إغلاق جزئي لطريق الكورنيش الفرعي في جدة حتى 4 ديسمبر ضبط 6695 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع سيناريوهات قتالية في ختام مشاركة القوات المسلحة بـ السهم الثاقب خطة استباقية لسلامة قاصدي بيت الله الحرام تزامنًا مع موسم الأمطار خبراء يبحثون تطورات الطب المخبري بالرياض 22 ديسمبر حريق طائرة روسية يعلق عمليات الهبوط بمطار أنطاليا التركي تعليق الدراسة الحضورية في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام الدراسة عن بعد غدًا في مدارس الليث المدني يحذر: لا تقتربوا من تجمعات السيول لوران بلان: أهنئ اللاعبين على الفوز وبنزيما جاهز للاتفاق
كعادتها الاصطياد في المياه العكرة، أعلنت طهران، راعية الإرهاب الأولى في العالم، فتح خطوط جوية إلى الدوحة من طهران وشيراز وبندر عباس وبوشهر، بغية فك الحصار عنها بعدما خنقتها صفعة الحزم، وشلّت أذرعها في الاتّجاهات كافة.
العبث الإيراني:
إيران، التي تلعب في إطار احتياجها إلى تصدير ثورتها “الإسلامية” المزعومة، ولأجل تحقيق سياستها تلك تمرّست في خلق الفتن، وتأليب عقول الشعوب ضد ولاة أمرهم، بغية إضعاف النسيج المجتمعي، وهدم الأواصر القويّة التي أسست عليها العلاقات بين الحكومات والشعوب، لا سيّما في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، باتت هي نفسها إيران، التي تفتح السبل لقطر، بعدما دفعت مراهقة حاكمها السياسية، الدول الخليجية، إلى قطع العلاقات معه.
طهران، التي يعيش الشعب تحت قيادتها في جوع وفقر ونقص في الخدمات، وحرمان من الحقوق، تواصل لعبتها، بالإعلان عن فتح مجالها الجوي للطائرات القطرية، بغية استقطاب الأموال القطرية، التي لن تجد طريقًا إلى السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بعد الإعلان عن قطع العلاقات، ومنع التجارة والاستثمار، بما يشلُّ أذرع الدوحة برًا وبحرًا وجوًّا، ويضعها في قبضة خانقة، تنهي مهاتراتها السياسية، وخيانتها للقضايا العربية والإسلامية.
محمد بن سلمان يقودنا إلى سنام التعاطي الوطني:
ويعيدنا هذا القرار اليوم، إلى تأكيد ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان في حديثه مع ديفيد إغناتيوس، الذي نشر في صحيفة “الواشنطن بوست”، بأنَّه “يجب ألا نهدر 30 عامًا أخرى في التحجج بدرء الخطر الإيراني”، وهو الأمر الذي يجب أن تبنى عليه موقفنا ورؤيتنا المستقبلية، والذي يقودنا بالضرورة إلى القضية التي تمثّل سنام التعاطي الوطني مع كل من يحاول المساس بهويتنا الوطنية.
ولأننا نعلم، أنَّ طهران دأبت على الاصطياد في الماء العكر، بات علينا أيضًا التصدي لتوظيف الاضطهاد المذهبي في المساس بالتاريخ الاجتماعي، والتصدي لتوظيف المظلومية الطائفية سياسيًا، وهو الواجب الوطني، الذي انعكس أيضًا في القرار السياسي الحكيم لقطع العلاقات مع قطر، إذ إنَّ المملكة أيّدها الله، ركّزت على أنَّ قراراتها ليست ضد الشعب القطري، وإنما للحفاظ على أمنها الوطني.
توظيف الطائفية لاختراق النسيج الاجتماعي:
وفي حين كان العرب يتطلّعون إلى الوحدة الخليجية نموذجًا مشرقًا، ويتمنون توسّعه ليشمل الحدود والنقود، جاءت قطر لتحاول الطعن في رموز العرب والمسلمين، بداية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي لطالما احتوى المراهقة القطرية، وصولاً إلى اختراق حساب وزير خارجية البحرين، بغية الترويج لسياسات إيران.
العبث الذي تسعى إليه طهران، بتاريخنا السياسي والاجتماعي، هو ما جعلها مصدر التهديد الآني والمستقبلي، ولأنه أمر لم يعد مقبولاً، جاءت صفعة الحزم لقطر، التي أعلنت وقوفها صفًا واحدًا مع إيران في مواجهة شقيقاتها الخليجيات والعربيات، اللواتي عانين من تجنيد إيران للمرتزقة في السعودية والبحرين والكويت، بما يجعلها لا تختلف عن تنظيمي “القاعدة” أو “داعش”، في ممارسة الإرهاب.
“عاصفة الحزم” أوجعتهم:
قومية الطائفة، التي تسعى إيران إلى ترسيخها، عبر رمزيات لا تمت للمستقبل الموحّد، تكشف عمق الوجع السياسي الذي شعرت به بعد انطلاق “عاصفة الحزم”، التي بترت ذراع إيران في اليمن، قبل أن تمتد إلى المملكة العربية السعودية، والمعطيات الجديدة اليوم حتّمت اتّخاذ القرار الصارم إزاء مراهقة قطر، التي لم يعد بالإمكان السكوت عنها، أو التغاضي عن نتائجها.
ولأنَّ “عاصفة الحزم” صقلت معدن الإرادة فينا، بما يتجاوز كل التحديات الممكنة، لا سيّما تهديد الهوية السياسية والتاريخية، يلزمنا التاريخ اليوم بالاعتراف بمعطياته لا مخرجاته فقط، فمهما كانت أعذار قطر، لارتكاب الحماقات، إلا أنها واهية أمام استحقاقات التاريخ.