كشف أثري: العبلاء شهدت حراكًا اقتصادياً وثقافياً قبل ٣ آلاف عام

الخميس ٢٧ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٥:٣٣ مساءً
كشف أثري: العبلاء شهدت حراكًا اقتصادياً وثقافياً  قبل ٣ آلاف عام

أوضح مدير عام الإدارة العامة للبحوث والدراسات الأثرية بموقع العبلاء غرب محافظة بيشة د. عبدالله بن علي الزهراني أن الموقع يعد أقدم مدينة اقتصادية في جنوب الجزيرة العربية، يعود تاريخها إلى 3 آلاف عام .

جاء ذلك خلال وقوف محافظ بيشة محمد بن سعيد بن سبرة، أمس، على نتائج عمليات التنقيب في الموقع وما تحويه المنطقة الأثرية، وذلك ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الوطني، عقب حضوره حفلا أقيم بهذه المناسبة.

وأكد الزهراني أن : “هذا الموقع شهد قبل  ٣ آلاف عام حراكًا اقتصادياً وثقافياً ضخمًا ساهم في التحولات الاقتصادية والحضارية، حيث تحولت هذه البلاد إلى منطقة التقاء  للقوافل  التجارية التي كانت تعبر من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها”.

وأشار إلى أن الأعمال الأثرية التي تمت في موقع العبلاء ما زالت في بدايتها، إلا أن نتائجها  كانت مشجعة وأن الموقع واعد  بالكثير من المعلومات، كاشفًا عن أن أعمال التنقيب في الموقع تمت بأيدٍ سعودية من أبناء محافظة بيشة كونهم أعرف بمنطقتهم، وأن أعمال التنقيب بدأت منذ  عام ١٤٣٦هـ بإجراء مسوحات أرضية وجوية وجيوفيزيائية بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كما تم عمل مربعات للعمق التاريخي والنسيج العمراني  مما ساعد على  وضع  عدد من الفرضيات التي تشير إلى أن العبلاء أهم مركز تعدين في جنوب الجزيرة، إذ كان يستخرج منها الذهب والفضة والنحاس والحديد وذلك على مر العصور من قبل الميلاد وصولا إلى العهد الإسلامي.

وأضاف أنه : “تم وضع فرضية لبحث أسباب توقف الأعمال في الموقع رغم أنه لا يزال غنيًا بالكثير من المعادن الثمينة”، منوهًا بأنه جرى في العام الماضي تنقيبات مركزة في المنطقة السكنية كشفت كثيرًا من المعلومات والمعطيات التي ساعدت في وضع تصور حضاري للموقع الذي نجح أصحابه في إدارة الموارد المائية والزراعية، حيث وجد جرار كبيرة كانت تخزن فيها الحبوب، إضافة إلى الأعمال التعدينية التي جرت هنا، متابعا أن جبل العبلاء يحتوي أيضا على حفر تصل إلى ٨٠ متر وشقوق كبيرة.

من جهته، عبر محافظ بيشة محمد بن سعيد بن سبرة عن شكره للجهود المبذولة مهيباً بالمسئولين بالمحافظة و رؤساء البلديات  والمواطنين والمشايخ والأعيان بدعم  هذا التوجه لدى هيئة السياحة وفريق العمل بكل ما نستطيع من إمكانيات لتصبح المنطقة رافد من روافد السياحة على مستوى بيشة وعلى مستوى المنطقة، لاسيما وأن  الموقع  جاذب للمهتمين بالتراث العمراني من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف أن التراث الوطني كان مغفلاً وأعيد للواجهة بفضل دعم القيادة الرشيدة والدعم اللامحدود من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة التراث الوطني، وأنه يعكس الصورة الحقيقة ويصحح المفهوم السابق  الذي يذهب إلى أن الجزيرة بلا حضارة ولا آثار، متابعًا: “الحقيقة أن الجزيرة مهد الحضارات”.

إقرأ المزيد