بمؤتمر احتضنته جامعة الإمام .. هكذا أسهم العرب والمسلمون في النهضة الأوروبية

الأربعاء ٣ مايو ٢٠١٧ الساعة ٤:٥٦ مساءً
بمؤتمر احتضنته جامعة الإمام .. هكذا أسهم العرب والمسلمون في النهضة الأوروبية
أكّد المشاركون في مؤتمر تاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين، تأثير الثقافة العربية والإسلامية في النهضة الأوروبية التي يشهد لها العالم أجمع.
وناقشت الجلسة الخامسة، التي انطلقت الأربعاء، وترأسها الدكتور بندر السويلم، ورقة بحثية للدكتور فهد المالكي عن “إسهامات العالم آق شمس الدين الطبية في تقدم الحضارة الإنسانية في العصر العثماني”، والتي أشار فيها إلى أنّه “اهتم بالأمراض المعدية التي تنتقل عند طريق العدوى الصغيرة والدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة”، مضيفاً بأنه وضع تعريفاً للميكروسكوب قبل ظهوره.
أسرة ابن زهر
من جانبه،أكّد الدكتور عبدالغني عبدالفتاح زهرة، في بحثه الذي حمل عنوان “إسهامات أسرة ابن زهر في العلوم الطبية”، أنَّ “كل واحد منهم قامة علمية له إسهاماته وابتكاراته”، مشيراً إلى أن “هذه الأسرة كان لهم منهجهم المتفرد في الطب، وإسهاماتهم التي سبقوا بها عصرهم”.
وبيّن الدكتور أنس المحمّد في ورقته التي حملت عنوان “المعارف الطبية عند الإمّام ابن قيّم الجوزيّة”، أنَّ “صدر الإسلام شهد تطور هذه المعارف مع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وإرشاداته الطبية”، مشيرًا إلى أنَّ “ابن قيّم ” أحد أشهر رجال هذه الفئة، حيث وضع عدداً كبيراً من المؤلفات لخدمة المجتمع.
أطباء الأندلس
وأشار الدكتور أنور زناتي في بحثه الذي حمل عنوان “الإنجازات العلمية للأطباء في الأندلس وأثرها على التطور العلمي الأوروبي”، إلى أنَّ إسهامات العلماء المسلمين في الأندلس تنوعت، مؤكّدًا أنَّ “لهم فضل السبق في  وضع قواعد في الجراحة والارتقاء”.
وتطرق الدكتور أحمد الرفاعي إلى إسهامات علماء الرياضيات المسلمين في ترسيخ الحوار بين الحضارات، مشيراً إلى أنه “قدّم علماء الرياضيات المسلمين الكثير من الإسهامات العلمية والعملية التي ساعدت على تقدم وازدهار الحضارة الإسلامية، بل تخطت آثار تلك الإسهامات الحدود الجغرافية للدولة الإسلامية حينئذ لتساهم في قفزات تاريخية للحضارات الأخرى”.
أطباء الحرمين
 
وافتتحت الجلسة السادسة، والتي ترأسها الدكتور حمود النجيدي، بورقة الدكتور محمد بيومي حول “الطب وأشهر الأطباء في الحرمين الشريفين دراسة من واقع كتب التراجم إبان العصر العثماني”، مسلطاً الضوء على أبرز الأطباء في الحجاز من أبناء الحجاز والمجاورين، الذين كانت لهم إسهامات واضحة وظهور المحاجر الصحية للحفاظ على الحجيج والمعتمرين في مواسم الحج.
وتطرق الدكتور يحيي أحمد إلى “علم الفلاحة عند العلماء المسلمين”، مشيراً إلى أنَّ “العرب أسسوا حضارة عربية إسلامية في مجتمعات زراعية مثل بلاد الرافدين وطوروها وبرعوا فيها”.
 
الرياضيات التطبيقية
وانطلقت الجلسة السابعة برئاسة وكيل جامعة الإمام الدكتور عبدالله أبا الخيل، بورقة الدكتور أحمد جبار إلى بعض جوانب الرياضيات التطبيقية عند علماء الأندلس والمغرب العربي الكبير، مشيراً إلى أنها كانت مُخصّصة لجمهور أوسع لأنها كانت توفّر أجوبة مقنعة لمسائل مختلفة اكتشفها المسلمون، وكل من كان يعيش في المدينة الإسلامية، في إطار أنشطتهم اليومية.
وتناولت الدكتورة أسماء الشارود إسهامات المسلمين في الطب، مضيفةً أنهم “لم يكونوا العرب مقلدين، بل كانوا مبتكرين، وإن استفادوا ممن سبقهم فليس ثمة ابتكار مخلوق من عدم”.
وتطرّقت الدكتورة إيمان رشدي إلى العصر الذهبي لحضارة العلماء العرب والمسلمين، ودورهم في دفع عجلة تقدم العلوم والفنون والصناعات في أوروبا.
وافتتحت الجلسة الثامنة، التي ترأسها وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات الدكتور عبدالعزيز الهليل، بورقة الدكتورة زبيدة ميسي حول إسهامات العلماء العرب والمسلمين في مجال العلوم التطبيقية، ونجاحهم اللامحدود في هذه المجالات.
وأشار الدكتور عبد الغني يحياوي في ورقته “وقفات مع إسهامات الزهراوي وابن زهر وابن رشد الحفيد في الطب الإسلامي”، إلى أنَّ تاريخ المسلمين عرف مراحلاً زاهرة متميزة في جميع المجالات، لاسيّما في الطب الذي تطور بشكل لافت.
وأوضحت الدكتورة إيناس عليمات، في ورقتها “رعاية الموهوبين في التاريخ الإسلامي ومدى إسهاماتهم في تقدم الحضارة الإنسانية”، أنَّ “السنة النبوية والخلفاء الراشدين اهتموا بهم، لأنهم فئة لها دور أساسي في تكوين هوية المجتمع وبناء حضارته، وهم الرصيد الحقيقي لها”.
 
