياحية تؤهّلها لتكون قبلة للعرب والأجانب.
نبضة من تاريخ تمهيد طريق الجيل الثالث:
يذكر أنّه كان من الواضح أنَّ الملك سلمان هو الأكثر جدارة وقدرة على التغيير التاريخي لمؤسسة الحكم السعودي، الذي سمح بدخول جيل الأحفاد للخلافة السعودية، بتعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، والعشرات من أبناء جيله من شباب الأسرة الحاكمة، وزراء ومستشارين للديوان الملكي، ونواب لأمراء المناطق، فقبل أن يكون ملكًا عرف الأمير سلمان بأنه عميد الأسرة المالكة ومرجعها العائلي والتاريخي.
ويأتي التغيير التاريخي، بعدما بدأ الإدماج الحقيقي لشباب الأسرة المالكة في السلطة، في عهد الملك فهد بداية الثمانينات، عندما تم تعيينهم على نطاق واسع، أمراء ونواب أمراء للمناطق، عقب التجربة الأولى الفريدة في عهد الملك فيصل.
وعزز عهد الملك عبدالله رحمه الله فكرة انخراط الشباب فكان أن ادخلهم في صلب المؤسسات الوزارية، ودلفوا إلى مجلس الوزراء بشكل أوسع من ذي قبل.