أمير الباحة يوجه بالتحقيق العاجل في رسالة “مواطن” ويلتقي صاحبها

الإثنين ١٥ مايو ٢٠١٧ الساعة ١٠:١٢ صباحاً
أمير الباحة يوجه بالتحقيق العاجل في رسالة “مواطن” ويلتقي صاحبها

أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام بإمارة الباحة خضر بن عبدالرحمن الغامدي، أن أمير المنطقة كان حريصاً على لقاء كاتب الرسالة الشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني، لاستيضاح ما جاء في الرسالة من إيحاءات وإشارات حول نقص الكثير من الخدمات.

ووجه أمير الباحة حسام بن سعود بن عبدالعزيز على الفور، بتشكيل لجنة للتحقق في المعلومات التي تضمنتها الرسالة الشهيرة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حملت توقيع الموطن صالح بن مخلص بن مجاهد.

وأضاف الغامدي، أن الأمير حسام بن سعود أكد لكاتب الرسالة أن باب مكتبه مفتوح للجميع للتواصل معه ومع غيره من المواطنين الذين يرغبون في إيصال أي مقترح أو إرساله مباشرة له بعيداً عن تضخيم الأمور وبرمزية مبالغ فيها، وذلك وفق الأرقام والحقائق التي تدل على مصداقية ما يتم طرحه بعيداً عن الرسائل العامة التي يراد منها الإثارة الإعلامية والبعد عن الحقائق وخلط المفاهيم.

وأكد متحدث إمارة الباحة، أنه من منطلق الشفافية وتحري الدقة في نقل المعلومة والحرص دائماً على إيضاح الحقيقة ومعالجه الخلل فقد وجّه أمير المنطقة بتشكيل لجنة عالية المستوى وسيكون أول عملها مقابلة صاحب الرسالة وأخذ كل ما لديه من معلومات، حسب ما ذكره، ثم التأكد من صحة تلك المعلومات ودقتها على أرض الواقع.

وأشار الغامدي إلى أن اللجنة المكلفة ستكشف بشكل دقيق مدى صحة ما ذهب إليه الكاتب من عدمه وسيتم التعامل بما تنتهي إليه النتائج بكل حزم ومتابعة وبما تقضي به الأنظمة والتعليمات.

وتداول مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية رسالة حملت توقيع المواطن صالح بن مخلص بن مجاهد، والتي وجهها إلى الأمير حسام بن سعود أمير منطقة الباحة.

وأشار المواطن خلال الرسالة إلى وجود تقصير في العديد من الخدمات المقدمة بالمنطقة ومنها الخدمات الصحية وغيرها.

وتبين فيما بعد أن ن كاتبها هو أحد أشهر شعراء العرضة الجنوبية وأستاذ بجامعة الباحة حيث ورد في الرسالة “صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود أمير منطقة الباحة سلمه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نهنئ أنفسنا ثم نهنئكم بالثقة الملكية الغالية. ونرحب بكم أجمل ترحيب في هذه المنطقة التي تحتفل بضيفها احتفالها بالمطر لأنها ترى في كليهما معاني الحياة والعطاء.

سيدي، وكما تقدم لك أبناء المنطقة بالدعوات لزيارتهم في منازلهم، فإنني لا أغفر لنفسي أن أكون ناقصا عنهم، ولي من الحق عليك بتلبية الدعوة كما لأي شيخ أو أي صاحب منصب، فأنا الوحيد الذي جئت أصلاً من أجله لا من أجل أحد آخر، وأعدك أن لا أتكلف ولا أبالغ، فقد مررت بتجربة الاستدانة وتقسيط السيارات كثيراً، ولم يبق لي فرصة أخرى ليمنحوني سيارة قيمتها خمسون ألفاً بسعر مائتي ألف، لا أريدك أن أتباهى بزيارة سموكم لمنزلي، فمنزلي متواضع للدرجة التي يخجل أبنائي أن يروا ملامحه البائسة مع زملائهم على قوقل إيرث، ولا يعرفه من الإدارات الخدمية إلا لجنة التعديات عندما أريد أن أضع طوبتين أسند إليهما ظهري ولا أريد أن أهديك بندقية، فجدي لم يكن إلا فلاحاً ينظر إلى السماء صبيحة كل يوم مستمطراً سحابة تلوح في الأفق ورأس ماله منجله الصدئ ومسحاته التي أكل نصفها حفر التراب المختلط بحجارة بالغة الصلابة.

أعزمك سيدي لتعيش معي معاناة يوم واحد تتكرر معي على مدى سنواتي السبعين، فأنا أقيم في قرية عكست اتجاه مؤشرات التنمية التي مرت بها هذه البلاد المباركة، فالمدارس أغلقت، والخدمات الصحية ساءت، والأسفلت الذي بالكاد يغطي نصف عرض الطريق الترابي القديم قد تهالك وتقادم وأصبحنا نتحاشاه حتى لا يتسبب في الأذى لسياراتنا ويتسبب في سقوط ما تبقى لنا من أسنان نمضغ بها اللاشيء الذي نقتاته.

أريدك سيدي أن تقف متفرجاً عليّ عندما أقف في طابور استجداء وايت مياه من عامل غير سعودي يخاطبني كأنه هو ابن البلد وأنا النازح، أريدك أن تقف معي ساعة وأنا أتوسل الممرضة السيرلانكية أن تمنحني قليلاً من الاهتمام وأنا على سرير الغسيل الكلوي المتهالك، أريدك سيدي أن تقرأ بفراسة الأمراء ملامح قهر الرجال التي ترتسم على وجهي عندما أمر يومياً من عند أرض ورثتها عن آبائي فانتزعت مني بحجة الصك الشرعي، وأنى لي بالصك وليس في محكمتنا قاضٍ، وكل الجماعة يعتذرون من الشهادة بحجة الخوف من أن نفتح عليهم أبواباً كانت موصدة.

أريدك يا سيدي أن تراني وأنا أتوسل العمالة لكي يحدثوا بياناتي في الضمان، وبيانات بناتي المعاقات، ولا يرضى أحدهم أن يُحدِّث إلا بمبلغ وقدره، أريدك يا سيدي أن تراني وأنا أقف على حافة الشفا انظر إلى مزارعي في تهامة والتي لا يفصلني عنها سوى مئات الأمتار ومع ذلك هجرتها لأن الوصول إليها يستغرق 3 ساعات، ومن أين لي مصروفاً لرحلة كهذه كل شهر؟ أريدك سيدي أن تكون معي وأنا أنهض من قبل صلاة الفجر، وأنا أرافق ابنتي (السليمة مقارنة بأخواتها المعاقات) إلى الموقع الذي تتجمع فيه باصات الجامعة ثم أعود إلى ذات الموقع قبيل غروب الشمس، بعد أن تكون هذه المسكينة منهكة كمن يشرف على الموت.

أريدك أن تستمع إليّ وأنا أُهاتف ابني الوحيد المرابط على الحدود، لتعرف كم أُحب وطني، وإلا ما كنت دفعت بعائلنا الوحيد إلى أتون الحرب.

سيدي، والحديث يطول، ولكني أكرر دعوتي لسموكم الكريم، وكما يحلفون عليك سأحلف، وإن عذرك بعضهم، وقبل التأجيل بعضهم فأنا لن أعذرك، ولن أقبل التأجيل

ومرحبا هيل عد السيل.. خادمكم المواطن صالح بن مخلص بن مجاهد”.