ريادة الطب البيطري
وترأس عميد كلية الطب بجامعة الإمام الدكتور خالد آل عبدالرحمن الجلسة التاسعة، والتي افتتحت بورقة الدكتور عادل عبد الواحد والتي أشارت إلى الرقابة على مهنة الطب البيطري والمنتجات الحيوانية في الحضارة الإسلامية، والتي تحث وتبين السلوك والأخلاقيات الكريمة في إتقان العمل والصدق والأمانة وغيرها.
وتناولت الدكتورة رنا المرشدي إسهامات ابن البيطار الأندلسي في التفريق بين العقاقير النباتية المشتركة في الاسم “آذان الفأر”، في التراث الطبي العربي، مشيرةً إلى أنه “من أعظم الفيزيائيين والتي تميزت في عصرها والتي تؤكد على أسبقيته وأفضليته في هذا العلم”.
وبدأت الجلسة العاشرة برئاسة عميد معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية الدكتور سعد القرني، التي افتتحت بورقة الدكتورة عائشة مرشود الحربي، تناولت الطب عند العرب والمسلمين، مستعرضةً إنجازات رواد علم الطب من العرب والمسلمين في هذا العلم في العصور الإسلامية الأولى.
وتطرقت الدكتورة غادة الجميعي، إلى دور العلماء المسلمين في الموائمة بين الوظيفة والتخطيط بالعمارة الدينية، مشيرةً إلى تزامن ذلك مع ظهور الإسلام، والحاجة لظهور وحدات معمارية خاصة تتلاءم وظيفياً مع متطلبات العقيدة الإسلامية، وكان على رأس هذه الوحدات عمارة المسجد”.
وترأس عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام الدكتور محمد الأحيدب الجلسة الحادية عشر، التي افتتحت ببحث الدكتور كرم أحمد حول إسهامات علماء العرب والمسلمين في علم الحيوان والبيطرة، مؤكّدًا أنّهم كانوا الرواد الأوائل فيه، وكانوا هم السبَّاقون إلى معرفة التصنيف الإحيائي وقضايا التطور وأساليب معيشة الحيوانات وسلوكها، وشخصوا الأمراض ووصفوا العلاج، ووضعوا المبادئ الأولى عن علم الحيوان.
واستعرض الدكتور أجقو علي، إسهامات أطباء الأندلس في طب وجراحة العيون تأسيسًا، تنظيرًا، ممارسة وتطويرًا، مشدّدًا على أنَّ “ذلك أنتج نهضة طبية كبيرة أنجبت عددًا كبيرًا من الأطباء، والأطباء الرواد في الطب والتأليف الطبي”.
 
العلاقة بين الطب والجيولوجيا
وترأس وكيل جامعة الإمام للتخطيط والتطوير والجودة الدكتور عبدالله الصامل، الجلسة الثانية عشر، التي ابتدأت بورقة الدكتور خلاف الغالبي والتي تطرقت إلى الخصائص والمنافع الطبية للمعادن في التراث العلمي العربي الإسلامي والعلاقة بين مجالي الطب والجيولوجيا، وتعريفهم بالمعادن وتحديد هويتها ووصف خصائص مركباتها.
وبيّن الدكتور حجازي المنعم سليمان، في ورقته إسهامات المغاربة والأندلسيين في الطِّب في مصر والشام، وتصديهم لتدريس الطب، وأثرهم العلمي في طلابهم، ودورهم في تقديم الخدمات الطبية إلى مجتمع مصر والشام الذي احتضنهم من خلال الوظائف التي شغلوها في المؤسسات الطِّبّية وممارسة التطبيب في دكاكين خاصة بهم.
وأشار الدكتور محمد عبد الغني، إلى أبو القاسم الزهراوي وإنجازاته في علم الطب والجراحة، موضحًا أنّه “يُعدُّ أحد أعلام الطب والجراحة في تاريخ الإنسانية لإسهاماته العديدة في هذا المجال”.
وتطرق الدكتور محمد بن عبد المؤمن إلى ريادة المسلمين في تنظيم وضبط ممارسة مهنة الطب، مؤكداً أنَّ “المسلمين هم الذين اخترعوا إجازة الطب مع بداية القرن الثالث للهجرة، الذي يمنح لصاحبها حق ممارسة حرفته”، مشيراً إلى أنَّ “المهنة وصلت إلى المستوى الرفيع من جراء الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى”.
واختتمت الجلسات بورقة الدكتور جبران سحاري، التي تناولت إسهامات الحسن بن الهيثم في مجال العلوم التطبيقية، وانبهار الغرب بحجم تأثير الثقافة العربية الإسلامية في النهضة الأوروبية، الذي شهد به عددٌ من الكتاب الغربيين، مؤكّداً أنَّ “الحسن بن الهيثم كان نابغة في علومٍ شتى، من أشهرها علم الهندسة والرياضيات والفلك؛ حيث شهد بذلك كُتابٌ من الغرب قبل العرب والمسلمين”.

إقرأ المزيد