دور إقليمي وملفات معلقة.. أسقطت قناع قطر ودفعتها إلى الخيانة

الخميس ١ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٤:٥٦ صباحاً
دور إقليمي وملفات معلقة.. أسقطت قناع قطر ودفعتها إلى الخيانة

شهدت الأيام الماضية خللاً واضحًا في تصرفات قطر على المستوى الدبلوماسي والسياسي، وهو الأمر الذي وضع حدًا للشكوك التي سيطرت على أبرز المتفائلين، والذين رأوا أن تصريحات أمير قطر حمد بن تميم آل ثاني، مجرد خطأ فني نتج عن اختراق حسابات وكالة الأنباء القطرية وليس عن عمد.
وبالنظر إلى معطيات الأيام التي تلت التصريحات الغريبة لأمير قطر، فإن الأمر برمته  يُصب في قالب الخيانة والتنكر للوحدة العربية والإسلامية، وتخلي الدوحة عن كافة المعايير والاتفاقات التي أقرها مجلس التعاون الخليجي كمبادئ أساسية خاصة بتنظيم العلاقات بين الدول الأعضاء، بما لا يضر بالمصالح العامة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

ملفات معلقة

على الرغم من الوفاق التي أظهرته قطر على مدار أعوام طويلة مع الدول العربية، وبالأخص مجلس التعاون الخليجي، فإن هناك العديد من الملفات التي لم ترجح كفة العرب في موازين قطر، ومن ثم تفضيلها لإيران وعدد من التنظيمات في المنطقة.
وقال دبلوماسي خليجي للصحيفة الإماراتية “ذا ناشونال” الناطقة بالإنجليزية، “السعودية والإمارات يرغبان في أن يتحدث مجلس التعاون الخليجي بصوت واحد ضد التهديد الإيراني، ومن ثم مواجهة التنظيمات والعناصر المتطرفة في المنطقة، وهو ما كان أساسًا للخلاف الذي نشب بين دول الخليج من ناحية، وقطر من أخرى.

الإخوان المسلمون

ووفقًا لما ذكرته صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية، فإن قطر تتمتع بعلاقات طيبة للغاية مع جماعتي الإخوان المسلمين وحماس، وهي تنظيمات تربطها علاقات طيبة مع طهران، وهو ما دفع الدوحة لتفضيل هذا الجانب بكافة أطرافه عن دول الخليج العربي بقيادة المملكة.
وأطلقت الدوحة حينها وعودًا صريحة بالتخلي عن سياستها المعروفة بدعم تنظيمات الإخوان في المنطقة استجابة للضغوط التي لاقتها منذ عامين في هذا الصدد، غير أنها سرعان ما عادت إلى نهجها المعتاد بدعم الجماعة، ضاربة بكافة التعهدات التي قطعتها على نفسها عرض الحائط.

وقال تيودو كاراسيك كبير مستشاري مركز “جلف ستات أنالايتكس” في تصريحات خاصة لـ“المواطن”، “تواصل قطر دعم جماعات الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في ليبيا، وهو ما يعني تحركها بشكل أعمق إلى شرق إفريقيا بطريقة تخالف مصالح دول مجلس التعاون الخليجي”.

إيران والأسد

أشارت “ذا ناشونال”، إلى أن قطر لم تستطع إخفاء خلافها مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن عدد من الملفات الواضحة، وعلى الرغم من وجود حالة وفاق واضحة بين كافة الدول العربية والإسلامية، في القمة التي جمعت بين قادتها والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، فإن الدوحة لم تبد حماسة واضحة في التعامل مع إيران على أنها الخطر الأكبر والتهديد الأوضح لاستقرار المنطقة.
وأوضح كاراسيك ” أن علاقة الدوحة بإيران، والتي تم الكشف عنها حديثًا خلال تصريحات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، يجب أن تنتهي على الفور إذا ما كانت الدوحة ترغب في مكان لها بمنطقة الشرق الأوسط ومجلس التعاون الخليجي”، مشيرًا إلى أن قطر تسعى لإيجاد دور أكبر لنفسها بالمنطقة.

الدور الإقليمي

تعكف الدوحة منذ فترة طويلة على معاداة الطبيعة والظروف الاستراتيجية التي ترسم ملامح سياستها، ليكون لها دور أكبر في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتنافى مع عدد من العوامل الجغرافية والديمغرافية مثل التعداد السكاني ومساحة الأرض والتركيب الاجتماعي وغيرها.

وحذر كاراسيك من أن المملكة العربية السعودية بإمكانها الضغط على قطر لفترات طويلة، وتخييرها بين العودة وإصلاح تلك الصورة التي رُسمت للدوحة على مدار الأيام السابقة، وتحديدًا في أعقاب انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة للرياض، وإما أن تواجه عقوبات وحصار استراتيجي كامل.

وشدد كاراسيك على أهمية الضغوطات السعودية في هذا الصدد، لا سيما وأن هذه الخطوات ضرورية من أجل جعل مجلس التعاون لدول الخليج العربية في وحدة كاملة من أجل إخراج النفوذ الإيراني من دول مجلس التعاون الخليجي.

إقرأ المزيد